«للقضبان رواية أيضًا».. الممارسات اللاإنسانية للكيان الصهيوني

كتب: كرمة أيمن

فى: ميديا

18:45 18 فبراير 2018

يعيش البطل تجربة المعتقل وهو يقاسي عذابات لا تُحتمل، ويرزح تحت وطأة المعاناة اليومية، وكأن وعيُه يتبلور في السجن أكثر فأكثر، ليدرك حقيقة جلّاده وادّعائه القوة والبطولة الزائفة".. في هذا الإطار تدور رواية "للقضبان رواية أيضًا" للكاتب الفلسطيني حسين حلمي.

تبدأ الرواية الصادرة عن الآن ناشرون وموزعون، بمشهد ميلاد البطل "السارد بضمير الأنا"، وهي بدايةٌ تنطوي على أمرَين مهمَّين ستدور الأحداث اللاحقة في نطاقهما؛ الأول هو خروج الطفل من رحم أمه مبكراً وقبل موعد ولادته، والثاني أن الولادة تمّت في الحقل الذي يشير إلى فضاء مفتوح على الحرية.



ويؤكد الكاتب الفلسطيني، في بداية روايته "للقضبان رواية أيضًا" على فكرة أن الإنسان يولَد طليقـاً ومفطـوراً على الحـرية، ولهذا تظل حريته أغلى ما لديه، وتصبح -إنْ فقدَها- أثمن ما يطلبه.

وخلال 70 صفحة، يلقي الكاتب الضوء على طفولة البطل في الفصول الأولى للنص، بأسلوب يتسم بالبساطة في طرح الأفكار، ويتطور الوضع مع العمر، حيث يختلف إدراك الطفل ووعيه لما يجري حوله من أحداث كبرى عن إدراك الكبيرِ ووعيه.

وأشار الكاتب الفلسطيني حسين حلمي، لذلك بين سطور روايته بفرحة الطفل بتجمُّع الناس في بيت عمّه خلال حرب 1967 والتفافهم حول المذياع ليستمعوا إلى «صوت العرب» وخطابات عبد الناصر، ورغم أنه لم يكن يعي ما يَحدث، لكنه سعيد بوجود الآخرين الذين تفيض ملامحهم بالحماسة.

وبقلم المبدع، رسم وعي الطفل برؤية ناضجة، وذلك قبل أن يتغير هذا الوعي عندما يكبر الطفل ويختبر الحياة ويخوض تجاربها، ولا سيما الوقوع في الحب، الذي يمثل أسمى المشاعر الإنسانية وأكثرها صدقاً وتعبيراً عن الحياة.

ويقع بطل رواية "قضبان السجن" بين نار الحرب والعدوان التي تستهدفه وتحاول القضاء عليه، عندما تُستشهَد «نور» التي أحبَّها البطل بينما كان يقضي فترة الاعتقال في السجون دولة الاحتلال، وتبقى ذكراها تُوجعه.

ويعيش البطل تجربةَ المعتقل وهو يقاسي عذاباتٍ لا تُحتمَل، ويدرك أن معاناة الاعتقال لن تنتهي حتى بعد خروجه من السجن؛ إذ لا يمكن للمعتقل أن يعود حراً كما يشتهي، أو أن يستأنف ممارسة حياته العادية دون عقبات.
 

ويكشف الكاتب، من خلال أحداث الرواية، حجم التضييق الذي يمارسه الكيان المعتدي على الناس أصحاب الحق والأرض، ومطاردته لهم، لا لأنه يمتلك القوة وإن زعم ذلك، بل لأنه يحاول التغطية على ما يسيطر عليه من جبن وخوف وعجز وضعف.

وقدم الكاتب جعفر العقيلي، لرواية "للقضبان رواية أيضًا" وقال فيها: إن نصه يتميز بصدق التجربة التي ترتبط على نحو ما بما اختبره الكاتب نفسه؛ لذا جاء السرد سلساً وعفوياً وبسيط التركيب.

وأشار إلى أن الصور مالت إلى الإيحائية والرمز، بمعنى أن التركيز الأكبر كان على الأفكار لكشف الممارسات اللا إنسانية للكيان الصهيوني، الذي يتبنى سياسات الترهيب والحصار والتفريغ الثقافي، وفي سبيل ذلك يزجّ بعشرات المثقفين والمفكرين والأحرار في سجونه ومعتقلاته، أو يفرض عليهم الإقامة الجبرية.
 

ويضيف، أن الرواية ورغم أنها تتناول تجربة خاصة بالبطل السارد، إلا أن هذه التجربة الذاتية يسهل أن تتحول إلى تجربة عامة، حيث يطارد كل فلسطيني حر وملتزم ومدافع عن وطنه وعن حقه فيه، بهدف القضاء عليه، أو على الأقل كسر قلمه وتكميم صوته.
 

ويبدو أن الكاتب العقيلي وقف حائرًا أما تصنيف العمل وتجنسيه، فقد راح يتحدث عنه بوصفه نصا سرديا دون أن يحسم أمر تصنيفه، يقول "يمكن وصف هذا العمل بأنه نَصّ أفكار ومواقف أكثر منه نَصّ أحداث"، لكن ومهما اختُلف على تصنيف العمل، إلا أنه يبقى نصا أدبيا سرديا يعكس تجربة حياتية ذات قيمة.

يذكر أن، الكاتب من مواليد عام 1963، في الضفة الغربية – فلسطين، حاصل على درجة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية من جامعة القدس المفتوحة/ فلسطين، واعتُقل من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي عام1983، وحُكِم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات أمضاها في سجون الاحتلال.

بدأ بكتابة القصة والخاطرة والمقال في المُعتقل، وأشرف على مجلات وكراريس كانت تصدر في المعتقل بخط اليد.
 

صدر له مجموعتان قصصيتان:«فصول»،  2015، و «قناديل»، 2016، وشارك في كتب: «فلسطين في قلب ستين قاصّاً»، 2016، و «الوهم الجميل»، 2017.
 

نشر العديد من المقالات والومضات والقصص والقصص قصيرة جدّاً في بعض المجلات والجرائد الفلسطينية والعربية، وساهم في فن الومضة المتدحرجة «فن القص من الومض» كجنس أدبي ناشئ، وله عدة ومضات منشورة، و اشترك في عضوية لجان تحكيم القصة القصيرة جدّاً لدى بعض المجموعات على صفحات التواصل الاجتماعي.

اعلان