السعداء .. لا ينشرون حياتهم الشخصية على الفيسبوك

كتب: سندس أحمد

فى: منوعات

16:42 07 مارس 2017

"شاب وفتاه متشابكي الأيدي، يلتقطون العديد من الصور بأشكال وأوضاع مختلفة، وتنتهي الخروجة معًا بعد الانتهاء من التقاط الصور، ليذهب كل منهما إلى منزله، ويضع صورتهما على مواقع التواصل الأجتماعي مثل الفيسبوك وانستجرام".


أصبح هذا المشهد هو المعتاد لدى الجميع، وهو نشر كلام الحب والغزل بين المخطوبين أو المتزوجين، ومشاركة الصور الشخصية المتعلقة بهما مع الجميع، حتى يجعلوا الناس ترى مدى السعادة التي هما بها، بالإضافة إلى المشاكل الشخصية.

 

في المقابل مشهد آخر يمتنع فيه من الأشخاص من مشاركة أي شيء يتعلق بحياتهما الشخصية، ويكتفوا بنشر الأمور أو الأشياء بشكل عام، ويطلق عليهم البعض أنهم ليس لهم علاقة بمواقع التواصل الأجتماعي.

 

ووفقًا لما ذكره موقع "بيزنيس إنسايدر" أن الأشخاص الذين يستطيعون الامتناع عن تصفح الفيسبوك لمدة أسبوع هما أكثر سعادة من الذين يتصفحونه يوميًا وبشكل دائم.

 

علاوة على ذلك أنه اثبت علميًا بأن هناك علاقة وثيقة بين مرض الإكتئاب والإفراط في استخدام مواقع التواصل الأجتماعي.


وتواصلت مصر العربية مع مدرس علم الاجتماع بجامعة الأزهر الدكتورة ابتسام مرسي محمد حول رأيها في المبالغة بنشر حالتها الشخصية وصورها مع زوجها أو خطيبها، وكذلك نشر مشاكلها الشخصية المتعلقة بها.

 

وقالت مدرس علم الاجتماع إن هذه الظاهرة غير جيدة على الإطلاق لأن الحياة العاطفية هي حياة شخصية لا يجب التحدث عنها بأي شكل، مشيرة إلى أن بعض من هذه الأشياء تكون مفتعلة وكاذبة، ولم تكن سعيدة بالأساس.

 

وأوضحت أنه في الأغلب تكون تلك الشخصية في حاجة لأن يرى من حولها أنها تعيش في سعادة دائمة، ومن الممكن أن يكون أشخاص انطوائيين، وليس لديهم علاقات إجتماعية، فيفعلون هذه الأشياء تعويض لما يشعرون به من نقص عاطفي.

 

وترى الدكتورة ابتسام أن من أسباب انتشار الظاهرة هو الوحدة الزائدة، والناحية التربوية أو الأخلاقية نشأتها غير قوية، فعلى سبيل المثال الشخص المتدين لا يحب أن ينشر صورة زوجته على صفحته الشخصية، وأيضًا الفتاة المتحفظة لا تريد أن تنشر صورها بشكل مبالغ.

 

وفيما يتعلق بالأضرار الناتجة عن نشر كل ما يتعلق يالحياة الشخصية على مواقع التواصل الأجتماعي، قالت مرسي إن هذه الظاهرة من الممكن أن تصيب من حولها بالإكتئاب لشخص آخر لم يرزقه الله بخطوبة أو زواج.

 

وعلاوة على ذلك تنشر النساء أيضًا هدايا أزواجهن لها أو أماكن الخروجات معًا، فمن الممكن أن تصيب الآخرين بالحزن أو خلاف الآخريات مع أزواجهن، وحدوث المقارنات على نطاق " أنت مش بتقولي كلام حلو زي أزواج صحابي، ومش بتخرجني زي صاحبتي التانية ما بتخرج" مشيرة إلى أن من الممكن أن تكون هذه الأشياء غير حقيقية.

 

وأضافت أن الشخص الذي لديه المبالغة في نشر كل ما يتعلق به في كل لحظة، هو أيضًا شخص لديه مشكلة نفسية، وذلك من خلال نشر أشياء كاذبة، فمن الممكن أن تتطور هذه الحالة إلى هلاوس مرضية.

 

ونصحت مدرس علم الاجتماع الدكتورة ابتسام مرسي محمد أن الحياة الشخصية لك فقط، لا يفضل مشاركتها مع أحد، وذلك لمراعاة مشاعر الغير، بالإضافة إلى الخوف من الحسد لأن تلك الأشياء من السهل أن تتعرض للحسد.

 

وذكرت أن نشر المشاكل الشخصية تجعل الطرف الآخر يفقد الثقة في شريكه ويسقط من نظره، وذلك بسبب نشر أسرارهم الشخصية، مشددة على التعامل مع الحياة الشخصية في أضيق الحدود والنشر في حدود وبمنطقية وللأمور العامة، وإذا أرادت مشاركة صورة شخصية لك يفضل أن يكون بشكل طبيعي غير مبالغ به.

 

 

 

اعلان