فيديو| «فمن شهد منكم الشهر فليصمه».. حكاية رؤية هلال رمضان زمان

كتب:

فى: أخبار مصر

23:40 22 أبريل 2020

عيونٌ تطلع إلى السماء، في مثل هذا اليوم من كل عام مع نهاية شهر شعبان لاستطلاع رؤية هلال رمضان، الذي ينتظره المسلمون من العام للعام بفارغ الصبر، لإكمال أركان دينهم ومناجاة ربهم ورغبة في غسل ذنوبهم، فضلًا عن الأجواء والطقوس التي تُصاحب هذا الشهر الفضيل منذ مئات السنين.

 

 

 

فمنذ بذوغ الإسلام بات رؤية هلال رمضان بمثابة دليل وإشارة ربانية  للمسلمين حول العالم بقدوم هذا الشهر الكريم، أعمالًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته". 

 

من مكان مرتفع بجبل المقطم يُعرف الآن بمسجد الجيوشي، يُقال إن أول من حضر لاستطلاع هلال  رمضان  من أعلاه هو القاضي، أبو عبد الرحمن عبد الله أبن لهيعة الذي تولي قضاء مصر عام 155 هجريًا. 

 

في العصر المملوكي كان المسلمون يطالعون الرؤية بحضور قاضي القضاة على رأس قضاة المذاهب السنية الأربعة والمحتسب وعدد من الشهود مميزين بحدة البصر وحسن الطالع، بحسب فيلم وثائقي قصير نشرته "ماسبيرو زمان"  يحمل عنوان "ليلة الرؤية". 

 

 

"قاضي القضاه ..اليوم طالع على المُهرة ..هيشوف هلال الصوم..  بعد الصلاة ويقرأ ..ويقوم ينادي القوم ..ويقول صيام بكرة" .. كلمات اغنية كان يودع بها جموع المصريين قاضي القضاه أثناء صعوده أعلى سفح  جبل المقطم لاستطلاع الهلال. 

 

وكانت المراسم تتمثل في الاجتماع  عند بيت القاضي الذي يكون معه  القضاة الأربعة أصحاب المذاهب المختلفة ، ولفيف من كبار الأمراء ممن يتميزون بالأمانة وحدة النظر، حيث يصعدون على جبل المحمود الذي اندثر الآن، عند دكة هناك عُرفت باسم "دكة القضاة"،  حيث  تبدأ عملية رصد الهلال ثم ينزلون في احتفال قوى يهز ارجاء قاهرة المعز ومختلف الأقاليم، بحسب الباحث المؤرخ دكتور محمد بدوي

 

ويشير البعض إلى أن رؤية الهلال في عهد النبي كانت تتم من خلال خروج ما يسمى بالشهود العدول لرصد هلال رمضان بالعين المجردة، ثم يعودون إلى النبي ويقسم الشاهد العدل بأنه رآي الهلال وبناء عليه يتم اعلان شهر رمضان، ويتم هذا من خلال الخروج في الصحاري أو تسلق الجبال  لرؤية الهلال. 

 

 

لم ينس  خلفاء الفاطمين وسلاطين المماليك مشاركة الشعب احتفاله بهذه المناسبة فبمجرد اعلان ثبوت الرؤية، يخرج موكب الحاكم إذانًا بحلول رمضان بينما يستأجر أبناء كل حي شمعة  كبيرة لموكبه توضع على عجلات يجرها الأطفال ومع كل منهم فانوس مُضاء بالشموع الملونة، -حسبما جاء في الفيلم الوثائقي-.

 

 

 

 الجميع كان ينتظر الخليفة المعز عند باب الذهب، وهو أحد أبواب القصر الشرقي مصنوع من الذهب الخالص، فقبل خروج الموكب ترش الشوارع بالمياه،  وكان توزع هدايا عينية من كسوات وكحك بعضه في داخله قطع من الذهب، وغيرها من الهدايا - بحسب المؤرخ محمد بدوي-.

 


 الرؤية كانت  تتم شرعًا بالعين المجردة أو بالمناظر البسيطة من اعلى  برج الساعة بالقلعة أو برج القاهرة أو جبل المقطم أو هضبة الأهرام اضافة إلى المراصد الفلكية مثل مرصد حلوان ومرصد القطامية بحضور مندوب دار الافتاء المصرية. 

 

وذكر أن  ما تثبت روية الهلال  كان يتم اعلام المواطنين بقرع الطبول أو بالبريد، ومع الوقت أصبح يعلن مفتي دار الديار المصرية عن حلول شهر رمضان الكريم عبر المذياع والتلفاز، والآن من خلال بث مباشر ايضًا  من خلال الصفحة الرسمية لدار الافتاء المصرية. 

 

 

 

يقول المؤرخ عباس الطرابيلي،  في تصريحات سابقة له، كان أكبر رأس في الدولة الاسلامية هو المنوط به الإعلان  عن ليلة الرؤيا أي موعد بدء الصوم أو نهاية الرؤية. 

 

وتابع: كان الوالي أو الخليفة يكلف من هو محل للثقة لاستطلاع الهلال، حيث  يتم منحه سرة من  الدنانير، فيصعد هذا الشخص ومعه مجموعة لأعلى  المساجد الكبيرة والمراصد  لرصد الرؤية. 

 

 

اعلان