أحزاب إسلامية: مراجعات الإخوان ناقصة.. والكل مطالب بإجرائها
بـ "تقييمات ما قبل الرؤية.. إطلالة على الماضي".. اعترفت ما تعرف بـ "جبهة القيادة الشبابية" داخل جماعة الإخوان المسلمين، بارتكاب 4 أخطاء، منذ ثورة 25 يناير حتى الآن، عبر مراجعة أداء الجماعة منذ عام 2011 وحتى عام 2017 ، مما طرح تساؤلا عن مدى احتياج باقي الأحزاب الإسلامية لإجراء مراجعات هى الأخرى.
قيادات أحزاب ذات خلفية إسلامية، أكدوا أن جميع القوى المشاركة في ثورة 25 يناير تحتاج لمراجعة مواقفها خلال الفترة الماضية، وعلى رأسها التيار الإسلامي، كما اعتبروا مراجعات الإخوان بادرة جيدة لكنها ناقصة.
والمراجعات وفقا للبيان الإخواني، انتقدت أداء الجماعة عقب ثورة 25 يناير، أبرزها من حيث تداخل الوظائف بين حزب الحرية والعدالة والجماعة، إلى جانب غياب العلاقة المتوازنة مع الكيانات المجتمعية الأخرى داخل الدولة، كما تحدثت عن غياب المشروع السياسي المتكامل للتغيير وإدارة الدولة، إلى جانب الخلط بين رموز وقيادات الحزب والجماعة ما نتج عنه تحميل التجربة الحزبية الناشئة أمورا لا دخل لها فيها.
كما انتقدت "التقصير في تنمية وتطوير الكوادر السياسية للإخوان، والوقوع في مصيدة الأخونة التي تصاعدت وتيرتها من جانب التيارات والقوى السياسية الأخرى".
وقال شعبان عبدالعليم، الأمين العام المساعد لحزب النور، إنه لا بأس من مراجعة الإنسان لمواقفه وتدراك الأخطاء، وكل فرد أو مجموعة تحتاج لتقييم الأداء كل فترة من أجل الوقوف على الانحرافات وتصحيحها.
وأضاف عبدالعليم، لـ" مصر العربية"، أن ماصدر من الجبهة الشبابية لجماعة الإخون مؤخرا تحت مسمى" مراجعات فكرية"، رغم أنها بادرة جيدة؛ إلا أنها تحمل الكثير من المغالطات، وبدت وكأنها محاولة لإسقاط الأخطاء التي ارتكبوها طوال السنوات الـ 6 منذ ثورة 25 يناير على الآخرين.
وأشار إلى أنه كان يتمنى تركيز الجماعة على أخطائها، بدلا من تقديم مبررات واهية؛ وكأنهم غير مسئولين عن أخطاء كثيرة حدثت عقب الثورة، مستدركا أنه رغم ذلك إلا أنها بداية جيدة يجب أن يعقبها مراجعات أخرى أكثر مصداقية وبها اعتراف كامل بالأخطاء.
وتابع: "الأحزاب الإسلامية لا تحتاج لمراجعات فكرية مثل الإخوان، لكنهم في احتياج لمراجعة أفعالهم خلال السنوات التي أعقبت ثورة يناير والوقوف على السلبيات لتلافيها مستقبليا".
ورأى أحمد خلف، الأمين العام المساعد لحزب الوسط، أن المراجعة في حد ذاتها أمر محمود، وينبغي وجود تشجيع لمن يقوم بها، لافتا إلى أن ورقة المراجعات الأخيرة التي كشف عنها الإخوان أظهرت أوجه قصور حقيقية داخل بنية الجماعة وفي تعاملها مع القوى السياسية الأخرى، وهى خطوة شجاعة منهم.
وقال خلف لـ "مصر العربية"، إن اقتصار المراجعات على جناح معين داخل التنظيم سيقلل من قيمتها وتأثيرها، كما أن الورقة التي قُدمت بها اضطراب خاصة فيما يتعلق بانتقادها للخلط بين الدعوي والحزبي، في حين ظلت محافظة على تصور وجود حزب معبر عن الجماعة التي تمثل له حاضنة شعبية ورافعة اجتماعية ومورِّدة لكوادره، مضيفا أن هذا إصرار على ربط الحزب بالجماعة، وهذه الحالة قابلة لإنتاج نفس المشكلات التي نتجت عن الحالة السابقة أو إنتاج غيرها.
وتابع: "هناك مستوى من المراجعات، ربما لا تملكه هذه المجموعة، أوتحاشت الخوض فيه، وفق ما أعلنت، يتعلق بعمل الرئاسة والبرلمان، وهى أمور مهمة، لا بد من توفُّر مقومات إجرائها"، إضافة لعدم تطرقهم لموقفهم من العنف الذي يجب نبذه من جميع الفاعلين السياسيين، لأن عواقب الرضا باستخدامه في التدافع السياسي سواء في مواجهة أجهزة الدولة أم من أجهزة الدولة ضد فئات معينة لا يؤدي إلا خلق حالة من الاضطرابات المستمرة والمزيد من القمع والاستبداد.
ولفت إلى أن هذه المرحلة تتطلب تجاوز الجميع لخلافاته، والاتفاق على حد أدنى من المشتركات التي تتيح العمل على تحسين الأوضاع السياسية والاقتصادية وتقديم وسائل لرأب الصدع والانقسام المجتمعي الذي حدث خلال السنوات الأخيرة.
وشدد الأمين العام المساعد لحزب الوسط، على أن كل القوى السياسية عقب ثورة يناير بالغت في تقدير قوتها، وقللت من حجم تأثير غيرها، مما ترتب عليه تحركات خاطئة من الجميع أدى إلى الأزمة الحالية التي تعصف بمقومات الوطن، موضحا أن هذه الحالة لن يتم تجاوزها إلا بمزيد من المراجعات الواجب إجراؤها تحت أي ظرف.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن جميع القوى السياسية الإسلامية وغيرها مطلوب منهم إجراء مراجعات بصفة مستمرة.
وفي السياق ذاته، قال حمد القصاص، نائب رئيس حزب مصر القوية، إن المراجعات من أهم الأمور المفترض القيام بها من قبل القوى السياسية المشاركة بثورة 25 يناير، وعلى رأسهم التيار الإسلامي؛ لأنه كان الفاعل وصاحب الأغلبية في هذه المرحلة.
وأضاف القصاص لـ" مصر العربية"، أن هذه ليست المرة الأولى التي يُجري فيها فصيل مراجعات، فسبقها محاولات لحزب مصر القوية ومنسقي حركة 6 إبريل والإشتراكيين الثوريين، وبعض الشخصيات السياسية المنتمية للتيار المدني، لافتا إلى أن هذه المحاولة ناقصة؛ لأنها تعبر عن فصيل واحد داخل الجماعة ويعد هو الأضعف.
وأشار إلى أن المراجعات التي نشرتها الجبهة الشبابية بجماعة الإخوان ليست دقيقة وبها العديد من المغالطات خاصة فيما يتعلق بعلاقتهم مع الثورة، رافضا الرد عليها.
وتابع: "هناك أمر دوما يردده بأن الكل أخطأ في حق الثورة، لكن أؤكد على عدم تساوي الأخطاء، فلا يجوز أن نساوي بين خطأ من تقلد الحكم وحصل على الأغلبية البرلمانية، ومن فصيل لم يحصل على شىء".