
للإحباط عنوان.. منى وشيماء !

دينا نجم
29 مارس 2016لا أستطيع أن أخفي كم أحبطني ظهور صحفية اليوم السابع، شيماء بحفل الأوسكار وحصولها على فرصة توجيه سؤال لنجم عالمي فائز بجائزة عالمية للمرة الأولى في تاريخه الحافل.
ولم أكد أفيق من إحباطي حتى صدمني ظهور مذيعة التلفزيون، منى، بصحبة اللاعب الأفضل في العالم ليونيل ميسي.. والسبب في إحباطي هو ليس تأثير أدائهما المخزي الضعيف على صورة مصر وإعلامها لأنني أؤمن أن المجتمع الغربي ليس بالسذاجة التي تجعله يبني صورة عن مصر من خلال مذيعتان أخفقتا إخفاق غير مسبوق في إدارة حوار يليق بالحدث والضيوف.. كما أؤمن أننا نبالغ في حساسيتنا تجاه ما يقول الغرب عنا.. وكيف يفكرون فينا.. بينما أنا على يقين أنه من المستحيل أن يفكر محاور فرنسي تلعثم في حوار مع شخصية مصرية فيما سيقول عنه المصريون المتابعون للحوار.. أو أن يخشى صحفي أمريكي أن تهتز صورته أمام المصريين إذا ما خانته الكلمات.
أُحبطت فقط عندما تذكرت الساعات، بل الأيام التي قضيتها أذاكر تاريخ حازم إمام إستعدادا لحوار معه حلمت به منذ سنوات.. والأسئلة التي راجعتها عشرات المرات رغم أنني كتبتها بنفسي لدرجة أنه أبدى دهشته في نهاية الحوار قائلا: "إنتي سألتي في كل حاجة ومبصتيش في أي ورقة، هو انتي حافظة الأسئلة؟"
أُحبطت عندما أدركت أن أحلامي أن أحاور كبار النجوم في العالم لن تتحول إلى حقيقة، بل إن كل أحلامي الكبيرة البريئة صارت مهددة لأن في بلدنا تحقيق الأحلام من نصيب منى وشيموز وأنا لا أشبهما في أي شيء!
أُحبطت عندما سمعت كلاما كثيرا عن تدخل الواسطة والمحسوبية وتحكمهما في كل شئ.. وعلى الرغم إنها لم تكن المرة الأولى التي أسمع فيها عن ذلك ومن كوننا لن نتأكد أبدا إذا كانت تلك هي الحقيقة أم أن من قاموا بالاختيار يؤمنون إنه صائب، إلا أنني تساءلت كيف يمكن لمسئول أن يضحي بمجهود عشرات الأشخاص وملايين من الجنيهات كي يجامل شخص أو يخدم علاقته به؟! وإذا صدقنا إن هذا الاختيار بريء من شبهات المجاملة فما هو المنطق الذي تم على أساسه؟ أي منطق هذا الذي يدفعك لاختيار لمحاورة الأفضل كرويا في العالم.. من لا يعرف عن الكرة سوى إنها مستديرة كالبرتقالة؟! وأي منطق يجعلك لا ترى بديلا عن صحفية تتأرجح في اللغة الإنجليزية لتغطية حفل لن يتحدث فيه أحد إلا بالإنجليزية؟!
كما أُحبطت عندما تذكرت كم شخصا قابلت في حياتي في أماكن لا يستحقونها ووجدت من يدافع عن وجودهم ويحمي أماكنهم.. حتى صدقوا هم أنهم جديرون بما هم فيه وهم أبعد ما يكونوا عن الجدارة.. ولتكتمل الصورة بؤسا، صاروا يسرقون مجهود من حولهم ويزينوه باسمهم ويتباهون به علنا ويفتخرون كذبا بنجاح لم يساهموا فيه بأي شيء!
أُحبطت عندما نظرت حولي فوجدت كم الموهوبين والمجتهدين الذين يهينون أنفسهم من أجل لحظة النجاح.. ولا يوفرون جهدا ولا طاقة في محاولات إثبات ذاتهم وتحقيق أحلامهم.. هؤلاء الذين ينتظرون الفرصة التي لا تأتي وربما لن تأتي أبدا في ظل وجود شيموز ومنى وما شابهما.
حاليا، يملأني الإحباط وهذا شعور لا يراودني كثيرا وربما يكون هذا هو الإنجاز الوحيد الذي نجحتا شيماء ومنى في تحقيقه.. هذا الإحباط الذي دفع غيري، من قبل، لفقدان الأمل والبحث عن النجاح في مكان آخر، ليجعلنا نخسر من يستحق لأجل من لا يستحق.. ولكني، شخصيا، عاهدت نفسي على ألا أجعل هذا الشعور يسيطر عليّ كثيرا وألا ألتفت إلى كل دواعي الإحباط التي صارت تحاصرنا من كل الاتجاهات وأن أركز في ما أريد تحقيقه ولا أجعل اليأس يتسلل إليّ.. فأنا مازلت أؤمن أن مهما زادت الصعوبات لابد أن تبتسم الحياة لمن يتمسك بالأمل ويكافح من أجل حلمه ولكن الآن وفي هذه اللحظة تحديدا، قررت أن أكتفى مؤقتا بدوري كمشاهدة لمنى وشيماء من وراء شاشات التلفاز بينما تعلو وجهي نظرة طمأنينة لإنه على الرغم من أن كل الظروف وقفت إلى جانبهما إلا إنهما في النهاية فشلا فشلا ذريعا لأنه ربما تأتي بك الظروف إلى المكان الصحيح في الوقت الصحيح ولكن لن تجعل منك الظروف شخصا يستحق النجاح ولن تقودك إليه طالما لا تمتلك مقوماته!