إسرائيل في حالة استنفار لمواجهة WannaCrypt
توقع خبراء إسرائيليون في مجال السايبر تعرض العالم لمزيد من الهجمات الإلكترونية، بعد الهجوم الذي اجتاح أمس الأول نحو 150 دولة، وضرب منشآت حيوية ومستشفيات، وطالب القراصنة كل موقع متضرر بدفع مبلغ 600 دولار بعملة "بيتكوين" الإلكترونية، كفدية لإعادة الملفات التي شفرها الفيروس.
وفي بيان لها أكدت الهيئة الوطنية لمكافحة هجمات السايبر في إسرائيل عدم تضرر البنى التحتية الحيوية أو الاقتصاد الإسرائيلي من الهجوم، موضحا أن هناك عددا من الأشخاص تعرضوا للهجوم بشكل فردي، وأن البحث جاري حيال شكوك حول محاولة اختراق طالت منظمات ووزارات حكومية.
ورغم عدم تضرر إسرائيل وفقا للتقديرات الأولية يرى خبراء أنه من المحتمل اكتشاف تعرض جهات عديدة اليوم الأحد لمشكلات ما، في ضوء إغلاق كافة المؤسسات العامة والخاصة أبوابها منذ مساء الجمعة بسبب حلول عطلة يوم السبت.
وحذر "أدم بيلد" صاحب شركة " Cybergrip” المتخصصة في الخدمات الاستشارية في مجال الحماية من الهجمات الإلكترونية من أن الأضرار المحتملة لفيروس " WannaCrypt" الذي ضرب العالم الجمعة، مشيرا إلى أن آلاف أجهزة الحاسوب في إسرائيل عرضة هي الأخرى للإصابة بالفيروس المدمر.
كذلك قال الباحث الإسرائيلي في مجال الحماية "تال باري" لصحيفة "هآرتس" إن هناك مخاوف حقيقية من حجم الأضرار التي يمكن أن تحدث جراء هذا الهجوم، مببرا ذلك بالقول إن الفيروس تم تفعيله يوم الجمعة، في وقت لا تعمل فيه الكثير من المنظمات والشركات.
وأضاف :”الآن ومع بداية الأسبوع في أوروبا والولايات المتحدة تتصاعد المخاوف من سقوط المزيد من الأشخاص فريسة لإميلات التصيد التي يتم من خلالها وبعد فتح الرسالة الإلكترونية الاستيلاء على المعلومات الخاصة بمستخدمي الانترنت سواء كانت شخصية أو مالية، وهي الرسائل التي تبدو وكأنها مرسلة من جهات موثوقة كالمؤسسات المالية والبنوك.
وأوضح الخبير الإسرائيلي أنه ونظرا لأن الحديث يدور عن حملة تجبر الضحية على السقوط في الفخ، فإن عدد الإصابات سيكون مرهونا بنوعية الإميلات المرسلة ومدى قدرتها على إقناع المستخدمين، بتحميل الملفات الخبيثة على حواسيبهم.
رسالة ظهرت على الحواسيب المخترقة في بريطانيا
ونقل موقع "walla” العبري عن "عينات ميرون" مستشارة في التسويق الإعلامي وخبيرة في مجال السايبر أن الحديث يدور عن فيروس جرى إرساله للضحايا قبل عدة أيام من الاختراق، وظل نائما في انتظار الأوامر، لأنه من غير المنطقي أن يعتمد المهاجمون على فتح نشط لمئات الآلاف من الملفات في نفس الثانية.
وقال "أيال فكسمان" المدير العام لشركة "Cymulate” المتخصصة في هذا المجال إن المنظومة الإسرائيلية وضعت أيديها على آلاف الحواسيب داخل إسرائيل التي تحتاج لتحديث في برامج الحماية لوقف اختراق الفيروس.
وأوصى بإجراء عمليات مسح متكررة للأجهزة للتأكد من أن النظام مغلق أمام أي نسخة محدثة من الفيروس. مشيرا إلى أن زبائن شركته في إسرائيل والعالم تحدثوا عن محاولات اختراق أجهزتهم، لكن قدرة التنبيه التي تتمتع بها برامج الشركة أخطرتهم بوجود خلل ما قبل شهر ونصف، لذلك لم يتضرروا وأدى نظام الحماية دوره بفاعلية.
كان ما يزيد عن 200 ألف حاسوب في العالم تعرض لهجوم سايبر هو الأكبر، وتضرر شركات ومستشفيات في الكثير من الدول، كبريطانيا التي أصاب الفيروس أنظمة 16 مستشفى عام فيها فضلا عن منظومة القطارات في عدة مدن ألمانية، وشركة خدمات الشحن السريع الأمريكية Fedex، وبنك BBVA الإسباني، وشركة تليفونيكا المسؤولة عن الاتصالات في أسبانيا. وتعد روسيا أكثر الدول تضررا مع تلك الهجمة، تليها أوكرانيا والهند وتايوان.
وتعد إسرائيل من أكثر الدولة المتقدمة في مجال مواجهة الهجمات الإلكترونية، معتمدة في ذلك على خبرات خريجي وحدات عسكرية في مجال السايبر، أشهرها "وحدة 8200" وهي فيلق تابع للمخابرات الحربية، ينشط في التجسس الإلكتروني وفك الشفرات وجمع الإشارة، وكذلك هو المسئول عن قيادة الحرب الإلكترونية في جيش الاحتلال.