«البناضج».. أهم أطعمة عيد الأضحى في تونس

كتب: أحمد جدوع

فى: العرب والعالم

11:46 23 أغسطس 2018

ترتبط الأكلات التونسية العريقة بعيد الأضحى المبارك خاصة مع وجود اللحوم وهى مكون أساسي وموجود بكثرة لهذه الأكلات وتعتبر "العصبان" أبرز الأكلات التي تميز المطبخ التونسي في هذا العيد.

 

وتنطلق استعدادت عيد الأضحى المبارك في تونس قبل أسبوعين من العيد حيث تنبعث طقوس العيد فى جميع أرجاء تونس وتنشط الحركة الاقتصادية لبيع جميع مستلزمات العيد ابتداء من الخروف إلى "الكانون" و"الشواية" إلى البهارات والبخور.

 

وخروف العيد بالنسبة للتونسيين خاصة الأطفال والنساء هو أصل البهجة فبعد اختيار الخروف والذى يجب أن يعجب الطفل قبل والديه، يبدأ الابداع فى تزيينه بالحنّة على جبينه وصوفه وبالخيوط الملوّنة.

 

ويخرج الأطفال كل صباح بخروفهم يتباهون بقرونه وزينتهم، وقد تشهد بعض الساحات الشعبية حلقات من نطاح الكباش غالبا ما تنتهى بهزيمة كبش على حساب الآخر وتخلّف وراءها أجواء الفرحة والبهجة.

 

وتلتقط الصور التذكارية مع أضحية العيد في إطار جو عائلي مرح حتى صبيحة يوم العيد أين تصل بهجة الجميع في هذه المناسبة الروحانية عنان السماء.

 

يوم العيد

 

تستيقظ العائلة باكرا للحاق بصفوف المصلين فى صلاة العيد مرتدين اللباس التقليدي الجبة وهناك من يرتدي لباسا جديدا ، تتعالى الأصوات من المساجد بالذكر مع روائح البخور. ويعود المصلون إلى بيوتهم ليشهدوا طقوس الذبح باكرا سواء بأنفسهم أو الاستعانة بجزار.

 

وتبادر النساء صبيحة العيد، إلى خبز العجين وإعداد "خبز الفطير" فى طاجن من الطين على "الكانون"، إلى جانب سلطة مشوية من فلفل وطماطم. وبعد الذبح والسلخ تجتمع العائلة على شوى اللحم فى الكوانين.

 

أكلات مميزة

 

ولعيد الأضحى في تونس أكلات مميزة  وإن اختلفت من ولاية إلى أخرى، إلا أنها تجتمع على مبدأ "اللّمة"، فبعد الذبح والسلخ، تظهر المرأة التونسية نشاطا وبراعة فى تنظيف "الدوارة" (أحشاء الخروف) التى تصنع منها بعد ذلك بكل حرفية وصبر أشهر أكلات العيد ألا وهى "العصبان".

 

ورغم شهرة أكلة الكسكسي "بالعصبان" فان سكان مدينة تونس يحرصون على إعداد "النواصر" "بالعصبان" ذلك ان الكسكسي كان مستهجنا عند سكان الحضر ويختص به سكان البادية .

 

أطعمة لذيذة

 

 تبقى هذه الأكلة اللذيذة، رغم العناء الذى تتكبده المرأة التونسية فى إعدادها، من أبرز الأكلات التى تميز المائدة التونسية خلال أيام العيد ويعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر توارثتها الأجيال كمقياس للحكم على مهارة المرأة وكفاءتها.

 

ويتكون "العصبان" أساسا من "الزوايد" وهو كل ما وجد فى جوف الخروف كالرئتين والكبد والأمعاء وبعض اللحم، التى تنظف وتقص قطعا صغيرة، وتضيف إليها الخضراوات كالسلق والبقدونس والثوم والبصل وغيرها التوابل والبهارات. ويتم مزج كل هذه المكونات ليتم حشوها فى قطع مخيطة من "كرش" الخروف بعد تنظيفها جيدا .

 

أهم الأطعمة

 

ومن بين أهم الأكلات المميزة لعيد الأضحى "البناضج" وهي أكلة أندلسية استعملها الأندلسيون لتهريب مصوغهم عند هروبهم إلى شمال افريقيا في القرن التاسع ميلادي .

 

وتتمثل أهم مكوناتها في "السميد" الرقيق الذي يضاف إليه الماء والملح وشحم "لية الخروف" بعد إذابته على النار ثم تمدد الى ورقة رقيقة وتقص الى دوائر ويوضع فيها قطع لحم صغيرة. وتلف هذه الدوائر ويتم طبخها في الفرن .

 

كما تعد "القلايا" التي تتكون أساسا من قطع لحم وكبد الخروف من ابرز الأكلات التي تنتشر في مختلف مناطق البلاد ويرتبط إعدادها بعيد الاضحى .

ويتم تناول "القلايا" مع "البيزين" وهو أكلة بربرية مكونها الأساسي الدقيق والماء توضع على شكل دائري كما يشير اسمها البربري إلى ذلك .

 

كما يعد "المحمر" او "المصلي" الذي يتكون من لحم الضأن والبصل والبطاطا من ابرز الأكلات أيضا التي تلجأ إليها المرأة التونسية لاستمتاع ببعض اللحم قبل قص بقية أجزائه وتجفيفها في أشعة الشمس لتستعمله مقددا على مدار السنة .

اعلان