الشرطة توزع الخبز.. والمحافظة تلتزم الصمت
بالفيديو| انتفاضة التموين بالإسكندرية.. مواطنون: «عاوزين حقنا في العيش»
بين قطع طريق في شارع السبع بنات بمنطقة المنشية، وقطع السكة الحديد في منطقة العصافرة بدأت محافظة الإسكندرية يومها، عقب رفض أصحاب مخابز صرف الخبز على البطاقات الورقية للمواطنين.
واعتراضًا على ذلك توجه مواطنون إلى أحد المرافق الداخلية في شرق المحافظة وهو خط قطار أبو قير، فيما قاطنو مناطق القباري، واللبان، لمبنى مديرية التموين في المنشية لمطالبة وكيل الوزارة بحل الأزمة، بينما تجمع آخرون في منطقة الدخيلة على الطريق المؤدي لميناء الدخيلة، في محاولة لجذب انتباه المسؤولين فتحرك الأمن لفض التظاهرات واعدين المواطنين بحل الأزمة.
المحافظة تلتزم الصمت
في الوقت ذاته، غابت المحافظة عن الأزمة، فلم يظهر الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية ولم تصدر المحافظة أي بيان بخصوص الأزمة، فيما غابت مديرية التموين عن المشهد أيضًا عقب سفر مبارك عبد الرحمن وكيل وزارة التموين لحضور اجتماع مع وزير التموين في القاهرة وذلك حسب ما أكده اللواء شريف عبد الحميد مدير إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الإسكندرية.
"عاوزة حقي في العيش، إحنا من إمبارح مش لا قين رغيف عيش".. بهذه الكلمات عبر عدد من الأهالي الذين تجمهروا أمام مديرية تموين الإسكندرية، للمطالبة بصرف الخبز على البطاقات الورقية.
تقول هيام محمد، إنها تقف من الثامنة صباحا في محاولة للحصول على الخبز، مشيرة إلى أن أسرتها مكونة من 6 أبناء وزوجها بالمعاش، موضحة أن سعر رغيف الخبز خارج البطاقة بـ 50 قرشًا، متسائلة: "حناكل بفلوس المعاش عيش؟.. طيب حناكل منين كفاية السكر والزيت غالي".
وأضافت أنها حين توجهت لمكتب التموين صباح اليوم عقب رفض المخبز صرف الخبز لهم، فأكد لها الموظف أنه تم وقف صرف الخبز والتموين بالبطاقات الورقية.
وأشارت عبير من منطقة محرم بك أنها جاءت للوقوف أمام مديرية التموين لأن كافة المخابز في منطقة محرم بك رفضوا صرف الخبز بالبطاقة الورقية قائلة "أمال إحنا ناكل طوب؟".
وأشارت إلى أنها أم لـ 3 بنات وإحداهن تأكل في اليوم 7 أرغفة، متسائلة: "حنعمل إيه أحنا"، موضحة أن مدير المباحث تحدث معهم ووعدهم أن المخابز ستقوم بصرف الخبز غدًا، وأنه حين سألته "يعني مش بكرة حنيجي نلاقيكم قافلين الشارع ومانعين إن حد يقف؟" وكان رده "عيب ورقبتي سدادة".
الشرطة توزع الخبز على المواطنين
في مقدمة الشارع الذي يقع فيه مبنى مديرية التموين يقف اللواء شريف عبد الحميد والقوة المصاحبة له، فيما تقوم عربات صغيرة "التروسيكل" بتوزيع أكياس الخبز على المواطنين، كذلك تم توزيع الخبز عبر أحد سيارات الأمن "البوكس" للمواطنين وكان أحد الضباط ينظم المتواجدين في طابور للحصول على نصيبهم من الخبز.
تقول عبير"بعتولنا 3 عربيات عيش وقالوا اللي أخد عيش يروح ده حقنا" وتابعت" دي رشوة من الحكومة علشان تضرب الناس على قفاها ونقول الحمد لله يارب أخدنا 5 أرغفة النهاردة".
صاحب مخبز للأهالي: «روحوا اتفاهموا مع وزير التموين»
وأضافت سناء مصطفى، أن مدير المباحث أخبرهم أنه من صباح الغد سيتواجد أمين شرطة وضابط أمام كل مخبز لضمان صرف الخبز للمواطنين الحاملين للبطاقات الورقية، معلقة: "لا هم حيقفوا علشان يمنعوني أطالب بحقي أصلا".
وأوضحت أنها تحمل بطاقة ورقية لـ4 أفراد ولها الحق في الحصول على عدد معين من الخبز كل يوم بقيمة جنيه واحد، وأن مالك المخبز في القباري أخبرها بأنه لن يتم صرف الخبز لها، قائلا: "روحوا اتفاهموا مع وزير التموين" معلقة: "أنا عاوزة حقي في العيش مش عاوزة لما اتكلم في حقي ظابط يحطني في البوكس".
وقال محمد الشباسي موظف في ديوان عام المحافظة، إن قرار كل بطاقة ورقية تحمل اسم المخبز، وأن كل مخبز يتم صرف 500 رغيف لـ 100 مواطن، وأن الدولة خصمت من الحصة ما يقوم صاحب المخبز ببيعه للمطاعم وغيرها، مؤكدا أن الدولة بذلك توفر للمواطن حقوقها، فأصحاب المخابز كانوا يتربحون من ذلك وهم المتضررين حاليا من القرار لذلك قاموا بافتعال الأزمة.
هروب وكيل التموين
من جانبه، نفى اللواء شريف عبد الحميد، مدير إدارة البحث الجنائي بالإسكندرية ما تردد حول هروب مبارك عبد الرحمن وكيل وزارة التموين، وذلك عقب تجمهر عدد من المواطنين في مناطق متفرقة في الإسكندرية لوقف صرف الخبز على البطاقة الورقية من المخابز.
وقال عبد الحميد أثناء تواجده أمام مديرية التموين بالمنشية إن وكيل وزارة التموين سافر صباح اليوم إلى القاهرة لحضور اجتماع مع وزير التموين.
وأضاف في تصريحات لـ "مصر العربية" أن أزمة الخبر مفتعلة تسبب فيها عدد من المخابز الذين أخبروا المواطنين أن الوزارة قررت وقف صرف الخبز على البطاقات الورقية، في الوقت الذي لم تعلن فيه الوزارة عن ذلك.
وأوضح أن بعد أصحاب المخابز يتربحون من الحصة المخصصة للكارت الذهبي والتي خصصها الوزير الأسبق خالد حنفي للمغتربين.
وأشار إلى أن الوزارة اتخذت قرار بتخفيض النسبة المخصصة لكل مخبز على الكارت الذهبي لتصل إلى 500 رغيف بدلاً من 1500 ويتم توزيعها على الأفراد المخصصة لهم، إلا أن أصحاب المخابز أخبروا الناس صباح اليوم أنه لا يوجد صرف بالبطاقة الورقية وأن ذلك قرار من الوزارة ليصدروا الأمر للشارع.
في الوقت ذاته، نفى ما تردد حول واقعة اعتداء موظفة بالضرب على مواطن بزجاجة، مشيرًا إلى أن ما حدث في مكتب تموين المعهد الديني هو أن أحد الموظفين فقد الوعي نتيجة للضغط ولم يقم أحد بالاعتداء عليه.
وأكد أن أزمة الخبز ظهرت في مناطق محددة بالإسكندرية وهي "المعهد الديني، سيدي جابر، والدخيلة، اللبان ومينا البصل"، مشيرا إلى أن أحد نواب دائرة مينا البصل وهو النائب محمد الكوراني قام بإرسال سيارات توزع الخبز على المواطنين، وأن الأمن قام بتوزيع حصة الخبز الخاصة بالأمن المركزي على المواطنين بدلا من العساكر.
ولفت إلى أنه سيقوم بالإشراف ابتداءً من الغد على توزيع الحصة المخصصة لحاملي البطاقات الورقية في المخابز، ولن يسمح بتكرار الأزمة مرة أخرى.
شاهد الفيديو..