من القصري لـ«مسرح مصر».. الكوميديا المغضوب عليها

كتب: عربى السيد

فى: ميديا

19:00 08 مارس 2017

يا حضرات القراء "قضيتنا اليوم هي قضية الكوميديا" التي دائمًا ما تشغل النجوم قبل الجمهور.. بهذا الوصف مع اختلاف كلماته، رفع النجم عبد الفتاح القصري قدر الكوميديا بفيلم "الاستاذة فاطمة"..

 

فمن السهل أن تجد ممثلاً يلعب الأدوار الرومانسية والعاطفية أو يستنفذ نجم طاقته البدنية في دور أكشن، ولكن من الصعب بشدة أن تجد ممثلًا كوميديًا مقبولًا لدى الجمهور، ويستطيع أن يضحكهم في أي وقت، فهو دائمًا مطالَب بالتجديد والبحث عن ألفاظ ونكات جديدة لكي لا يقلد غيره أو يستمر على وتيرة واحدة، فيفقد جمهوره.

 

وعلى مدار 100 سنة سينما قُدّم ما يقرب من 5 آلاف فيلم متنوع بين الرومانسي والتراجيدي، وأفلام الرعب والأكشن، ولكن الأفلام ذات الطابع الكوميدي كان لها مذاق خاص، وبرز الممثلون الكوميديون بأدوارهم المختلفة في وجدان المشاهد المصري.

 

وقدم الفنان عبد الفتاح القصرى، أشهر الإيفهات الكوميدية في السينما المصرية، ومنها "نورماندى تو" و"ست! أنا مش شايف أدامي أيتوها ست" و"كلمتي لا ممكن تنزل المرة دى"، والنجم الكوميدي توفيق الدقن الذي كان له العديد من الإيفهات أيضًا منها " يا آه يا آه، أحلى من الشرف مفيش"، وغيرهم كثيرًا من نجوم الزمن الجميل.


وجيل بعد جيل، يأتي النجم الراحل محمود عبد العزيز ليترك إيفيه شهير "الملاحة.. الملاحة" في فيلم العار، وإيفيه "بحبك يا ستاموني مهما الناس لامونى" فى فيلم "الكيف".


وترك النجم محمد هنيدي بصمة في تاريخ الكوميديا من خلال أدواره البطولية بداية من فيلم "إسماعلية رايح جاي إلى آخر أعماله الفنية.
 

و"من الكوميديا ما قتل"، ينطبق هذا المثل على الفنان محمد سعد الذي رأى عدد من النقاد أنه قضي على نفسه بسبب تكرار نفسه في شخصية اللمبي الذى قدمها فى أكثر من 6 أعمال سينمائية.


وفي نهاية تلك المسيرة الطويلة، برز مؤخرا فريق "مسرح مصر"، الذي يحاول رسم بسمة الكوميديا على أوجه الأطفال والكبار، لكن أداء الفريق يتعرض لنقد لاذع.

 

نقاد..

الناقد الفني طارق الشناوي رأى أن لكل زمن طباعه وألفاظه ونجومه الذين يقدمون الكوميديا بصور مختلفة.


وأشار إلى أن إسماعيل يس، الذى يُضرب به المثل في الكوميديا، كان أولياء الأمور  في الستينات يمنعون أطفالهم من مشاهدة أفلامه، كى لا يصابوا "بالبلاهة".
 

وعندما بدأ مسرح التلفزيون بقيادة سيد بدير، وبرزت على خشبته أسماء مثل أبو بكر عزت، ومحمد عوض، وفؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي، تعرض لهجوم شديد، وقالوا إنه ليس من الممكن أن تكون مصر في ظل التحول الاشتراكي، وتقدم هذا الفن العبيط.
 

وأوضح الشناوي أن تجربة "مسرح مصر" التي يقدمها أشرف عبدالباقي من المحتمل أن لا يتوافر فيها شروط المسرح المتعارف عليها، ولكن في النهاية هو ابن هذا الزمن بما فيه من كوميديا، وخرجت من التجربة أسماء أصبحت نجوما في الكوميديا ويطلبون في كل الأعمال.
وتابع: "يجب علينا أن لا نلقى ماء النار على وجه تجربة جديدة، فمن الممكن أن تقدم ما نريد في يوم ما".
 

وأكد الناقد المسرحي أحمد خميس أن كوميديا مسرح مصر عبارة عن نصوص سريعة معدة خصيصًا لتخدم محطة فضائية ما، ولم تبقَ لفترة طويلة، ولكن هناك اهتمام به من الشباب، وانتقادات كثيرة توجه له بسبب الإسفاف الذي يتم تقديمه.

 

وأضاف أنه من الناحية الفنية يعد "مسرح مصر" كوميديا سيئة السمعة ومستهلكة، ولا يوجد لديهم قضايا جديدة يتم تقديمها، أما كوميديا الزمن الجميل فهي رائدة من نوعها وتركت بصمات في كل الأجيال لأنها في الأساس مبنية بطريقة صحيحة.
 

ومن جانبه قال الناقد المسرحي جرجس شكري في تصريحات له، إن الإقبال الجماهيري على أي عمل فني لا يعنى أنه عمل جيد، فهذه المسرحيات لو كانت تهدف في المقام الأول إلى اكتشاف المواهب الشابة، فإنه كان على صناعها الاهتمام أكثر بالنص.

 

بدوره، انتقد محمد المرسي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، مسرح مصر، واصفًا إياه بـ "المهزلة". وقال المرسي، في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "أوقفوا هذه المهزلة المسماة بمسرح مصر يرحمكم الله".

وأضاف: "شاهدت اليوم - وندمت على ما فعلت - ما أطلقوا عليها مسرحية باسم " بيقولوا " لمسرح مصر بقيادة أشرف عبد الباقي ومعه مجموعة من الشباب.. ما دفعني للمشاهدة هو ما قرأته كثيرًا عن أن هذا المسرح يضم مجموعة من الشباب هم مستقبل الكوميديا في مصر والوطن العربي.. ما شاهدته كان مسخًا لا هو بمسرح ولا هي بكوميديا.. لا رواية تنبع من فكرة ولا تمثيل ولا إخراج ولا أي شيء يمت للدراما بصلة".
 

واستطرد المرسي قائلا: "ما شاهدته كان امتهانًا لعقل ووجدان المشاهد وتغيبًا لوعيه.. من أطلق على هذا المسرح أنه كوميدي ؟!! ومن قال إنّه مسرح من الأساس؟!!.. أين هذا العبث من مسرح المهندس ومدبولي وصبحي وعادل إمام وغيرهم، رغم ما لدى البعض من ملاحظات على بعض أعمالهم ؟!!".
 

وواصل أستاذ الإعلام انتقاده للعرض قائلا: " الغريب أن مشاهدي مسرح مصر من الحضور في المسرح كانوا يضجون من الضحك على هذه التفاهات ؟!!.. والغريب أيضًا أني أجد من المشاهدين من يشجع مثل هذه النوعية من الأعمال، لدرجة أشعر معها أني أتيت من كوكب آخر لا أضحك عليها مرة واحدة أو حتى أبتسم ؟!!"
 

 

 

اعلان