"ماما نونا" ترحل فى الليلة الموعودة
طبيعتها التلقائية وملامحها الهادئة جعلتها تبدع فى دور "الأم" رغم صغر سنها، واستطاعت التعبير عن الذل والقهر الذى تتعرض له الست المصرية معدومة الدخل فى "ساعة ونصف" و "الفرح"، وانجبت رجل دلوع لأرزل العمر "حمادة عزو، ليرحل قطار العمر، وتبقا ذكريات أميرة الفن.
اسمها الحقيقي عطيات محمد البدري لكنها قبلت بتغيير اسمها بسبب برنامج "بابا شارو" في الإذاعة المصرية، حتى تشارك في برامج الأطفال ثم قررت الاتجاه إلى الفن، الذي عشقته ورفضت التخلي عنه رغم عدم قبول أهلها لفكرة "المشخصاتية"، ولدت فى 16 يناير 1934، وترجع أصولها إلى مدينة ساحل سليم بمحافظة اسيوط، وحصلت على بكالوريوس فنون مسرحية.
اعترضت أسرتها على عملها فى الفن فاقتصر عملها على الإذاعة حتى جاءتها الفرصة مرة أخرى بعد زواجها من المخرج نور الدمرداش عام 1958 الذي سهل لها المشاركة في فيلم "ثمن الحرية"، ثم مرت الأيام سريعًا ليصبح دور الأم "ماركة مسجلة" باسمها في السينما، والمسرح والتليفزيون بداية من "الحفيد" ومرورًا بـ"العيال كبرت" ووصولًا إلى "يتربى في عزو".
كان اداؤها لشخصية "ماما نونا" في مسلسل يتربى في عزو أكثر من رائع وممتاز. شخصية "ماما نونا" التي دخلت كل البيوت المصرية والعربية نتيجة حنانها الزائد وتدليلها المبالغ فيه لابنها حمادة (يحيى الفخرانى) الذي يبلغ من العمر ستين عاماً.
الشخصية التي تذكر الجميع بالأم المصرية الطيبة البسيطة التي تحب ابناؤها بجنون ولا تستطيع الاستغناء عنهم أو ترفض لهم طلب، أحب المشاهدين شخصية "ماما نونا".
أعلن فوزها بجائزة أحسن ممثلة للعرض الأرضي، ونفس الجائزة مناصفة مع الفنانة وفاء عامر في العرض الفضائي لتتفوق الممثلة المخضرمة، على نجمات السينما يسرا وإلهام شاهين ونادية الجندي لدورها في مسلسل يتربى في عزولشخصية ماما نونا، واداؤها الذي نال رضا واعجاب كل من النقاد والجمهور المصري والعربي.