هآرتس: إسرائيل حرصت على تأجيج الفتنة بين القاهرة وحماس
قالت صحيفة "هآرتس" إن إسرائيل حرصت منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكم على إزكاء نار الفتنة بين القاهرة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) من خلال تقديم معلومات استخبارية للنظام المصري حول التعاون السري بين حماس وداعش بسيناء.
جاء ذلك، لدى تحليل "عاموس هرئيل" محلل الشئون العسكرية بالصحيفة للأحداث الأخيرة التي شهدتها غزة وسيناء وإيلات الإسرائيلية خلال الساعات القليلة الماضية، والتي بدأت بإطلاق صاروخ من القطاع على إسرائيل التي ردت بقصف مدفعي استهدف مواقع لحماس، فيما حدث التطور الأخير مساء أمس الأربعاء 8 فبراير بإطلاق تنظيم ما يسمى "ولاية سيناء" 4 صواريخ استهدفت مدينة إيلات الإسرائيلية جنوبي فلسطين المحتلة.
وكتب "هرئيل":يحدث كل هذا في وقت يشهد تقاربا مفاجئا بين حماس ومصر بعد سنوات من العداوة الجارفة من قبل الجنرالات في القاهرة تجاه القيادة في القطاع، الذي يعتبرونه فرعا لخصهم، جماعة الإخوان المسلمين المصرية".
وتابع :”منذ الانقلاب العسكري في القاهرة صيف 2013 شدد المصريون باستمرار الخناق على القطاع. وساهم الإغلاق المتعمد لمعبر رفح، إلى جانب الرد الإسرائيلي البطيء تجاه الأزمة الاقتصادية لحماس، في اندلاع الحرب بعد مرور عام. منذ ذلك الوقت حرصت إسرائيل على تأجيج التوترات بين القاهرة وغزة، بما في ذلك من خلال تقديم معلومات استخبارية (موثوقة) حول التعاون السري بين حماس وجناح داعش بسيناء".
لكن الشهور الأخيرة شهدت تغيرا- بحسب محلل "هآرتس"، خفف المصريون الضغط على الفلسطينيين في معبر رفح، وانطلقت الوفود الأمنية التابعة لحماس إلى القاهرة، لبحث العلاقات بين الجانبين. قبل أيام معدودة صُورت جولة لمسئولين فلسطينيين في المنطقة الحدودية برفح، صاحبتها وعود من قبل حماس بحفظ الهدوء على لحدود، والاستمرار في كبح زمام التنظيمات السلفية بالقطاع، والابتعاد عن عناصر داعش في سيناء.
ولفت "هرئيل" إلى أن عملية إطلاق الصواريخ على إيلات والتي تبنتها داعش في وقت لاحق اليوم الخميس 9 فبراير تخدم هدفين، الأول والأكثر وضوحا هو الانتقام من إسرائيل، التي يتهمها التنظيم منذ شهور بتقديم المساعدات الهجومية والاستخبارية ضده للقوات المصرية في سيناء. واعتبر أن الهدف الثاني يمكن أن يكون نقل رسالة لحماس على خلفية تقاربها مع مصر.
وختم الصحفي الإسرائيلي بالتأكيد على أن التقارب بين مصر وحماس يرفع منسوب التوتر لدى صانعي القرار في تل أبيب، الذين دعاهم لضبط النفس، معتبرا أن "إدارة غير صحيحة للأزمة يمكن، مثلما حدث صيف 2014 أن تؤدي لانفجار، وهو ما لا تسعى إليه حاليا لا إسرائيل ولا حركة حماس.
كان "أمير بوحبوت" محلل الشئون العسكرية بموقع "walla” العبري قد أكد أن القصف الإسرائيلي الأخير لأهداف في قطاع غزة صباح الاثنين 6 يناير، يأتي على خلفية التقارب الكبير بين القاهرة وحركة حماس والتفاهمات بين الجانبين حول معبر رفح، الأمر الذي يثير استياء تل أبيب.
وأشار إلى أن القيادة الإسرائيلية تسعى لإعلام القاهرة وحماس أنها ضد أي اتفاق يجري في قطاع غزة دون التنسيق معها وموافقتها.