هجوم المنيا الإرهابي| أسباب انتقال داعش من سيناء إلى الدلتا والصعيد

كتب:

فى: أخبار مصر

10:44 28 مايو 2017

بأسماء تضع الصعيد أو أرض الكنانة في جملة مفيدة، يحاول تنظيم داعش الإرهابي تعريف نفسه عبر منصاته الإلكترونية على شبكة الإنترنت، فكيف انتقل التنظيم الإرهابي الأبرز من شمال سيناء، حيث مسرح عملياته الأكبر، إلى بعض محافظات الدلتا وحتى مدن وقرى الصعيد.

 

 

أرجع عدد من المتخصصين في شؤون الجماعات الإسلامية انتشار عدد من أفراد داعش في بعض المناطق بالوادي والدلتا وخروجه عن النطاق السيناوي، إلى تضييق الخناق عليه هناك، ورغبة التنظيم في التوسع بنشاطه خارج المثلث الضيق بسيناء والتوسع في أكثر من منطقة خصوصا بمناطق الصعيد، وكثرة العائدين من مناطق تواجد التنظيم خارج مصر.

 

 

وقال الدكتور كمال حبيب، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن وصول تنظيم الدولة الإسلامية المسلح لمناطق خارج سيناء، يأتي من خلال نشر بعض كوادرها في الداخل المصري والاعتماد عليهم في تجنيد الشباب كما تم مع الإرهابي عمرو سعد.

 

 

وقال إن عمرو سعد نجح في تشكيل خلية إرهابية بمحافظة المنيا، وكذلك بعض البؤر التي تكونت في قرى بالمنيا كقرية الأشراف البحرية، لافتا إلى أن هناك تواصل بشكل كبير بين هذه المجموعات، وخرج منها منفذو تفجيرات كنيسة طنطا وكنيسة الإسكندرية، كما أن منفذ تفجير الكنيسة البطرسية أيضا كان على علاقة بهم.

 

 

وأضاف لـ"مصر العربية" أن هذه المجموعات انتشرت في بعض مناطق الصعيد تحديدا بسبب انتشار الفقر وارتفاع معدل الأمية، وزيادات حالات التسرب من التعليم خصوصا في محافظات الصعيد، وهو ما يسهل عمليات التجنيد للشباب والتأثير عليهم من قبل قيادات تعتنق أفكار داعش المتطرفة، وبعضهم تلقى تدريبات خارج البلاد.

 

 

ولفت إلى أن انتشار الفقر والأمية ببعض المناطق خصوصا في الصعيد ربما يكون له تأثير خطير في تطور ونمو مثل هذه المجموعات خصوصا وأن هناك مناطق جبيلة متاخمة لبعض القرى الفقيرة بالصعيد، وهو ما يسهل لهذه المجموعات الاختباء والتنقل، وفي بعض الأحيان عمل معسكرات للتدريب في بعض صحاري أسيوط والمنيا.

 

 

وقال حبيب إن هناك قصورا أمنيا في المواجهة تسبب في انتشار العناصر المتطرفة في كثير من مناطق الصعيد، بسبب اعتماد أساليب أمنية قديمة في الحصول على المعلومات وعمليات الرصد والتتبع.

 

 

وزاد أنه يتعجب كيف لم تخترق الأجهزة الأمنية المجموعات المتطرفة حتى الآن سواء في الداخل المصري أو حتى في الخارج في ليبيا وسورية وغيرها، مطالبا بضرورة تطوير أساليب التكتيك الأمني والتتبع.

 

 

وأوضح أن المواجهة لن تكون أمنية فقط لكنها فكرية في المقام الأول، مطالبا الجهات التعليمية بعمل ترسانة برامج لنشر أفكار الوسطية والاعتدال ومواجهة التطرف.

 

 

واتفق مع حبيب، هشام النجار المتخصص في شئون التيارات الإسلامية، في أن السبب في الخروج من سيناء هو عمليات التضييق التي تعرض لها تنظيم داعش في هناك، ورغبة التنظيم في الانتشار بشكل أكبر حتى أنه في بياناته الأخيرة يعرف نفسه بأنه تنظيم الدولة الإسلامية بمصر، أو جند الخلافة بأرض الكنانة.

 

 

ويشير إلى أن الهدف من هذه الأوصاف معروف، ويتمثل في توسيع الدائرة التي يتحركون فيها والخروج من دائرة الهزيمة في سيناء.

 

 

وبحسب النجار فإن قضية العائدين من ليبيا و سورية أثرت بشكل كبير في التواجد بمناطق خارج سيناء، حيث عملت هذه المجموعات على نشر الأفكار بالداخل المصري، وعملوا على إرسال بعض المجموعات للخارج لتلقي تدريبات عسكرية هناك بمساعدة بعض الأجهزة الاستخبارتية، وبمساعدة بعض التنظيمات السلفية التي نشأت في الداخل المصري واستطاعت تجنيد عشرات الشباب.

 

 

ولفت لـ"مصر العربية" إلى أنه من ضمن التنظيمات التي كان بينها وبين داعش ليبيا تواصل مجموعة "حازمون"، التي نشأت عام 2012 وكانوا مناصرين للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، والتي تحول الكثير من المنضمين لها للفكر الجهادي وتم إرسال شباب لخارج مصر للتدريب هناك والعودة بمهارات قتالية عالية جدا.

 

 

وأوضح أن العمليات الأخيرة تشير إلى أن هناك تكتيكات محكمة جدا وهو ما يدلل على وجود أياد مخابراتية في التخطيط وذلك من خلال الرصد والتتبع بدقة لأهداف التنظيم والإنفاق وتوفير سيارات الدفع الرباعي المستخدمة في التحرك.

 

 

وقال إن داعش يمتلك مثل هذه العناصر بقوة بسبب المجموعات العسكرية التي انضمت إليه سواء من الجيش العراقي أو السوري وهو ما وفر آليات معتبرة للمجندين الجدد لتحولهم لمحترفين.

 

 

وفي السياق ذاته قال أحمد عطا الباحث المتخصص في شئون الحركات الإسلامية إنه يوجد مخطط تم وضعه بعد 30 يونيو 2013، يتبنى فكرة المعسكرات سابقة التجهيز والتي يتم إعدادها وتمويلها من جانب جهات ودول منها قطر وتركيا هدفها ضرب الدول العربية ومصر على رأسها، ومن هذه المعسكرات معسكر بوكو حرام في الجنوب ومعسكر الهلال على الحدود ما بين سوريا وتركيا.

 

 

وأضاف أن بعض العناصر المصرية المنضمة لداعش سافرت لهذه المعسكرات وعادت مرة أخرى لتطبيق ما تدربت عليه هناك.

 

 

وأوضح الباحث لـ"مصر العربية" أن هذه الميليشيات المسلحة تستخدم لاستكمال مخطط هدم الدول العربية، لافتا إلى ضرورة استمرار مصر في توجيه ضربات استباقية إلى معاقل الجماعات الإرهابية لحماية أمنها الداخلي.

 

 

وأكد عطا أن الإرهاب لا يستهدف الأقباط فقط لكنه يستهدف الدولة المصرية بأكملها ومؤسساتها لكن التركيز على الأقباط من أولويات الإرهاب، وتم الرهان عليه لخلق حالة من الفوضى والحروب الداخلية.

 

 

وأنهى حديثه قائلا: مصر دولة كبيرة والدول الراعية للإرهاب تدفع أموالا طائلة لتخريبها لكن القوات المسلحة والأمن نجحا في التصدي لمخططات الجماعات التكفيرية.

اعلان