ازدواجية الاحتلال.. يدين حادث نيوزلندا الإرهابي ويقتل المصلين في «الأقصى»
"إسرائيل تحزن على القتل المروع لمصلين مسلمين أبرياء في كرايست شيرتش".. بهذه الكلمات أدان رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حادث نيوزلندا الإرهابي الذي راح ضحيته نحو 50 شهيدًا وإصابة آخرين بجروح خطيرة.
نتنياهو أضاف على حسابه الرسمي الناطق بالعربية على موقع تويتر: إسرائيل تدين هذا العمل الإرهابي السافر الذي ارتكب في نيوزيلندا، تقدم بالتعازي إلى أسر الضحايا وترسل أمنيات الشفاء العاجل للجرحى".
غير أن المعلقين على تدوينته اعتبروها استمرارا للمعايير المزدوجة التي ينتهجها الاحتلال، فقال أحد المغردين: " دولتك كلها قامت بمثل هذه الجريمة مكررة بعدد أيام وجودها"، وأضافت إسراء ربيع: " علي اساس ان اللي بيحصل في فلسطين رمز للسلام".
"إسرائيل" التي تدين الاعتداء على المصليين في المسجد، ارتكبت جرائم عدة تكاد تكون يومية بحق المصليين في المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي اسفرت عن قتل وإصابات بجروح خطيرة واعتقال عدد كبير من المواطنين المقدسيين.
في 1994، ارتكب مستوطن يهودي مجزرة داخل الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، واستشهد فيها 29مصليا وجرح 15 شخصا، حيث وقف باروخ غولدشتاين خلف أحد أعمدة المسجد وانتظر حتى سجد المصلون.
وفتح نيران سلاحه الرشاش عليهم وهم سجود، في نفس الوقت قام آخرون بمساعدته في تعبئة الذخيرة التي احتوت "رصاص دمدم" المتفجر، واخترقت شظايا القنابل والرصاص رؤوس المصلين ورقابهم وظهورهم.
وبعد انتهاء المذبحة، أغلق جنود الاحتلال الموجودون في الحرم أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى، وأثناء تشييع الضحايا، أطلق جنود الاحتلال رصاصا على المشيعين فقتلوا عددا منهم، ما رفع عدد الضحايا إلى خمسين قتيلا و150 جريحا .
وفي أعقاب المجزرة، في اليوم نفسه، تصاعد التوتر في مدينة الخليل وقراها وكافة المدن الفلسطينية وداخل مناطق الخط الأخضر، و بلغ عدد الشهداء نتيجة المصادمات مع جنود الاحتلال حينها ستين شهيدا .
ويوم 18 مارس 1994، صادق مجلس الأمن الدولي على قرار يدين مجزرة الحرم الإبراهيمي، ودعا لاتخاذ إجراءات لحماية الفلسطينيين بما فيها نزع سلاح المستوطنين، وهذا مالم يحدث حتى اليوم.
في 1962، حرق شخص مسيحى متعصب وفي روايات أخرى يهودي متطرف يدعى دينيس مايكل روهان وقد أتت النيران على أثاث المسجد وجدرانه، كما أحرقت منبره العظيم الذى بناه نور الدين زنكى ومحراب زكريا و أروقته وسجاجيده النادرة وجزء من سورة الإٍراء مصنوعة من الفسيفساء المذهبة فوق المحارب.
وفي كتاب " القدس بوابة الشرق الأوسط للسلام" قال كاتبه عادل محمد العضايلة إن المحاولة التى قام بها المتطرف الأسترالى مايكل روهان، تسترت عليه السلطات الإسرائيلية وعلى جريمته واعتبرته مختلا وقامت بترحيله إلى بلاده.
وبالرجوع إلى السنوات الثلاث الماضية على الأقل، نجد أن سلطات الاحتلال اعتدت على المطلين في المسجد الأقصى بشكل شبه يومي، ففي 12 من شهر مارس الجاري، قالت دائرة الأوقاف في القدس إن إعدادا كبيرة من الشرطة الإسرائيلية اقتحمت ساحات المسجد الأقصى واعتدت على من فيه بالضرب.
وفي فبراير الماضي، أصيب عدد من المصلين واعتقل آخرون، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى والاعتداء عليهم، بعدما حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي للمصلين في المسجد الأقصى والاعتداء عليهم بصورة وحشية، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
وفي يوليو 2018، أصيب عشرات المصلين، بجروح وحالات اختناق، جراء إطلاق قوات وشرطة الاحتلال الرصاص المعدني وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، تجاههم عقب اقتحامها لباحات المسجد الأقصى المبارك، كما واعتدت بوحشية على حراس المسجد.
وفي يوليو 2017، اقتحمت قوات الاحتلال ، باحات المسجد الأقصى، واعتدت على المصلين فيه، كما اعتقلت عددا من الشبان وأغلقت القوات كافة بوابات المسجد الأقصى، وأعلنت حينها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنها عالجت 46 إصابة في مواجهات على أبواب المسجد الاقصى وداخل باحاته بين شبان فلسطينيين وقوات الأمن الاسرائيلية.
في 2014، اندلعت مواجهات عنيفة جداً داخل باحات المسجد الاقصى بين المصلين وقوات الاحتلال، التي اعتدت على المواطنين الذين تواجدوا داخل الساحات، وأغلقت بوابات الحرم القدسي بالكامل، بعدما منعت المصلين من دخول الأقصى لأداء صلاة الفجر لمن هم اقل من 60 عاما، ومنعت النساء من الدخول بشكل كامل.