الطلاق السريع .. تعرف على أسبابه وكيفية تجنبه
الطلاق السريع لا يعني الانفصال في سنوات الزواج الأولى، ولكنه يحدث في الأيام أو الشهور الأولى للزواج؛ حيث تصبح الحياة الزوجية صادمة للطرفين أو لشريك الحياة دون الآخر؛ ليقررا الهروب واللجوء إلى الطلاق.
ما بين النظرة السطحية، والضغوط الحياتية، وعدم التأهيل الجيد، وتوقع الرومانسية الحالمة التي تصطدم مع الواقع الحقيقي، ومشاكل فترة الخطوية، تنتهي الحياة الزوجية قبل أن تبدأ.
مصر العربية تعرض آراء عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، فتعلق نسيبة حسن: "الشباب أصبح مفيش تحمل مسؤولية لبيت بجد ويبقي راجل.. شباب مايع وتافه ومعندهوش أخلاق اتربى على الكذب وعدم الأمانة ومستهرت".
وترى إيمان سيف أن سبب الطلاق السريع يكمن في: "عدم نضج الزوجين وعدم إدراكهم لقدسية العلاقة الزوجية؛ مش حاسين بالفرق بين الزواج والصحوبية، بيعتبروا بعض مجرد أصحاب لو اختلفوا أو زعلوا أو حتى زهقوا يسيبوا بعض عادى, وسبب تاني التوقعات الخيالية لما بتصطدم بالواقع مع التسرع وقلة الصبر".
وتقول إيمان حلمي: "سبب كثرة الطلاق هو انتشاره بشكل كبير جدا في المجتمع مما يولد لدي الزوجين قبول له واستحسان وتهوين من شأنه، بالإضافة للضغوط الحياتية الصعبة التي لا تتيح للأسرة أن تؤهل البنت والشاب لتحمل مسؤوليات الزواج، ونظرة الشباب السطحية جدا للزواج، دا بيخليهم مع أصغر مشكلة الدنيا بتسود أمامهم وبيطلقوا.. دا غير أسباب تانية كتير طبعا".
بينما يعلق يوسف حامد، قائلا: "بيفتكروا الزواج هو فيلم رومانسي هندي أو تركي أو أجنبي بيتشاف في التلفزيون.. أو حاجه زي روايات قيس وليلى.. حاجة سماوية مثالية وخيال مفيهاش مسؤوليات أو مشاكل، حاجه ملهاش أي وجود في الواقع".
وأضاف حامد: "البنت بتشوف الزواج مهرب ليها من مشاكل البيت، أو عشان صحبتها اتجوزوا أو عشان كلام الناس أو السن أو عشان غصبوا عليها تتجوز، أو أن الشاب قالولوا لازم تتجوز، وبيختارولوا كمان اللي يتجوزها بدون فهم وتسرع (صالونات)".
وتابع حامد: "بيفتكروا الزواج ورد ودباديب وخروجات وكلام رومانسي بس، الجواز بيفتكروه هو الصندوق السحري.. حاجة زي مصباح علاء الدين اللي هيقدر يخرجنا من الوحدة والفراغ العاطفي والمشاكل بتاعتنا المزمنة بسرعة، ويحقق كل طموحاتنا وأحلامنا، مع انو الواقع غير كده خالص لأن الجواز مسؤولية كبيرة وقرار مصيري زي أي قرار مهم بناخده في حياتنا، وللاسف مفيش فهم لهذه الأمور بشكل جيد".
وبدوره يرى محمد متولي أن سبب الطلاق السريع هو: "حب زائف، وتصنع كاذب، وطلب الحق قبل النظر في الواجب، وبالتالي يحدث انتزاع البركة وسخط ربنا، عدم مراجعة النفس وادعاء المثالية، مد العين إلى ما يظهر من خير في حياة الآخرين، تضخيم عيوب الشريك، وعدم النظر إلى خيره".
"لأنهم بيتجملوا في الخطوبة وبيعشم الطرف التاني بالحياة الوردية، وبيداروا أي حاجة مش حلوة، واللي بالفعل هتظهر مع العشرة والتصادم بالحقيقة اللي ما كانت مأساة، والمسئولية الحل من وجهة نظرهم هو الهروب"، هكذا علقت عبير أحمد.
وتتفق معها أميرة أمين، فتقول: "الطلاق ممكن يحصل في الشهور الأولى بسبب اكتشاف سوء طباع أحد الزوجين، لكن البعض مش بياخد القرار ده إلا بعد محاولة لإنجاح الزواج ومحاولة للاستمرار وساعات بيكون الطرف المؤدي هو اللي بيدفع الطرف اللي بيحاول عشان يطلب هو الطلاق، فممكن يكون بسبب سوء طباع أو إحساس بالاستغلال والاستنزاف من طرف للآخر، فبيحس أنه مجرد جسر يمر عليه أو سلمة في طريقه خاصة أن الطرف المظلوم حقوقه مهدرة عشان الآخر ومفيش تقدير".
وترى الدكتورة دعاء راجح الاستشارية الاجتماعية والأسرية أن السبب الرئيسي وراء الطلاق السريع ناتج عن تراكمات وخلافات تحدث خلال فترة الخطوبة.
وقالت راجح في تدوينة لها عبر فيسبوك: "بيغصبوا على نفسهم ويكملوا الجوازة على أمل أن كل واحد فيهم هيتصلح، ويفاجأ بان الدنيا بتتنيل أكتر".
وأضافت الاستشارية الأسرية :"مع طبعا تدخلات الأهل الي مش بتحاول تهدي المواضيع وكأنهم داخلين خناقة، دا غير عدم نضج الطرفين وعدم قدرتهم على التفاهم ولا حتى الكلام".
ولفتت راجح إلى أن "جيل الفيسبوك فاكر أن العلاقات الإنسانية الواقعية بتاتش سكرين يتعمله بلوك، هو اتعود على العلاقات السهلة دي تبدأ بلايك وتنتهى ببلوك".
وتابعت الاستشارية التربوية: "ما اتعودش يعمل علاقات في الواقع، وما اتعودش يقدم بعض التنازلات علشان العلاقة تستمر، مش حاسس أصلا بقيمة العلاقة دي في حياته، ومش مستعد يعطيها من وقته وجهده وتفكيره وقلبه".
وأوضحت راجح أن الشباب "مستني العلاقة هتديله إيه، ماهي العلاقة مش هتدي إلا لما أنت تعطيها، ودا بيحصل من الطرفين".