فيديو| سفاري بحر الرمال.. أمواج في "واحة الغروب"
بحيرة صغيرة مليئة بالمياه الكبريتية تصل درجة حرارتها إلى 45 درجة مئوية، وعلى بعد أمتار قليلة تظهر بحيرة أكثر اتساعا بمياه باردة.
البحيرتان خرجتا سويا من المنبع ذاته وتحيط كل منهما الرمال الساخنة في بحرها الأعظم، بينما تظهر سيارات الدفع الرباعي داخل الصحراء كسرب الطيور، تصعد وتهبط مع التشكيلات الرملية..
كل هذه المشاهد يمكن أن تراها فقط في رحلة السفاري بواحة سيوة غرب مصر.
الجزء الأول من الرحلة ينقلك إلى العصر الفرعوني، الروماني، تتويج الإسكندرية، وقصة تفجير معبد آمون، تلك العصور التي ذكرتها رواية واحة الغروب للروائي بهاء طاهر، بينما يحملك الجزء الثاني لبحر الرمال الأعظم حيث تتبدل فكرتك عن الصحراء، فترى بحيرات، نخيل، جبال رملية، حياة تظهر في اللون الأصفر الممتد.
داخل سيارة السفاري يجلس"عم عبدالله" ميكانيكي سيارات، وأحد قادة رحلات السفاري بالواحة، مرتديًا جلبابه الأبيض وعلى رأسه يعقد "شال" بينما يعلو صوت الأغاني السيوية من داخل السيارة المتجهة إلى بحر الرمال حاملة 5 أشخاص، يبدأ رحلته بصعود وهبوط الجبال الرملية بشكل مفاجئ يتفاعل معه الجميع، يقف دقائق لالتقاط الصور التذكارية مع الجبال الرملية، ثم يكمل رحلته التي تضم بئر واحد بمياهه الساخنة، وصولا للتجمع في حلقات لمشاهدة الغروب.
انتشار ينابيع المياه في قلب الصحراء هو أكثر ما يميز الواحة حسب ما ذكره مصطفى يوسف، مرشد سياحي وأحد أهالي الواحة، فبالقرب من معبد آمون تقع عين كليوباترا، أو عين جوبا (إله الشمس)، يحيطها النخيل من كافة الجوانب، وتمتلئ بالمياه الكبريتية، حيث يقصدها السائح أملا في الاسترخاء، وبعد الخروج من المياه يمكنه تناول مشروب في "الكافية" الملاصق للعين.
لا تقتصر مناجم الملح في الواحة على استخراج الملح فقط، بل ظهرت قيمتها منذ اكتشافها مؤخرًا، منذ عامين حيث يرتادها السائح بهدف"تقشير" الجلد، والاسترخاء فمياه بحيرة الملح التي تصل مساحتها إلى 40 ألف فدان تتحرك حول الجسد في حركة دائرية تشبه ب"الجاكوزي"، إضافة إلى التقاط الصور التذكارية مع الشكل البلوري للملح، الذي يتكون نتيجة تبخر المياه.
تجاور المياه والنخيل إلى جانب الجبال أكثر ما يميز جزيرة فطناس، وهي صاحبة الشهرة الأكبر في كافة رحلات الواحة، الجميع يتحدث عن الجزيرة التي تسلب الطاقة السلبية وتعطيك الراحة والهدوء، إلى جانب كوب من شاي الزردة بـ"حشيشة الليمون" أو"اللويزة".
يقول المرشد السياحي، مصطفى يوسف، إن اختيارهم لجزيرة فطناس لمشاهدة الغروب حيث تجتمع فيها كافة الظواهر الطبيعية واصفا الجزيرة بأنها أروع الأماكن، حيث تستطيع مشاهدة الشمس تغرب من البحيرة، ثم بحر الرمال الأعظم، ثم ترحل خلف الجبال المحيطة بها.
المتعة وتجربة كل جديد، هي الدافع الأساسي وراء خوض تجربة السفاري في بحر الرمال الأعظم، يوضح مصطفى أن للسفاري رحلات متعددة، وأن أشهرها هي رحلة الغروب والعودة والتي تعتمد على سيارات الدفع الرباعي الحديثة، مؤكدا أن ما يميز سيوة عن غيرها في السفاري هو التشكيل الجميل لبحر الرمال الأعظم، وأن إطلاق اسم بحر ليس فيه أي مبالغة.
بعد حوالي من 20 إلى 30 كيلو داخل رمال الصحراء تظهر عيون المياه والتي تضم عين بئر واحد بدرجة حرارة 45 درجة يقصدها السائح في الشتاء مستمتعا بمياهها الكبريتية، ويوضح مصطفى أن الهدف من النزول لبئر واحد قد يكون علاجي، حيث تعمل على"فك" العضلات، وتساعد في حل مشكلات آلالام الظهر، ثم يتوجه السائح بعد ذلك لمياه العين الباردة الممتلئة بالأسماك، وعليك إلقاء بعض اللقيمات الصغيرة حتى تظهر لك على سطح المياه.
قبل الغروب تستطيع التزحلق على الرمال بواسطة ألواح خشبية ذات عجلات، وعقب الانتهاء من التزحلق، يجتمع أفراد رحلة السفاري ويتحلقون حول ركية من النار يوضع عليها"براد" شاي الزردة مضافا إليه عشب"حشيشة الليمون"، إضافة إلى تناول السوادني، وبعض من الفاكهة، حتى رحيل الشمس.
الانتقال إلى الفندق أو أحد المعسكرات "الكامب" الموجودة في الصحراء لتناول العشاء تكون خطوتك الختامية ليوم السفاري، حيث تتناول عشاء سيوي يتكون من "أبو مردم" أو"الشاورما" وغيرها من الأطعمة الخاصة بالواحة، يقول مصطفى إن كل من يأتي إلى الواحة يحرص على تناول أكلاتها المميزة المعتمدة على الطبيعة في صناعتها، دون استخدام زيوت مهدرجة أو غيرها من المواد.