وثائق إسرائيلية عن حرب 67: دمرنا الطيران المصري في 101 دقيقة
كشفت الرقابة العسكرية الإسرائيلية عن الأرشيف السرّي لما يسمى "عملية موكيد" وهي الضربة الجوية الاستباقية التي نفذتها إسرائيل في بداية حرب 5 يونيو 1967، ودمر الطيران الإسرائيلي خلالها تقريبًا كامل القوات الجوية المصرية والأردنية والسورية، الأمر الذي حال دون مشاركة سلاح الجو المصري في العمليات طيلة أيام الحرب الستة، بعد تدمير 18 مطارًا مصريًا.
وتضمنت المعلومات التي جرى الإفراج عنها بمناسبة مرور 50 عامًا على الحرب، وثائق سرية وصورًا وتسجيلات صوتية بين قيادة سلاح الجو الإسرائيلي والطواقم الأرضية والطيارين.
تقول صحيفة "معاريف":تؤكد الوثائق والتسجيلات التي نشرت اليوم (الأحد) الجهود الجبارة لسلاح الجو والجيش الإسرائيلي في الحفاظ على عنصر المفاجأة. لم يكن ذلك سهلاً في أيام الانتظار الطويلة والمثيرة للأعصاب في الشهر الذي سبق اندلاع الحرب. تم التخطيط لـ"عملية موكيد" بحرص شديد. في الساعة 7:45 وبشكل مباغت، نُفذت الموجة الأولى من الهجوم في عمق مصر، ودمرت خلاله 197 طائرة مصرية، غالبيتها على الأرض. بشكل عام دُمر خلال موجات الهجوم 374 طائرة، معظمها تابعة لسلاح الجو المصري والباقي لأسلحة طيران سوريا والأردن والعراق".
اللواء "موتي (مردخاي) هود" قائد سلاح الجو الإسرائيلي خلال الحرب يقول في أحد التسجيلات:”عرفت أن سلاح الجو المصري سيتلقى منا ضربة كهذه، ينشغل معنا بعدها بحرب من أجل البقاء ولا يفعل أي شيء على الأرض". ويتابع: ”أردت التأكد 100% أن تكون الضربة الأولى لسلاح الجو المصري بأقصى قوة".
وتكشف الوثائق والتسجيلات أن إسرائيل حرصت بشدة على الحفاظ على عنصر السرية، وأن خططًا قد صيغت لضرب سوريا فقط أو مصر وحدها، وكذلك صيغت خطة متزامنة لضرب أسلحة الجو المصرية والسورية والأردنية، وكذلك الهجوم على لبنان والعراق. لكن في نهاية الأمر تقرّر التركيز في البداية على العدو الأكبر والأقوى وتدمير المظلة الجوية للجيش المصري كما تقول "معاريف".
ويسمع تسجيل لرئيس الأركان الإسرائيلية آنذاك "إسحاق رابين" يقول فيه :”قدرة سلاح الجو الإسرائيلي وشجاعة طياريه وإخلاص طواقمه الأرضية هو ما منح الجيش الإسرائيلي إمكانية الانتصار في حرب الأيام الستة خلال وقت قصير وهو ما حال دون حدوث معاناة وخسائر بين المواطنين الإسرائيليين. انكسار القوة الجوية للعدو وصولا للتدمير الكامل تقريبا، منحت سلاح الجو الإسرائيلي أفضلية كاملة وسيطرة مطلقة في الجو".
ويتضح من التسجيلات أن موجة الهجوم الجوي الأولى في العمق المصري التي ركزت على القواعد والمطارات الجوية بشبه جزيرة سيناء قد استمرت 101 دقيقة وتضمنت 183 غارة من بينها 173 للهجوم على المطارات، وباقي الهجمات خصصت للتصوير والحراسة، واستخدم الطيران الإسرائيلي معظم قوته في الهجوم، بحيث ظلت في إسرائيل فقط 12 طائرة لتنفيذ عمليات اعتراض حال حدوث هجوم جوي داخل إسرائيل.
هدفت الموجة الأولى من الهجوم الإسرائيلي لتدمير الطائرات الرابضة في المطارات المصرية وإخراج مدارج الطيران من الخدمة وكذلك أنظمة الرادار. واستأثرت تلك الموجة بنحو ثلث الغارات التي نفذتها إسرائيل في الموجات اللاحقة، وذلك بحسب شهادة قائد سلاح الجو الإسرائيلي على خلفية القلق من قصف الطائرات المصرية تل أبيب.
قُتل في تلك الموجة خمسة طيارين إسرائيليين وأسر اثنان وأصيب ثلاثة آخرين. وتضمنت الموجة الثانية التي شنها الطيران الإسرائيلي في اليوم الأول للحرب 104 طلعة جوية، لكن -بحسب الوثائق- لم تبق طائرات مصرية في سيناء يمكن تدميرها، لأن إسرائيل دمرتها كلها في الموجة السابقة.
في اليوم الأول للحرب جرى تدمير معظم القوة الجوية لمصر وسوريا والأردن، بينما هاجم طيران الاحتلال في اليوم الثاني مطارات في العراق، وهو الهجوم الذي نفذته إسرائيل بعدما هاجمت الطائرة العراقية (توبوليف) مدينة نتانيا الإسرائيلية، وأنباء عن استعداد العراقيين لضرب عدد من المطارات داخل إسرائيل.
وبشكل مواز لتدمير أسلحة الجو العربية، هاجم طيران الاحتلال بعد الموجة الأولى 26 محطة رادار واستولى على ما تبقى منها سليمة كغنائم حرب. وقُتل خلال أيام الحرب 24 طيارا إسرائيليا وأصيب 7 آخرون وسقط 11 في الأسر.
يسمع في شبكة اتصالات سلاح الجو الإسرائيلي إحدى التسجيلات – نشر نصها موقع "nrg" العبري- حول البيانات التي بثتها الإذاعة المصرية بشأن الهجوم:-
المتحدث 1: تتحدث الإذاعة المصرية عن إسقاطهم 40 طائرة صهيونية
المتحدث 2: ماذا، هل أعلنت إذاعة القاهرة.. أسقطوا لنا 40 طائرة؟
المتحدث1: نعم ويقولون إنهم فقدوا طائرتين
المتحدث 2: آآه طائرتان، وماذا تقول إذاعة صوت إسرائيل؟
المتحدث 1: تقول إن المعارك البرية والجوية مستمرة، هذا كل شيء.
وهذه بعض الصور التي نشرتها إسرائيل لعملية تدمير الطائرات والمطارات المصرية: