ناشط يروي تجربته مع فيلم "مولانا": خرجت منه بـ7 انطباعات
أثار فيلم "مولانا" لعمرو سعد عن رواية الكاتب إبراهيم عيسى، ضجةً كبير منذ طرحه في دورِ العرض، الأربعاء الماضي.
وروى الخبير الاقتصادي، مصطفى نمرة، عبر حسابه الشخصي على موقع "فيس بوك"، تجربته مع فيلم "مولانا"، مشيرًا إلى أنه خرج منه بـ7 انطباعات.
وإلى نص ما كتبه "نمرة"..
دخلت فيلم مولانا وطلعت منه بـ 7 إنطباعات:
- الفيلم بيتكلم عن الطوائف الدينية في مصر ومشاكل التطرف وشيوخ التوك شو, بعد مرور ساعة من الفيلم بدأت أحس إني قاعد قدام تلفزيون بيتنا وباتفرج على حلقة كاملة للمذيع إبراهيم عيسى -مؤلف الفيلم- وبأستمع لآرائه في محاضرة طويلة بطريقته التلقينية المعتادة, الموضوع ده كان بيتعمل بشكل فج ومزعج من خلال مشاهد متكررة عبارة عن لقاء في برنامج توك شو بين مذيع (بيومي فؤاد) والشيخ حاتم بطل الفيلم, فيقوم المذيع يسأله في الدين ويقوم إبراهيم عيسى قايل كل الكلام اللي بيقوله في حلقات برنامجه بس على لسان الشيخ, فمثلا لو الكاتب عايز يقول رأيه في الشيعة, يخلي المذيع يسأل عن الشيعة والشيخ حاتم يجاوب, وتتميز معظم إجابات الشيخ بطريقة الإلقاء المدرسي اللي بتتعامل معك كإنك قاصر ذهنيا.
- الفيلم تحس انه معمول لمستوى الطالب المتوسط، أو أقل شوية.
- عمرو سعد، بطل الفيلم اللي عامل دور الشيخ حاتم, بالرغم إنه ممثل شاطر إلا إنه لم يوفق, طول ما أنت بتتفرج عليه تحس إنه تاجر شعبي بس لابس أزهري، وبيحاول يجيب الـ Accent بتاعت الأزهريين اللي كلنا عارفينها وبنسمعها منهم في خطب الجمعة لكنه لم يتقنها، والمشكلة إنه عشان يجيب شخصية الأزهري بدأ يتكلم زي السادات! تخيل انت بقى تاجر شعبي لابس أزهري وبيحاول يتكلم بلكنة أزهرية وفي نفس الوقت كارف على السادات، مش مريح أبدا.
- أحد عجائب الفيلم هو دور الطفل إبن الشيخ حاتم، اللي كاتب الفيلم قرر يخليه يغرق في البداية ويفضل طول الفيلم يتعالج عشان بس يخلق تعاطف مع الشيخ حاتم اللي كان بيمثل شيخ الفضائيات البراجماتي، طريقة رديئة لخلق حالة تعاطف مع البطل وملهاش اي توظيف، ولو شيلت دور الطفل تماما مش هيكون له أي تلاتين لازمة, وممكن كمان تشيل دور زوجة الشيخ اللي عملتها الممثلة درة ومش هيفرق في أي حاجة من أحداث الفيلم.
- الفيلم في تناقض محوري في مشهدين ورا بعض تقريبا, مشهد الشيخ حاتم بيقول فيه إن ربنا عرفوه بالعقل ولازم نستخدم عقلنا عشان نوصله ولازم نفكر وأشار إن ده كان منهج المعتزلة, ومشهد بعده بيتكلم فيه عن بنت مسيحية معاها دبلوم تحولت الى الإسلام وبيقول هي دي تفهم ايه دي عشان تقرأ في الدين ولا تتحول من دين لآخر, مش مفهوم,
- دائما عندي قناعة إن فيه نوعية من الأفلام بتخاطب الاوعي عندك, وممكن تزرع جوه عقلك أفكار من غير ما تحس ومع الوقت تتبنى الأفكار دي وكأنها بتاعتك, فيلم مولانا بيخاطب الوعي نفسه وانت مركز وفايق عادي جدا وبيكلمك بشكل مباشر فعقلك يخليك تاخد وضع المحاضرة الجامعية ويكمن تلاقي نفسك بتاخد Notes من غير ما تحس.
- باختصار الفيلم عبارة عن كوكتيل من قصص حقيقية وأشباه حقيقة حصلت في مصر, والإسقاطات معمولة بشكل يخلو من الإبداع وتخليك تفصل عن الفيلم, زي مثلا ان أحد شخصيات الفيلم هو ابن الرئيس, والإسقاط على جمال مبارك, فجايبين واحد شبهه ومسمينه "جلال"! طريقة سطحية, وأخيرا ينتهي الفيلم بمجموعة مشاهد بوليسية غريبة خارج السياق بحيث لازم يبقى فيه شكل روائي لمجموعة آراء المؤلف ولازم يبقى فيه عقدة وحل وكده, فاضطر المخرج والمؤلف يحشروا شوية suspense بوليسي كده في السريع.
- أقدر أقول إنك ممكن تستعيض عن الفيلم بمشاهدة أحد حلقات إبراهيم عيسى اللي بيتكلم فيها عن التيارات الدينية في مصر وهتخرج بنفس الإحساس والانطباعات ودرجة الإستمتاع/الضيق بتصور إن الفيلم ده لو قرأته في كتاب, فهو هيكون رواية قصيرة في كتيب 200 صفحة بعد ما هتخلصها هتحس إنك أهدرت وقتك, لكن على كل حال, لازم بردو نشكر العدل جروب - El Adl Group لأنهم خرجونا بره خلطة السبكي النمطية بتاعت الحي الشعبي والراقصة الروسية, بالتوفيق في المره القادمة.