رمضان بالمملكة.. عادات يفقدها السعوديون في شهر الصيام
تختلف الأجواء في شهر رمضان بكل دول العالم العربي والإسلامي، فلشهر الصيام طقوسه وعاداته التي تميز كل دولة عن الأخرى، لكن تلك العادات ربما تغيب عن تلك البلدان نظرا للإجراءات الاحترازية التي تتخذها تلك البلدان جراء انتشار جائحة كورونا القاتلة في كل دول العالم.
ويتميز شهر رمضان المبارك في المملكة العربية السعودية بأجواء روحانية، وطابع مميز يختلف عن أي مكان في العالم، حيث يحتفظ المجتمع السعودي خلال الشهر الفضيل بعاداته وتقاليده التي لن تتغير أو تندثر مع مرور الوقت، لكنها قد تغيب بسبب انتشار فيروس كورونا.
تدابير احترازية
فالمملكة في هذا العام اتخذت بعض التدابير الاحترازية خلال الشهر الفضيل تجنبا لانتشار فيروس كورونا داخل أراضيها، ومن ثم فقد السعوديون بعض العادات التي تميزوا بها في شهر الصيام.
ولعل أبرز القرارات كانت موافقة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، على إقامة صلاة التراويح في الحرمين.
أيضا، أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية، تعليق الإفطار والسحور والاعتكاف في المساجد خلال شهر رمضان.
ونشر موقع الوزارة على "تويتر"، توجيها لوزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ بعدد من الإجراءات الاحترازية الوقائية لمنع تفشي فيروس كورونا التي اتخذتها الوزارة بالتنسيق مع الجهات المختصة للعمل بها في مساجد وجوامع المملكة خلال شهر رمضان لعام 1442هـ -2021.
وكانت أبرز القرارات السعودية في شهر الصيام، بتعليق إقامة سفر الإفطار والسحور في الجوامع والمساجد، وأن يشمل ذلك الإفطار والسحور داخلها ، أو في المرافق التابعة لها.
تعليق الاعتكاف
كذلك تعليق الاعتكاف في جميع الجوامع والمساجد، والتوسع في أماكن إقامة صلاة عيد الفطر في جميع مصليات الأعياد لتشمل الجوامع والمساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة.
أيضا، تم تعليق الاعتكاف في جميع الجوامع والمساجد، والتوسع في أماكن إقامة صلاة عيد الفطر في جميع مصليات الأعياد لتشمل الجوامع والمساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة.
بالرجوع إلى عادات السعوديين في شهر الصيام، نجد أن شهر رمضان في الدول العربية والإسلامية له قدسيته وعاداته وطقوسه الخاصة، لكن في زمن كورونا تغير كل شيء بسبب القيود التي فرضتها الدول على مواطنيها.
السعودية واحدة من البلدان التي تأثرت كثيرا بسبب انتشار كورونا، والذي يضربها بشكل كبير تحديدا طيلة الأيام الأخيرة.
ولشهر رمضان في السعودية جو روحاني وطابع مميز يختلف عن أي مكان آخر في العالم، خصوصاً لوجود الحرمين الشريفين (المسجد الحرام والمسجد النبوي).
فقد تراجعت مظاهر الاحتفاء بقدوم رمضان، بسبب انتشار الفيروس المميت، حيث تأثرت المملكة بسبب كورونا هذا العام، اقتصاديا بسبب انهيار أسعار النفط تارة، وأخرى بسبب وقف السياحة الدينية وغيرها من الأزمات التي واجهت المملكة.
ومع الأزمة الاقتصادية التي خلفها الفيروس المميت، وتوقف الكثير من الأنشطة الاقتصادية، تختفي موائد الرحمن والعزائم والولائم في المملكة، وتجمعات الإفطار الرمضاني للعمالة الوافدة وغيرها.
وأيضا، غيب كورونا أجواء الاعتكاف في مساجد السعودية، نظرا للإجراءات التي فرضتها المملكة.
شعبانية المملكة
وفي أشهر رمضان السابقة، كان يبدأ الاستعداد لشهر الصيام في السعودية في أواخر شهر شعبان، حيث يخصص يوم للاحتفال بقدوم رمضان يطلقون عليه اسم "شعبانية" أو "شعبنة"، ليجتمع فيه الأهل والأصدقاء والجيران، وتقدَّم جميع الأكلات الشعبية والحلويات، وتمتلئ الشوارع والأسواق بلافتات ولوحات الترحيب برمضان.
وبالرغم من تطور علم الفلك، وسهولة رصد أيام الشهور الهجرية، فإن المجتمع السعودي ما زال يفضل الطريقة التقليدية لمعرفة بدء شهر رمضان، وهي طريقة تشويقية، تعتمد على رصد الهلال.
وبعض مناطق المملكة تستقبل رمضان بطرق غريبة، مثل منطقة عسير، التي يستقبل أهلها شهر رمضان بإشعال النيران الكثيفة في أسطح منازلهم وجبالهم، تعبيراً عن الفرح بهذه المناسبة الدينية.
ومن أهم العادات الرمضانية في المملكة زيارات العائلات والجيران بعد صلاة العشاء، وهناك تقاليد لدى بعض العائلات بتخصيص إفطار كل يوم من أيام رمضان في منزل أحد أفراد العائلة بشكل دوري، بادئين بمنزل أكبر أفرادها، لكن الأمر قد تغيب خلال العامين الماضيين بسبب انتشار فيروس كورونا.