من الكعك للملابس مرورًا بالرنجة.. الأسعار «لا تسر بائع ولا زبون»
بالفيديو| الغلاء يفتت عادات المصريين قبل عيد الفطر
اعتاد المصريون على شراء الكعك والبسكويت، والأسماك المملحة، لتناولها بحلول عيد الفطر المبارك، إلا أنَّ الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد هذا العام، وما صاحبها من غلاء حال دون ذلك، حيث شهدت أسواق الأسماك وكذلك محال الحلويات والملابس حالة من الركود والفتور، بدت واضحة على وجوه الباعة والمواطنين.
وقبل أيام من حلول العيد، سيطر الركود على أسواق الأسماك خاصة (الرنجة، والملوحة، والفسيخ) لارتفاع أسعارها، فيما اشتكى التجار وبائعو السمك من هذا الغلاء، مطالبين الحكومة بتنفيذ قرار وقف تصدير الأسماك حتى تتحسن حركة البيع.
وفي جولة لـ «مصر العربية» رصدت أسعار الأسماك، وسجل سعر سمك البلطي 35جنيهًا، والبوري 65 جنيهًا، وقشر البياض بـ 85جنيهًا، والسبيط 150 جنيهًا، والفيليه 100 جنيه الجمبري وصل سعره إلى 200 جنيه، أما عن أسعار الرنجة فسجلت 30 جنيهًا، والفسيخ 120 جنيهًا والملوحة 120 جنيها.
واشتكى بائعو السمك من حالة الركود التي تعم الأسواق، وعلق فتحي محمد قائلاً: "المفروض إن العيد دا موسم السمك وبنسترزق فيه لكن السنة دي مفيش إقبال خالص بسبب الزيادة الجنونية في الأسعار".
وقال محمد إبراهيم بائع: "إحنا قاعدين بنش مفيش شغل خالص والإقبال قل السنة دي عن السنوات السابقة بنسبة 50 %".
واختفت بعض أنواع الأسماك من الأسواق بسبب الارتفاع الهائل في أسعارها، ومنها سمك المكرونة الذي وصل سعره إلى 100 جنيه، حسبما أكد إبراهيم معلقًا: "أنا لو هجيب سمك مكرونة جملته بقت بتقف عليا 80 جنيه أومال هبيعه بكام للزبون فمبقتش أجيبه".
الكعك والبسكويت
وفي سياق متصل مازالت أسواق الكعك البسكويت، تعاني حالة من الركود لغلاء الأسعار عن العام الماضي بنحو 40%، خاصة بعد ارتفاع أسعار المواد الخام كالسكر والملبن والدقيق بعد تعويم الجنيه.
واشتكى بائعو الكعك من توقف حركة البيع والشراء قائلين: "السوق نايم وأملنا في يوم الوقفة علشان نبيع البضاعة".
وسجلت سعر البسكويت 80 جنيهًا ، والكعك السادة 50 جنيها والكعك المحشو بالعجوة عجوة والملبل وصل إلى 70 جنيها، والبيتي فور سادة 60 والشيكولاتة والمكسرات 75 جنيها، والغريبة يتراوح سعرها بين 60 إلى 80 جنيها.
وقال محمد عبد العزيز بائع: "الأسعار مرتفعة العام الحالي بسبب زيادة المواد الخام كالسمنة والدقيق والزيت والسكر".
وأرجع سامح سعد، حالة الركود المسيطرة على السوق في الفترة الحالية لغلاء اﻷسعار، متوقعًا حدوث انتعاش في السوق وارتفاع حركة الطلب من جانب المواطنين قبل عيد الفطر بيوم" قائلا:"الأمل في زيادة المبيعات يوم الوقفة".
ويعود الاهتمام بالكعك على وجه الخصوص، للعهد المصري القديم، وفق عالم المصريات جمال نور الدين، مشيرًا، إلى أن احتفالات المصري القديم وجد فيها المخبوزات اللينة والجافة، ومنها ما كان شبيهًا بالكعك المتعارف عليه الآن.
أما في العصر الفاطمي، كان يتوسع المصريون نهاية شهر رمضان في صناعة الكعك، برعاية الخليفة، ويوزع على الناس، وكان يوضع في الكعك دنانير ذهبية لصاحب الحظ وقتها، ويكتب عليه عبارات منها قوم واشكر (أي تناول الطعام واشكر الخليفة)، وفق الأستاذ الجامعي في الآثار والفنون الإسلامية، محمود إبراهيم.
وارتبط المصريون بتناول وصناعة الكعك في عيد الفطر بشدة حتى نقش في أمثالهم الشعبية؛ إذ يقولون "بعد العيد ما يتفتلش كحك" أي لا يجوز خبز الكعك بعد موعده المرتبط بعيد الفطر، وهو مثل يضرب للدلالة على ضرورة أداء العمل في موعده.
ملابس العيد
الناس بتتفرج وبس ما حدش بيشترى.. الشوارع زحمة أه لكن ما بيشتروش"، هكذا بدأ محمود صاحب محل ملابس حديثه لـ "مصر العربية"، وتابع توجد حركة بالشوارع لكن دون شراء بسبب الأسعار المرتفعة فالزبون عندما يعرف السعر يشعر بالضيق ويقرر عدم الشراء خاصة وأن ما كان يشتريه بـ 50 جنيه العام الماضي أصبح سعره اليوم 100 جنيه وذلك فرق كبير، وبالتالي بدل ما يشترى قطعتين ملابس هايجيب طقم بالعافية".
وأضاف: "نعانى من الركود التام منذ بداية رمضان وكل سنة يكون وضع السوق بها أسوأ من السنة التى تسبقها وآخر سنة كان بها شغل ورواج اقتصادي كانت سنة 2011 لكن هذه السنة الوضع سيئ للغاية "السنة دى واقعة جداً"، فلا يوجد اقبال نهائى من قبل المواطنين "الناس مش لاقية تاكل بصراحة الواحد ممكن يستغنى انه يشترى الهدوم عشان يجيب بس أكل لبيته".
وائل محمد صاحب محل قال إن الأسعار مرتفعة جداً هذا الموسم والزبائن غير راضية عن أسعار الملابس وذلك يدفعهم إلى عدم الشراء، لافتاً إلى أن ارتفاع الأسعار لا يقتصر فقط على المنتج المستورد ولكن المنتج المصري أيضاً أسعاره مرتفعة "واحنا مش عارفين نعمل إيه ونشتغل فى إيه".
وأضاف أن ارتفاع الأسعار أدى إلى تراجع المبيعات هذا العام بنسبة تتراوح من 70 إلى 80% عن الأعوام الماضية.
وقالت أسماء محمد ربة منزل "الأسعار مرتفعة للغاية والمرتبات لا تكفي لشراء أطقم العيد حتى لطفل واحد من بين أطفالي الثلاثة، وذلك يدفعنا أن تتنازل عن أشياء ونكتفى بشراء قطعة ملابس واحدة جديدة فقط لكل واحد منهم "عشان افرحهم بس على الأقل بحاجة جديدة فبدل ما كنا نشترى أطقم كاملة جديدة أصبحنا نكتفى بقطعة ملابس واحدة فقط".
وتابعت: "أحاول أن أشتري لأطفالي أحلى الملابس ولكن بأقل الأسعار وذلك شيء صعب ومرهق للغاية، "وكأني بدور على إبرة في كوم قش."
تابع أخبار مصر