خبير إسرائيلي: لهذه الأسباب استهدف "ولاية سيناء" إيلات
بعد إطلاق 4 صواريخ من سيناء تجاه مدينة إيلات الإسرائيلية جنوبي فلسطين المحتلة الأربعاء الماضي، انشغل الكتاب والمحللون في إسرائيل بالحديث عن تنظيم "سيناء" target="_blank">ولاية سيناء" التابع لداعش ودلالات توقيت الهجوم الذي نفذه من داخل الأراضي المصرية.
“يورم شفيتسر" رئيس برنامج "أبحاث الإرهاب" بمعهد الأمن القومي الإسرائيلي اعتبر في مقاله المنشور على موقع "walla” بعنوان "هجوم داعش سيناء على إسرائيل ليس مفاجأة.. لكن لماذا الآن؟" أن استهداف "سيناء" target="_blank">ولاية سيناء" مدينة إيلات لا يشكل مفاجأة لأحد، وأن السؤال ليس لماذا عمل التنظيم السلفي الجهادي من سيناء ضد إسرائيل، بل لماذا قام بذلك الآن؟.
وأوضح أن التنظيم حمل شعار كراهية اليهود وإسرائيل منذ تأسيسه وسبق له أن هاجم أهدافا إسرائيلية عندما كان تابعا لتنظيم القاعدة قبل أن يبايع داعش عام 2014.
في أغسطس 2011 قتل تنظيم أنصار بيت المقدس (الاسم القديم لـ"سيناء" target="_blank">ولاية سيناء") ثمانية إسرائيليين في الطريق 12 المؤدي لإيلات. وبعد عام حاول تنفيذ هجوم مكثف على معبر كرم أبو سالم، جرى إحباطه بشكل دقيق من قبل الطيران الإسرائيلي. وفي وقت لاحق أرسل التنظيم انتحاري تجاه إسرائيل خلال عملية "الجرف الصامد" (العدوان الإسرائيلي على غزة صيف 2014)، أوقفته القوات المصرية. بعدها أطلق التنظيم صواريخ تجاه إيلات.
وفيما يتعلق بدلالات توقيت الهجوم الذي تبنى التنظيم مسئوليته الخميس الماضي، قال "شفيتسر" :”يحتمل أن يكون تفسير توقيت الهجوم الأخير مرتبطا، أولا بظروف عملياتية، مكنت التنظيم من تنفيذ الهجوم وتغفيل المصريين والإسرائيليين، الذين يعرفون جيدا بتلك النوايا ومستعدون لإحباطها. هذه المرة وبعكس ظروف أخرى سابقة تمكنوا من ذلك".
وأضاف أنه ربما يعكس الهجوم أيضا الضغوط داخل قيادة التنظيم لتحقيق نقاط في صالحه أمام الرأي العام المؤيد للجهاد العالمي في ضوء الضربات المتوالية التي تكبدتها عناصره العام الماضي على يد مصر وإسرائيل، وهي الضربات التي أدت لخسارته العشرات من المقاتلين ومسئولي التنظيم.
وتابع المحلل الإسرائيلي :”علاوة على هذا يبدو أن التنظيم مضطر لإثبات قدرته العملياتية لراعيه "الدولة الإسلامية" (داعش). إذ أن عليهم أن يثبتوا ويقنعوا أبو بكر البغدادي أن "سيناء" target="_blank">ولاية سيناء" هي أداته الأكثر فاعلية في المنطقة التي ستمكن داعش من إلحاق الضرر بإسرائيل، وتفعيل وعد قادته بضرب إسرائيل واليهود، وهو الوعد الذي لم ينفذ حتى الآن".
هدد "سيناء" target="_blank">ولاية سيناء" عدة مرات خلال عامي 2015 و2016 بإلحاق الضرر بإسرائيل. أخر هذه التهديدات جاءت على لسان زعيم التنظيم أبو هاجر الهاشمي في 22 ديسمبر الماضي، حين تعهد بـ"إحراق الأرض من تحت أقدام اليهود، الذين يرتعبون من المجاهدين لأنهم يعرفون أن نهايتهم اقتربت".
يقولون في التنظيم إن إسرائيل تساعد بشكل فاعل الجيش المصري في هجماته ضدهم، وأنهم تعرضوا في عدة مرات لضربات إسرائيلية. وأن تلك الهجمات كبدت التنظيم خسائر فادحة في أغسطس وأكتوبر الماضيين، وأدت لمقتل عشرات من عناصره بينهم الزعيم السابق أبو دعاء الأنصاري.
وخلص المحلل الإسرائيلي إلى أن التنظيم يحاول خلق معادلة ردع أمام إسرائيل، لإثبات حيوتيه أمام زعمائه، ويسعى للحصول على رصيد لدى الرأي العام المصري والعالمي من بين مؤيدي الجهاد السلفي في صراعه وكذلك تجنيد متطوعين جدد في صفوف التنظيم، معتبرا أن قتل إسرائيليين والإضرار بالاقتصاد في جنوب إسرائيل هو الوسيلة المضمونة للحصول على هذا التأييد.
ومضى يقول :”فاعلية القتال وعمليات الإحباط من قبل قوات الأمن المصرية والإسرائيلية هي ما حالت دون تنفيذ التنظيم مخططاته بالعمل كثيرا ضد إسرائيل. جدول أولويات "سيناء" target="_blank">ولاية سيناء" يجبرهم على الصراع بشكل أساسي على وجودهم وتركيز مواردهم ونشاطهم ضد الجيش المصري بسيناء وضد نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي".
وختم بالقول :”نجاح اعتراض الصواريخ على يد القبة الحديدية خلف خيبة أمل شديدة لدى التنظيم. يمكن التكهن بحذر بأن جهوده لتنفيذ مزيد من إطلاق الصواريخ أو العمليات الأخرى ضد إسرائيل ستتواصل، لكنها لن تتحول إلى رؤية دائمة على الأقل خلال المستقبل القريب".