بعد حادث «فتاة الزقازيق».. ما هي أسباب التحرش؟
تكاثرت حوادث الاغتصاب والتحرش الجنسي في الفترة الأخيرة، فقبل أسبوع طفت على السطح قضية اغتصاب "طفلة البامبرز"، وبعدها بأيام وقعت حادثة التحرش الجماعي" target="_blank">التحرش الجماعي لفتاة بمدينة الزقازيق عقب خروجها من حفل زفاف.
وأثارت الواقعتان ضجة وغضبًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يرى كثيرون أن الحادثتين تعكسان الانحدار الأخلاقي الذي أصاب قطاعات واسعة في المجتمع .
وقبل أسبوع تفاعل رواد مواقع التواصل مع ألبوم "سكوتك تحرش" الذي رصدت فيه المصورة الشابة مروة راغب طرق التحرش التي تتعرض لها الفتيات وصمت المواطنين على تلك السلوكيات.
ووفقًا لتقديرات المجلس القومي لحقوق المرأة في عام 2012، فإن أكثر من 70% من نساء مصر تعرضن للتحرش الجنسي في الشوارع والأماكن والمواصلات العامة.
أهم العوامل
وفي تعليقه على تلك الحوادث قال الاستشاري النفسي الدكتور جمال فرويز إن التليفزيون والمسلسلات من أهم العوامل التي أدت إلى ذلك، لأن ثقافة المواطن الآن أصبحت منعدمة، وتؤخذ فقط من الانترنت والتليفزيون.
وأضاف في لـ "مصر العربية" أن الشباب يرون هذا الأمر شائعا في المسلسلات التليفزيونية ولم يواجه برد فعل مناسب، فأصبح أمرا طبيعيا للشاب أن يفعل مثل هذه الأمور، فضلا عن عدم وجود تربية سليمة ما أدى إلى انتشار حوادث التحرش الجماعي" target="_blank">التحرش الجماعي والفردي والاغتصاب".
وعن وصف الشباب المتحرش بأنه مصاب بالسعار الجنسي قال فرويز : "هذا الوصف يأتي بسبب الكبت الجنسي لدى الشباب ومشاهدته للأفلام الإباحية، فلا يعرف كيف يتصرف فيلجأ إلى التحرش".
"حجة البليد"هكذا وصف الاستشاري النفسي جمال فرويز الشباب الذي يلقي اللوم على ملابس المرأة بأنها هي السبب في انتشار ظواهر التحرش موضحًا بأن الملابس ليس لها علاقة بذلك بالمتحرش الذي لا يفرق بين المنتقبة والمحجبة والتي ملابسها لافتة.
وشدد على ضرورة وجود أحكام مشددة لمرتكبي هذه الجرائم، لأن كل شخص لديه استعداد للانحراف السلوكي، فيجب وجود أحكام مشددة وليست رخوة حتى يخافوا من الأحكام ولا يتركبوا شيئًا آخر.
وأعربت أستاذة علم الاجتماع بجامعة الأزهر الدكتورة ابتسام مرسي محمد أن هناك ظواهر اجتماعية واقتصادية ودينية هي التي دفعت المجتمع إلى ذلك، فأصبح الدين موجودا بشكل صوري فقط.
وأكدت على أن تفرغ الشباب والبطالة ومشاهدة المواقع الاباحية ساعدت الشباب في التحرش والاغتصاب، فهو لا يجد بديلا لإفراغ شحناته المكبوته، بالإضافة إلى انشغال الأهالي عن أبنائهم تاركيهم لأصدقاء السوء والإنترنت، وهذا ساعد على انهيار المنظومة الأخلاقية.
وشددت على ضرورة فرض أشد العقوبات على مرتكبي تلك الجرائم حتى لا تصل إلى ظاهرة كبيرة.
وفيما يتعلق بملابس الفتاة، قالت الدكتورة ابتسام في تصريح لمصر العربية إن الملابس هي الشماعة التي تعلق عليها الأخطاء، فيجب على الشخص أن يقيم أخلاقه وأن يكون مسئولا عن فكره هو، ولا يتحجج بأي شيء.