باحث قبطي: الأرثوذكسية ليست كنيسة بابوية

لقاء «تواضروس وبابا الفاتيكان».. زيارة الوحدة تصطدم بـ«خلاف المعمودية»

كتب:

فى: أخبار مصر

16:40 28 أبريل 2017

يصل البابا فرنسيس الثاني-بابا الفاتيكان- اليوم الجمعة المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لزيارة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، وتوقيع بيان مشترك بشأن المعمودية-أحد أسرار الكنيسة الأرثوذكسية.

 

وبينما يترقب مسيحيو مصر لقاءً تاريخيًا بين رأسي الكنيستين (الأرثوذكسية، والكاثوليكية) كخطوة لتعزيز الوحدة بين الكنائس، يطل الجدل برأسه إزاء بيان صادر مساء أمس من جانب الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس يدعم توقيع اتفاق إلغاء المعمودية حال انتقال أحد من أتباع الكنيستين للأخرى.

بيان الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس بشأن اتفاق وحدة المعمودية مع الكاثوليك

أسفل البيان الصادر قبل ما يقرب من 20 ساعة تباينت تعليقات متابعي الصفحة الرسمية لـ"الأنبا رافائيل" على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وبرز معارضو البيان مستشهدين بقرار المجمع المقدس الصادر في الثالث من يونيو عام 1990، والمؤيد لتعميد الأقباط الكاثوليك حال انضمام أحدهم للكنيسة الأرثوذكسية.

 

واستند البيان إلى أن ثمة خلافات عقائدية مثل (انبثاق الروح القدس، والحبل بلا دنس، وخلاص غير المؤمنين)، عطفًا على إبلاغ الكاثوليكية بتضمين هذه النقاط ومن بينها المعمودية للحوار اللاهوتي القائم معها بحسب قرار للمجمع صادر في مايو 1988.

 

بيان المجمع المقدس الصادر عام 1990

بحسب نص بيان الأنبا رافائيل –سكرتير المجمع المقدس-فإن الجدل الدائر حول توقيع اتفاق عدم إعادة المعمودية بين الكنيستين يعد في سياق الشائعات التي لا تستند لمضمون البيان المتفق عليه.

 

 بينما النص الذي سيتم التوقيع عليه يأتي على النحو الآتي: (طاعةً لعمل الروح القدس الذي يقدس الكنيسة ويحفظها عبر العصور، ويقودها لتبلغ الوحدة الكاملة التي صلي المسيح من أجلها ، نحن اليوم البابا فرنسيس والبابا تواضروس الثاني كي نسعد قلب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح وكذلك قلوب أبنائنا في الإيمان ، نسعي جاهدين بضمير صالح نحو عدم إعادة سر المعمودية الممارس في كنيستينا للشخص الذي يريد الإنضمام للكنيسة الأخرى حسب تعاليم الكتاب المقدس وإيمان المجامع المسكونية الثلاث في نيقية والقسطنطينية وأفسس .

 

 نطلب من الله الآب ان يقودنا في الأوقات وبالطرق التي يريدها الروح القدس إلي بلوغ الوحدة التامة لجسد المسيح السري ).

 

إلى ذلك قال الباحث القبطي مينا أسعد-أستاذ اللاهوت الدفاعي: إن الكنيسة الأرثوذكسية كنيسة مجمعية وليست "بابوية"-حسب وصفه-بما يعني ضرورة توقيع أساقفة المجمع المقدس على البيان سالف الذكر.

 

وأضاف في تصريح لـ"مصر العربية" أن بيان الأنبا رافائيل ينتهي بعبارة "جسد المسيح السري"، لافتًا إلى أنها نص كاثوليكي، وليس ضمن نصوص الكنيسة الأرثوذكسية.

 

 وأشار أسعد إلى أن الوحدة تقتضي حوارًا لاهوتيًا ذا آليات واضحة، وأسس معلنة، وليس بقرار مفاجيء، واستطرد قائلًا: (نقبل وحدة المعمودية إذا أتت بعد حوار لاهوتي بين الكنيستين، وما دون ذلك يعد  عبثًا يخالف المستقر في الكنيسة الارثوذكسية، وتحد لتعاليمها).

 

ولفت أستاذ اللاهوت الدفاعي إلى أن بيان الأنبا رافائيل يشبه خروج مفاجيء لـ"شيخ الأزهر الشريف" معلنًا الوحدة العقائدية بين السنة، والشيعة، دون بحوث واستدلالات منطقية.

 

وأردف قائلًا: ( أسوق هذا المثال لتوضيح الصورة في أذهان غير المتخصصين).

 من جانبه رحب الناشط القبطي هاني رمسيس القيادي باتحاد شباب ماسبيرو بزيارة "بابا الفاتيكان" للقاهرة، لافتًا إلى أن زيارته للمقر البابوي تدعم العلاقات بين الكنيستين بعد تاريخ من توترها.

 

 وقال: إن إعادة المعمودية لا بد أن تأتي في إطار الحوار المسكوني –الكنسي-القائم منذ سنوات، أو ينتهي هذا الحوار للأبد، معرجًا على أن ثمة قواعد راسخة أرسيت على مدار سنوات لرفض فكر الآخر، وباتت الحاجة ملحة للحراك باتجاه منطلقات الحوار اللاهوتي.

 

 وأضاف في تصريح لـ"مصر العربية" أن إيمان المسيحي بأسرار الكنيسة (المعمودية-التناول-الاعتراف بالكهنوت-الزيجة)، يعني صحة وحدة المعمودية، دون اتهامات بالخطأ والانحراف الإيماني.

 

وأصدرت الكنيسة الأرثوذكسية بيانًا أول أمس الأربعاء بشأن زيارة بابا الفاتيكان لتنظيم التغطية الصحفية والإعلامية للزيارة، فارضة سياج يحول بين الصحفيين والتغطية المهنية، نظير منع استخدام (أجهزة المحمول –اللاب توب-التابلت) داخل المقر البابوي، والاكتفاء بالتواجد خلف حاجز معدني إبان لقاء البابا بنظيره (فرنسيس الثاني) في حضور قيادات مجلس كنائس مصر، على أن يتكرر الأمر خلال صلاة بالكنيسة البطرسية.

 

 

اعلان