الكلاسيكو| ليست مجرد مباراة بل صراع على الهوية

تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة، نحو الكلاسيكو الإسباني، يوم السبت المقبل، بين برشلونة وريال مدريد، قطبا الكرة الإسبانية، وأحد أعرق أندية أوروبا والعالم.

"برشلونة أمة بدون دولة، وجيشها هو فريق برشلونة" بوبي روبسون

الصراع بين ريال مدريد و برشلونة لم يكن يومًا صراعًا كرويًا فقط، بل امتد الصراع إلى الهوية، فنادي برشلونة يقع في إقليم كتالونيا، الذي يرغب في الانفصال عن الدولة الإسبانية، بحكم أن كتالونيا لها نظامها الإداري المستقل، و سلطاتها المستقلة.

وعلى الجانب الآخر فإن ريال مدريد ينتمي إلى العاصمة الإسبانية، ويشتهر بأنه نادي الملكية في إسبانيا، ما يعمق الصراع بين الطرفين، ليصل إلى صراع على الهوية، فالكتلان يتحدثون اللغة الكتالونية، رغم إجادتهم الإسبانية، إلا أنهم لايعترفون بأنهم تابعون لإسبانيا.

وريال مدريد هو النادي الذي يصفه عشاقه بالملكي، ويتهمه منافسوه بأنه نادي الدولة، الدولة التي ترفض استقلال كتالونيا عنها، بل أن الأمر يصل إلى أن معظم مشجعي الميرينجي يعارضون استقلال الإقليم الكتالوني .

الصراع ظهر جليًا على السطح قبل مواجهة  الفريقين في أكتوبر من عام 2014، وهي المظاهرات الكتالونية التي طالبت بالاستقلال، وشارك فيها العديد من نجوم برشلونة، مثل جيرارد بيكيه، و تشافي هيرنانديز، و أندريس إنييستا، وغيرهم.

ووصل الأمر من جانب الرابطة الإسبانية بالتهديد أنه في حال استقلال كتالونيا، فإن برشلونة لن يلعب في الدوري الإسباني.

وكاد الأمر أن يتطور، ويتم استفتاء في الإقليم الكتالوني على الانفصال، إلا أن المحكمة الدستورية أصدرت حكمًا بعدم شرعية الاستفتاء.

 "برشلونة ليس فقط فريقا معروفا على أرض الملعب، بل فريقا عُرف بتصميمه دائما على الحديث خارج الملعب".

صراع اللاعبين في برشلونة وريال مدريد، لم يقتصر على الملعب فقط، بل وصل في بعض الأحيان إلى إعلانها صريحة بأن "كتالونيا ليست إسبانيا"، ودعم تلك التصريحات العديد من اللاعبين، كان أبرزهم تشافي هيرنانديز، و المدرب السابق، بيب جوارديولا، الذي كان يتحدث في المؤتمرات الصحفية باللغة الكتالونية، وهو ما عرضه للعقاب من جانب الاتحاد الإسباني، الذي طالبه بالتحدث بالإسبانية.

إن كنت تظن أن المنافسة الكبيرة تتعلق بفارق النقاط الـ6 فيما بينهم، والصراع الكبير بين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو فقط، فأنت لا تدرك جذور وأصول الصراع.