نقابة الصحفيين التونسيين تتهم سلطات بلادها بـ"التضييق" على الإعلام
اتهمت نقابة الصحفيين التونسيين (مستقلة)، اليوم الأربعاء، سلطات بلادها بتبنّي سياسة "تضييق ممنهجة" على حرية الإعلام، و"تهميش وتفقير " الصحفيين.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته النقابة، اليوم، بمقرها في العاصمة التونسية، عرضت خلاله تقريرها السنوي حول واقع الحريات الصحفية في تونس، تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة.
وعلى هامش المؤتمر، قال نقيب الصحفيين التونسيين، ناجي البغوري، إن "الأرقام التي بحوزتنا تشي بوجود سياسة تضييق على حرية الإعلام".
وأضاف أن "الانتهاكات الأمنية وعمليات الطرد التعسفي ضد الصحفيين تشهد تزايدا مطّردا، فضلا على هشاشة توظيف الصحفيين"، في إشارة إلى الرواتب المتدنية للكثير منهم وإلى ظروف عملهم الصعبة.
وحذّر البغوري من أنه "لا يمكن إنجاح مسار الانتقال الديمقراطي في تونس في ظلّ غياب صحافة حرة قادرة على توفير فضاء للحرية والتعددية والديمقراطية".
كما لفت إلى أن "التسميات على رأس الإعلام العمومي موجّهة وممنهجة، وتتم حسب الولاءات السياسية"، معتبرا أن ذلك يترجم "رغبة من قبل الحكومة في وضع يدها على الإعلام".
وخلال المؤتمر الصحفي، قال البغوري إنّ "حالات الطرد التعسفي للصحفيين ارتفعت، بين 2016 و2017، بـ 20 حالة مقارنة بـ 2015 لتناهز 180، فضلا عن تسجيل 480 حالة تأخير في خلاص الأجور لأشهر".
واعتبر أن "الحكومة لا تلتزم بتعهداتها، وتقدم خطابات رنانة ولا تضيف أي شيء لقطاع الإعلام، بل إنها تبذل ما بوسعها من أجل أن يبقى القطاع مهمشا".
وتابع أن "وزارة الداخلية مدانة أيضا، ونحن نوجه لها الاتهام بترهيب وتخويف الصحفيين".
من جانبها، قالت منسقة وحدة الرصد بالنقابة، خولة شبّح، في تصريح إعلامي على هامش المؤتمر: "سجّلنا خلال العام الماضي عشرات الاعتداءات ضد الصحفيين، ويتصدر أعوان الأمن قائمة المعتدين".
وأضافت أنه "لا توجد مؤشرات إيجابية من قبل السلطة التنفيذية (الحكومة) فيما يتعلق بحرية الصحافة".
وتابعت أن "رئيس الجمهورية (الباجي قائد السبسي) بدوره لم يعط مؤشرا ايجابيا في التعاطي مع الإعلاميين ولم ينفّذ وعوده المتعلقة بالإعلام".
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات التونسية حول تصريحات نقابة الصحفيين.
وفي يناير الماضي، تعهد رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، في مؤتمر صحفي، عقده بمقر نقابة الصحفيين التونسيين، بأن تعمل حكومته على "دعم قطاع الإعلام ومرافقته".
واعتبر الشاهد أن "ما تحقق في قطاع الإعلام في تونس مكسب مهم".