اللوبي الإيراني لصالح مصر.. القصة الكاملة

كتب:

فى: صحافة أجنبية

23:09 24 أكتوبر 2016

ما بين ادعاءات الجارديان بممارسة إيران لوبي على الولايات المتحدة كان له الفضل في مشاركة مصر باجتماع لوزان حول سوريا، وحديثها عن خلاف القاهرة والرياض،   والخطاب الذي أرسله السفير المصري بلندن للصحيفة البريطانية يفند فيها ما جاء بالتقرير، تظهر الحاجة إلى معرفة القصة الكاملة.
 

التقرير  المنشور بتاريخ 20 أكتوبر جاء تحت عنوان "إيران أرادت مصر في محادثات سوريا، في ظل تحول تحالفات الشرق الأوسط".


 

وقالت الجارديان إن رسائل إلكترونية تظهر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يضغط من أجل مشاركة  مصر، أكثر دول السنة تعدادا سكانيا في لوزان السويسرية".
 

وتابعت: “تثير الخطوة الإيرانية مخاوف من أن يتم استمالة مصر بعيدا عن موقفها التقليدي الموالي للغرب".
 

اجتماع لوزان، التي جاء بدعوة من وزير الخارجية جون كيري في المدينة السويسرية ، فشل حتى في الاتفاق على إستراتيجية مشتركة مع روسيا لإنهاء الصراع في سوريا الذي دخل عامه السادس.
 

وبحسب الجارديان، فقد اطلعت الصحيفة  على رسائل إلكترونية تشير إلى أن محمد جواد ظريف طالب كيري بحضور فريق من القاهرة المحادثات.
 

وعندما اقترح جون كيري أسماء 6 دول لمعرفة إذا ما كان بالإمكان طرح وجهة نظر معقولة جديدة حول سوريا، أجاب ظريف: “ولماذا ليس مصر أيضا؟"
 

ووافقت إيران على حضور الاجتماع بعد أن تمكنت من تأمين  مكانين لوزيري الخارجية المصري والعراقي في المناقشات، بحسب الجارديان.
 

واستطرد التقرير: “كلتا الدولتين (مصر والعراق) تدعمان الموقف الإيراني الموالي للأسد، لكن مصر تحمل أهمية خاصة باعتبارها الدولة النسية الأكثر تعدادا سكانيا في الشرق الأوسط".
 

حرص إيران على تواجد مصر والعراق في لوزان نبع كذلك من رغبتها في عدم التفوق العددي للتحالف المناهض للأسد، المؤلف من تركيا وقطر والسعودية والولايات المتحدة.
 

وبحسب الصحيفة البريطانية، فقد بدأ الضغط الإيراني لحضور المباحثات  قبل أيام قليلة مما وصفته بـ  "الصدمة المصرية للسعودية في مجلس الأمن".
 

وزعمت الجارديان في إطار تقريرها أن مصر صوتت ضد مشروع القرار الفرنسي حول سوريا، وتضامنت مع الفيتو الروسي، لكن الحقيقة أن القاهرة صوت لصالح مشروعي القرارين الفرنسي ثم الروسي.
 

ووصف المندوب السعودي بالأمم المتحدة القرار المصري بالتصويت لصالح مشروع القرار الروسي الذي يتجاهل القصف في حلب بـ "المؤلم"، مضيفا أن دولا ليست عربية مثل السنغال وماليزيا أثبتتا أنها أكثر قربا من الموقف العربي، على نحو يتجاوز مصر.
 

وفي اليوم التالي، وفقا للجارديان، علقت أرامكو شحنات مساعدات نفطية إلى مصر، تقدر بـ 700 طن من المنتجات النفطية شهريا.
 

ووصفت الجارديان ذلك بأنه الخلاف العلني الأول بين مصر والسعودية منذ عزل الرئيس السيسي للرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013.

 

ومنذ 2013، أرسلت السعودية مليارات الدولارت إلى مصر، ما ساعد على وقوف الاقتصاد على قدميه.
 

الخصومة بين السعودية وإيران التي تظهر في عقل وقلب الشوارع العربية، بحسب تعبير الجارديان،  تجعل كل منهما تسعى لتقليص هيمنة الأخرى وخلخلةوضعها في الشرق الأوسط.
 

وفي إطار جهود تستهدف جلب لاعبين كبار بالمنطقة وجلوسهم معا، بعث كيري برسالة إلكترونية إلى ظريف في 4 أكتوبر، بعد انهيار الهدنة الأمريكية الروسية، وقصف حلب.
 

وأخبر كيري ظريف  أنه تناقش مع نظيره الروسي سيرجي لافروف من أجل عقد اجتماع مصغر لأطراف معنية بالشأن السوري.
 

واقترح كيري أسماء روسيا وإيران وتركيا وقطر والسعودية والولايات المتحدة لحضور اجتماع لوزان في 15 أكتوبر.
 

وأجابه ظريف: “لماذا لا تدعو مصر أيضا؟"
 

وبعدها بأيام، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الشرق الأوسط إن "أخبارا هامة ستصدر قريبا".
 

ولم تمض ساعات إلا وأعلنت الخارجية الإيرانية أن اجتماع لوزان سيضم مصر والعراق.

 

الصحفي الإيراني صادق غورباني بوكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية كتب عبر حسابه على تويتر: “من المثير للاهتمام هذا التحول التدريجي للسيسي من المحور الأمريكي السعودي إلى المحور الإيراني الروسي. إحياء العلاقات بين القاهرة وطهران مسألة وقت فحسب".
 

يذكر أن العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين مصر وإيران منقطعة منذ 1980، عندما قدمت مصر عرضا للجوء لشاه إيران محمد رضا بهلوي في أعقاب الثورة الإيرانية.
 

ومع ذلك، فقد تقاربت الدولتان في مسألة دعم نظام بشار الأسد، ، ورحبت القاهرة بالعمليات العسكرية الروسية في سوريا، بحسب الجارديان.
 

من جانبه، قال هشام هيلر الباحث بـ "أتلانتك كاونسل": “لدى مصر وجهة نظرها الخاصة في سوريا والتي تصادف التقاءها مع الرؤية الإيرانية. القاهرة ترغب في دولة سورية قابلة للحياة، وتخشى من الجماعات الإسلامية".
 

واستطرد هيلر: “فيما يتعلق بالمتطرفين في سوريا، فإن مخاوف مصر مشروعة، وعلى الجانب الآخر تستهدف مغازلة القاهرة لموسكو  توصيل رسالة للغرب مفادها أن لديها خيارات أخرى".
 

وواصل: “السعودية اتخذت قرارات إستراتيجيا منذ فترة طويلة. مصر أكبر من أن تفشل، لذا لا ترغب الرياض في فوضى بالمنطقة، وستفعل ما بوسعها للحفاظ على الاقتصاد المصري واقفا على قدميه".

المفارقة أن هيلر غرد في وقت سابق عبر حسابه على تويتر قائلا: "“دعم مصر لروسيا في مجلس الأمن حول سوريا لن يمر بشكل جيد بالنسبة لدول عربية رئيسية حليفة".

واستطرد:  “بتنحية الأخلاقيات جانبا، فإن هذا بمثابة حماقة استراتيجية".

 

ونقلت الجارديان عن مسؤول أمريكي لم تسمه قوله: “العلاقات الأمريكية مع مصر تعتمد على مجموعة من الأولويات بينها مصالحنا المشتركة في دخر الإرهاب وحلحلة الصراع في سوريا".

 

وبالمقابل، بعث سفير مصر فى لندن ناصر كامل أرسل ردا لصحيفة الجارديان قال فيه، بحسب الأهرام، «بعد قراءتى للمقال المشار إليه عاليه، شعرت بأننى مضطر لدحض بعض الأخطاء الصارخة التى للأسف تضمنها المقال".

وفسر ذلك قائلا:  الأمر الأكثر لفتا للنظر هو الادعاء بأن مصر صوتت ضد مشروع القرار الفرنسى حول سوريا فى مجلس الأمن.. على العكس، فقد صوتت مصر لصالح القرار (بالإضافة إلى التصويت لصالح مشروع القرار الروسي، إذ أنهما يتضمنان عناصر مشتركة).. وبصراحة أجد أنه من الغريب أن محرر الجارديان لم يتحقق من مثل هذه المعلومة البسيطة!".
 

وزاد بقوله : «وجدير بالذكر أن مقالكم ينطوى على ادعاء خاطئ بوجود علاقة بتصويت مصر لصالح مشروع القرار الروسى وقرار شركة أرامكو السعودية بوقف إمدادات البترول لمصر مؤقتا خلال شهر أكتوبر الجاري، اسمحوا لى مجددا أن أصحح هذه الأكذوبة والتوضيح أن البيان الصادر عن وزارة البترول المصرية فى بداية الشهر الجارى يشير بوضوح إلى أن قرار أرامكو جاء قبل التصويت حول سوريا فى مجلس الأمن".

اعلان