دعاء راجح للآباء: الأبناء ليسوا فئران تجارب لوسائل التربية
أكدت الدكتورة دعاء راجح الاستشارية الاجتماعية والأسرية أن الأبناء ليسوا فئران تجارب يستخدمهم الآباء في تجربة وسائل التربية المختلفة، مشددة على ضرورة أن يعامل الآباء أطفالهم بطريقة جيدة وبأساليب تربوية تتناسب مع شخصيات الأبناء.
وقدمت الاستشارية التربوية عدة نصائح للآباء لمعرفة الوسائل الصحيحة في تربية الأطفال، مطالبة الآباء بالتحلي بالصبر والمرونة في اختيار وسائل التربية المناسبة.
وترى راجح أن وسائل التربية عديدة جدا، لافتة على أن الأمهات والآباء "كل ما يقروا عنها كل ما بيتلخبطوا أكتر إيه الوسيلة الصحيحة في التربية، وييجوا يسألوا إيه الصح وإيه الغلط".
وأضافت راجح: "فيه وسيلة بتركز على القيم الدينية والحلال و الحرام.. التربية الروحية، وفيه وسيلة بتركز على الأخلاقيات والمثل العليا وطريقة تفعيلها.. تربية الضمير، فيه وسيلة بتركز على الاحتياجات النفسية والتعامل مع المشاعر المختلفة، فيه طريقة بتركز على الاحتياجات الجسدية من أكل ولبس ونوم وشراء أشياء ورياضة".
وتابعت: "فيه طريقة بتركز على التنمية العقلية زي أساليب التعليم الحديثة وتنمية مهارات التفكير، فيه طريقة بتركز على تعديل السلوك أيا كانت أسبابه بوضع القواعد وسن القوانين والثواب والعقاب.. الوسائل كتيرة أوي".
وأوضحت الاستشارية الاجتماعية أنه: "مفيش حاجة اسمها وسيلة صح ووسيلة غلط، كل الطرق تؤدي إلى روما، والدراسات لازالت مستمرة".
ولفتت راجح إلى "ساعات كتير بننتقد آباءنا في تربيتنا مع أن الناتج كان في كثير من الأحيان إيجابي، يعني مش كلنا طالعين معقدين أو منحرفين أو فاشلين، حتى الطرق الي احنا متأكدين أنها غلط طلعت ناس جامدة وحمولة وبتستحمل".
واستطردت راجح: "يعني مثلا احنا اتربينا على النقد المستمر لتصرفاتنا فطلعنا مش واثقين في نفسنا صحيح، بس عندنا قدرة رهيبة على تحمل النقد والأذى اللفظي من الآخرين، غير خالص طفل لم يتعود على النقد فتلاقيه ممكن أكثر ثقة في نفسه لكنه حساس جدا قدام أي نقد أو أذى من أي حد مثلا".
وأشارت راجح إلى أن "ساعات الأمهات والآباء الي عرفوا الطرق التربوية الحديثة ينتقدوا أوي أي حد مختلف عنهم في طريقة تربيته كما لو كان طريقتهم هو الصح المطلق، ولما يطلع الولد عنده مشكله يتساءلوا هو حصل إيه دا احنا ماشيين زي الكتاب ما بيقول"، لافتة إلى أن "مهارة وضع البدائل والخيارات بتخليك أكثر مرونة في تقبل الأساليب المختلفة في التربية، وبتخليك تنتقل بين الوسائل المختلفة لحد ما يجيب أثر مع ابنك".
وأكدت الاستشارية الاجتماعية إلى أن "احنا كآباء مختلفين وقدراتنا ومهاراتنا مختلفة، ومش هنقدر نتقن كل الأساليب والوسائل فبتلاقينا نتقن وسيلة عن وسيلة، وأولادنا مختلفين وشخصياتهم مختلفة ووسائل التأثير فيهم مختلفة فبتلاقي فيه وسيلة بتأثر فيهم أكتر من التانية".
ووجهت راجح حديثها للآباء: "مش كل ما تقرا حاجة جديدة في مجال التربية تقول هو دا الصح، مفيش طريقة واضحة ومحددة لتربية الأولاد"، مشيرة إلى "الوسائل كتير، والدراسات كتير، وكل يوم بيطلع حاجة جديدة، وكل ما هتقرأ هتتعلم حاجات كتير، ومش كل الي هتتعلمه هتقدر تمارسه، ولا كل الي هتتعلمه هيأثر في أولادك بشكل إيجابي".
ونصحت الاستشارية الأسرية الآباء قائلة: "أولادنا برده مش فيران تجارب دا بني آدم زيه زيك بالظبط، بيأثر في تكوينه عوامل تانية كتير غيرك، وممكن وسيلة تنفع معاه أكتر من التانية"، مششدة على ضرورة "خليك مرن في الانتقال بين وسائل التربية المختلفة، أنت بتتعلم وتاخد بالأسباب وتتبنى طريقة وتقول يا رب، وتلاحظ النتيجة لو إيجابية خير وبركة لو سلبية انقل على حاجة تانية بسرعة ورشاقة دون أن تتصلب على طريقة تعتبرها هي الصح المطلق".