يعرض في «شومان الثقافية»
«jean de florette».. الصراع بين الخير والشر في أرياف فرنسا
في الثمانينات، استقبلت السينمات فيلم " jean de florette" أو "جان دو فلوريت"، ويعد واحدًا من أنجح الأفلام الفرنسية في الأسواق الفرنسية، رغم أنه يدور في ثلاثينيات القرن الماضي.
وتعرض مؤسسة عبد الحميد شومان، الفيلم الفرنسي "جان دو فلوريت"
للمخرج كلود بيري، في السادسة والنصف من مساء يوم غد الثلاثاء 26 نوفمبر.
يتميز الفيلم بقوة أسلوبه ودقته في تقديم الشخصيات النموذجية، إضافة إلى جمال تصويره للريف في جنوب فرنسا ومضمونه الذي يناقش مسائل الخير والشر، الثقة والخيانة، القتال من أجل العيش والهزيمة.
والفيلم مقتبس عن رواية للكاتب مارسيل بانيول "ماء التلال" والتي حولها المخرج إلى فيلمين أولهما "جان دو فلوريت"، والثاني هو "مانون الربيع" المقرر عرضه في مؤسسة "شومان" لاحقاً.
تجري أحداث الفيلم عام 1930، نتعرف في البداية على المزارع اوغلان (دانيال اوتيه والذي فاز عن دوره بجائزة أفضل ممثل مساند) والذي يرغب في انتاج القرنفل في مزرعته التي ورثها هناك أيضاً عمه سيزار من عائلة سوبريان العريقة والذي يحلم بأن يعيد أمجاد العائلة التي لم يبق منها أحد غيره وغير أوغلان.
وسيزار يحرض اوغلان بالحصول على ارض جارهم لتوسيع مزرعته والتي تحتوي على نبع الماء الوحيد في المنطقة، غير أن الجار وهو عدو لسيزار يرفض البيع ثم يموت بعد شجار مع الإثنين ويقوم سيزار واوغلان بسد النبع بالإسمنت سراً في وقت لاحق.
ويفاجأ الجميع بحضور جان الموظف في المدينة والوارث لأرض الجار، ليقيم فيها مع عائلته المكونة من زوجته مغنية الأوبرا السابقة وابنته الطفلة مانون.
يجيء جان الى الريف وهو يحلم بتطوير الأرض وزراعتها حسب أحدث الأصول العلمية، وبالرغم من الحدبة في ظهره، فإن جان ليس شخصية نمطية بقدر ما هو شخصية غنية.
يجسد الفنان العاشق للطبيعة والعائلة والصداقة ومحبة الناس، وهو يجد نفسه في وسط معاد، سيزار واوغلان: اللذان يسدان النبع للقضاء على زراعته، وأهالي القرية المتواطئون والساكتون عن الجريمة.
ويعمل "جان" في الأرض بكل همة مع زوجته كما أنه يقوم بتربية الأرانب في مزرعته، ويكافح جان ببطولة لإحياء أرضه وإنقاذ زراعته من الجفاف وانحباس المطر، غير أن كل جهوده تفشل مما يؤدي الى موت الأرانب في مزرعته ويكافح جان ببطولة لإحياء أرضه وإنقاذ زراعته من الجفاف وخراب الزرع وافلاسه.
من أبرز ما في الفيلم التمثيل المذهل لأبطاله الرئيسين والذي اعطى عمقاً لشخصيات قد تبدو مسطحة للوهلة الأولى، أداء جيرار ديباردو لدور جان جمع بين القدرة على القيادة والتصميم وتحمل التضحية، وعكس أيضاً البراءة الإنسانية بالرغم من العزلة والإدمان على الكحول والمرارة لكونه أحدب ملعوناً من الطبيعة، ورغم وصوله لحافة اليأس فهو لا يتخلى عن حبه للحياة.
أما دانيال اوتيه، يقدم شخصية متناقضة، فشخصية أوغلان تعكس إنساناً ساذجاً تسوقه أحلامه وتضعف شخصيته امام عمه فيشاركه في المؤامرة، وهو يتقرب من عائلة جان طمعاً في خديعتهم وإغوائهم لبيع الأرض ولكنه في المقابل يقع تحت تأثير الصداقة فيعيش حالة التمزق بين عاطفته الإنسانية ورغباته الأنانية.
ويجسد ايف مونتان، المغني والممثل الفرنسي الشهير، شخصية سيزار بكل براعة، فهو القادر على محبة ابن أخيه في حين أنه يبدو مجرداً من العواطف تجاه جان يتصرف نحوه بدافع الجشع والانتقام.
اعتمد مخرج الفيلم كلود بيري في تصويره للمشاهد الخارجية على اللقطات البعيدة العامة ووضع اشخاصه داخل إطار الطبيعة، أما في المشاهد الداخلية استخدم اللقطات المتوسطة التي تعكس حالة الشعور بضيق المكان.
كما استفاد من التناقض الحاد بين الإضاءة الداخلية الخفيفة والإضاءة المشرقة لمشاهد الطبيعة الخارجية.
حصل الفيلم على عدة جوائز هامة، منها: جائزة أفضل فيلم وأفضل ممثل ثانوي وجائزة أفضل اعداد سينمائي وجائزة التصوير.