بعد طوافه الشوارع طوال رمضان..

وقفة العيد.. ليلة يحصد فيها «المسحراتي» «العيدية»

كتب: عبد الجواد محمد

فى: تقارير

16:00 24 يونيو 2017

فى آخر يوم فى شهر رمضان الكريم، يخرج "المسحراتي" محمد بركات، ليلة عيد الفطر، يجوب شوارع قرى البدرشين بمحافظة الجيزة، على نغمات الدف والطبل، يجمع خلالها المال والهدايا من الأهالى، التى يعتبرها كـ"عيدية" ردًا للجميل؛ بعد طوافه خلال شهر الصيام كى يوقظهم بنكهة رمضانية "قوم يا نايم وحد الدايم رمضان كريم".

 


"محمد"، الذى يرافقه ابنه ليساعده فى حمل جوالاً قماشيًّا لوضع الهدايا التى يحصل عليها؛ "كبسكويت وكحك وعيش"، يقول لـ"مصر العربية"، إن "الهدايا تعتبر رد للجميل بعد طواف 30 يوما فى الشوارع علشان الناس تقوم تتسحر، والهدايا حصاد المسحراتى"، وهو ما جرت عليه العادة منذ سنوات عمله بالمهنة.

 

وأضاف:"مهنة المسحراتي عادة رمضانية راسخة خلال الشهر الكريم، تبعث روحانيات خاصة داخل نفوس الناس في ليالي رمضان".

 

يذكر أن المسحراتي مهنة موسمية يمتهنها الفقراء يجمعون على أثرها النفحات الرمضانية ونفحات ليلة العيد، وتلقي قبول الصبية والأطفال، كما يظل لأكثر من ساعتين يوميًّا في مسيرة ليلية رمضانية بهدف إيقاظ الناس.

 

وعرف المصريون منذ مئات السنين الكثير من العادات والتقاليد التي أصبحت مورثًا ثقافيًا مقدسًا لديهم، على رأسها مهنة «المسحراتي»، الذي ارتبطت شخصيته في مصر بالزينة والفوانيس، كما ارتبطت أيضا بالسير والحكايات الشعبية مثل «ألف ليلة وليلة»، و«أبو زيد الهلالي»، و«علي الزيبق».

 

ورغم ظهور الأجهزة الذكية والمنبهات، فإن المصريين يفضلون سماع طبلة وصوت المسحراتي في ليالي رمضان، ليطلون من الشرفات والنوافذ عند سماع الطبلة ويبدأون بالتهليل والمناداة بأسمائهم التي يحفظها المسحراتي كل عام في هذا التوقيت عن ظهر قلب.

 

جاءت فكرة المسحراتي مع قدوم الدولة العباسية، إذ وجد عتبه بن اسحاق، والي مصر عام 238 هـ إن المسلمين لا ينتبهون كثيرًا إلى وقت السحور ولا أحد يؤدي هذه المهمة، فقرر أن يؤديها بنفسه، فكان يمر بشوارع المحروسه ليلًا لإيقاظ الناس من مدينة العسكر إلى مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط وينادي قائلًا: «عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة».

 

 

تابع أخبار مصر

 

اعلان