«القومي للترجمة» يجيب في 4 أجزاء
«حذف بواسطة الرقابة العسكرية الإسرائيلية».. لماذا حُجبت وثائق حرب أكتوبر؟
مازالت حرب أكتوبر تبوح بأسرارها، رغم مرور 45 عامًا على اندلاعها، وخاصة من جانب العدو "الإسرائيلي"، الذي حجب وثائق مهمة عن تلك الحقبة، لكن الحقيقة تظهر مهما طال الزمن، ووقفت في طريقها العراقيل.
وكانت المهمة الكبرى تقع على عاتق الترجمة، وقرر ترجمة" target="_blank">المركز القومي للترجمة حملها، وكشف أسرار ومعلومات حرب أكتوبر، من خلال كتاب "انتصار أكتوبر في الوثائق السرية الإسرائيلية"، صدر منها حتى الآن 4 أجزاء.
وتطرح مادة الكتاب سؤالًا من شقين ،الأول هو لماذا صممت السلطات الإسرائيلية على حجب أهم الوثائق لمدة أربعين عامًا؟، والثاني: لماذا تعمدت حذف بعض الكلمات أو الأسطر والفقرات من الوثائق التى نشرت؟.
شارك في هذا البحث المتعمق عدد كبير من المثقفين، الإعلاميين، والباحثين في الشئون السياسية والعسكرية، وشئون المخابرات لكشف أبعاد الانتصار المصري وأعماق الهزيمة الإسرائيلية.
ترجع أهمية دراسة هذه الوثائق إلى أن كثير من المعلومات المتداولة فى الإعلام حول الهزيمة العسكرية والصدمة الإسرائيلية ونجاح خطة الخداع الاستراتيجى المصرية ترد مستندة إلى وثائق رسمية تجعل المعلومات حقائق نهائية، وتجعل الروايات تاريخًا موثقًا أمام الأجيال الجديدة غير قابل للنفي أو الانكار من جانب المصادر الإسرائيلية، وأن هذه الوثائق تدحض الادعاء الاسرائيلى حول نتيجة الحرب وتكشف أبعاد الهزيمة فى ميدان القتال أمام الجيش المصرى.
وبعد مرور واحد وأربعين عامًا على الحرب، قرر رئيس الوزراء الاسرائيلي، حجب عدد لم يحدد من الوثائق مستندًا أن القانون يسمح له بمد فترة حظر نشر وثائق الدولة إلى 50 عامًا، وهو أمر يستوجب الانتباه لما هو مختف، وإن هذا الميل لاخفاء أمور بعينها يمتد الى بعض أجزاء من الوثائق التى تم الافراج عنها، ومُيز هذا فى بعض الوثائق التى تمت ترجمتها بعبارة "حذف بواسطة الرقابة العسكرية الاسرائيلية".
ومن ناحية أخرى، دراسة هذه الوثائق سوف تعين الباحثين العسكريين والسياسيين على كشف أسباب التناقض فى الروايات التى قدمها القادة الاسرائيليون فى مذكراتهم المتضاربة عن مسار الحرب وعن مسئولية كل منهم عن الهزيمة.
ومحتوى هذه الوثائق خاصة بما يتعلق بالدور الأمريكي المباشر فى الحرب يكشف زيف المحاولات الاسرائيلية لانتحال الانتصار، وذلك عندما نتبين من نصوص الوثائق أن طريق القوات المصرية الى داخل اسرائيل كان مفتوحًا لولا تدخل الولايات المتحدة بالعتاد والرجال والسلاح المتقدم.
وخلال مقدمة الكتاب، يتحدث الدكتور ابراهيم البحراوي؛ أستاذ الدراسات العبرية بجامعة عين شمس، وصاحب فكرة هذا المشروع الوثائقي، عن مدى الصعوبة التى واجهته للحصول على نصوص الوثائق، والتي نشرها أرشيف الجيش الاسرائيلى باللغة العبرية، وذلك لما تمثله تلك الوثائق من حقًا وطنيًا وتاريخيًا للأجيال الجديدة، حيث حجب الإسرائيليون هذه الوثائق لمدة أربعين عامًا ليخفوا حقائق الانتصار المصري ويحفظوا معنوياتهم من الانهيار.
وتابع: "لم يكتفوا بذلك بل أنه عندما نشر أرشيف الجيش الإسرائيلى الوثائق على موقعة الإلكتروني قام في الوقت نفسه بوضع عقبات فنية تحول دون الإطلاع عليها بسهولة بالنسبة للباحثين المصريين تحديدًا، وتمكن فريق من خبراء المواقع الإلكترونية من التغلب على هذه العقبات.
والدكتور إبراهيم البحراوي، صاحب هذا المشروع الوثائقي، وأستاذ الأدب العبري المعاصر المتفرغ باّداب جامعة عين شمس، مؤسس المدرسة العلمية لدراسة المجتمع المعادي عن بعد عبر الأدب، وصاحب أول كتاب في المكتبة العربية عن أدب الحرب الاسرائيلى عام 1972.
وإبراهيم البحراوي، عضو الفريق الوطنى لدراسة مفاهيم ومشاعر أسرى الحرب الإسرائيلين عام 1973،خدم بالقوات الجوية في نفس العام كظابط مكلف برتبة مقدم.
حاز على جوائز مصرية وعربية، منها: "جائزة الدولة التقديرية في الاّداب، جائزة الدولة للتفوق في العلوم الاجتماعية، وجائزة التخطيط المستقبلى العربي من جامعة الدول العربية".