صور| الغلاء يطعن «السنانين» في موسم الذبح

كتب: أحمد الشاعر - ولاء وحيد - نهال عبد الرؤوف

فى: أخبار مصر

12:09 18 أغسطس 2018

في موسم الذبح، تشهد تجارة السكاكين رواجًا، مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، غير أن هذه السنة، قطع الغلاء شرايين أرزاق «السنانين»، فلم يشتهِ الناس إقبالا عليهم، طالما طاردهم شبح ارتفاع الأسعار.

 

يقف سنان السكاكين أمام حجر كهربائي أو يدوي، يحد الشفرة لأحد زبائنه من الراغبين في ذبح أضحية، لكن أوجاع الحياة تخالجه، ويشتكي من ضيق الحال وارتفاع الأسعار، تلك الحرفة التي قد لا تنتعش إلا في موسم عيد الأضحى، وينتظرها العالمون فيها من العام إلى العام.

 

لم تحظَ حرفة سن السكاكين هذا العام برواجٍ، بل طاعنها الركود، في عدد من المحافظات كالإسماعيلية والمنوفية، بسبب غلاء الأسعار وتراجع المستوى الاقتصادي للأسر، فضلا عن استحداث أنواع مختلفة من الأدوات لحادة كالسكاكين المصنوعة من "السراميك"، وهو ما قلل من الإقبال على النوعيات الأخرى المصنوعة من الصلب أو المعدن .

 

 

بيد أن «الحرفة» لاقت إقبالا كثيفًا من المواطنين والجزارين في محافظات أخرى كدمياط، تزامنًا مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك.

 

وفي دمياط، قال محسن عبد الواحد "سنان"، أن أسعار سن السكاكين والساطور تختلف بحسب الحجم وخامة السلاح الأبيض المستخدمة فى التصنيع حيث تتراوح ما بين 2 جنيه إلى 4 جنيهات، مشيرا إلى ارتفاع أسعار السكاكين المستوردة والتى تتراوح سعرها من 20 جنيها إلى 200 جنيه، والسكين الصغيرة تتراوح سعرها مابين 10 جنيهات حتى 20 جنيها.

 

وأضاف "عبد الواحد"، أن محلات سن السكاكين تلقى رواجًا أثناء موسم الذبح بعيد الأضحى، لافتا إلى أنهم يتعرضون أثناء العمل إلى مخاطر ينتج عنها فقدان أحد الأصابع.

 

شرح لطفي البردويلي، صاحب محل سن سكاكين، مراحل سن السواطير والسكاكين، مشيرًا إلى أنها تمر بـ 3 مراحل وهى الجلخ وتنعيم السكين ووضعه بالماء، ثم وضعه على حجر ليتساوى سنه لتسهيل عملية الذبح.

 

وفي أسيوط، يقول راضي حامد، 60 عامًا، من أقدم السنانين بالمحافظة، أنه تعلم المهنة من والده، ويأتى إليه الجزارين من مختلف القرى، مشيرًا إلى أنها مهنة عتيقة وترتبط بمهنة الحدادة التى عمل بها نبى الله داود حيث كان يصنع الأسلحة والدروع.

 

وتابع أن المحلات هذه الأيام شهدت ركودًا بسبب ارتفاع الأسعار وقلة المضحين في العيد، موضحًا  أن سن السكينة أو السطور ياخذ من 5 إلى 7 دقائق ويقوم بسن السكينة مقابل 3 جنيهات ويعمل من 7 إلى 8 ساعات يومية.

 

وداخل سوق الجمعة بمدينة الإسماعيلية يقف «حمادة خلاف» بائع أسلحة بيضاء، متحسرًا أمام منضدة عرض عليها أحجام ونوعيات مختلفة من السكاكين، قائلا: “مفيش بيع والحال واقف والعيد عدنا علينا ومابعناش حاجة".

 

وأكد خلاف أن الإقبال على شراء السكاكين تراجع هذا العام لأقل من النصف خاصة مع زيادة أسعار السكاكين بنسبة 100% للمستورد و30% تقريباً للمنتجات المحلية.

 

ويصل سعر السكين المستورد يبدأ من 220 جنيه للحجم الكبير ويصل حتى 50 جنيه للسكين الصغير فيما يتراوح سعر المنتج المصري من 20 إلى 50 جنيه .

 

وقال كمال محمود يعمل في سن السكاكين "الزباين ماعدتش تشتري لحوم والعيد مر علينا ومحدش دبح الأضحية.. الناس مش عارفة توفر للأكل العادي".

 

لم تكن حال بائعة الشوايات والهوايات أفضل حالاً من بائع السكاكين بل كانت هي الأخرى تعاني الركود والكساد.

 

تقول "أم أحمد" بائعة في محل لبيع الفحم والشوايات "محدش بيشتري الكل بيعدي يسأل على الأسعار ويمشي .وبعدين هي الناس معاها تشتري لحمة عشان تجيب شوايات وفحم تشوي بها اللحمة ".

 

 

 

 

اعلان