في حفل توزيع جوائز« شومان لأدب الطفل»
«كائن كوزموبوليتيا» هكذا وُصِف الطفل.. ما هي التحديات التي تواجهه؟
في حفل يجمع مبدعي العالم العربي، وزعت جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال 2017 في موضوع "القصة الموجهة للفئة العمرية 8-12 سنة"، بحضور رئيس وأعضاء الهيئة العلمية للجائزة وأعضاء لجنة التحكيم، ووزير الثقافة والشباب محمد أبو رمان.
وعقب عروض مرئية وحركية وموسيقية، منحت لجنة تحكيم الجائزة، الجائزة الأولى وقيمتها عشرة آلاف دينار، "مدينة الناجحين" للتونسي د. شكري بن عزالدين المبخوت؛ لتميز فكرة القصة وصياغتها بشكل فني محبوك بطريقة متماسكة وممتعة.
وقال شكري المبخوت، إنه حين نكتب للأطفال واليافعين الأرجح أنّنا نخاطب ذاك الطفل الذي كان كما يراه الكهل اليوم، وإنها كتابة تستعيد من الطفولة العذبة أو القاسية، السعيدة أو التعيسة، ملامح دفينة هنالك في الماضي تعرضها على مرآة النفس والعقل والروح.
وذهبت الجائزة الثانية بقيمة خمسة آلاف دينار، للعمل "مخلوق غريب يبحث عن هويته"، للمؤلفة الأردنية هالة النوباني، حيث تميزت قصتها بأسلوب يناسب الفئة العمرية 8 سنوات.
وقالت النوباني "عندما علمت بالفوز فرحت كطفلة حصلت على لعبة حلمت بها طويلا، ملأتني الفرحة طاقة وحيوية، حباً وسعادة، عدت طفلة مرحة في لمح البصر".
ونال المرتبة الثالثة بقيمة ثلاثة آلاف دينار، للعمل "فكرة لتغيير العالم" للمؤلفة رند عادل الصابر، من السعودية، التي تميزت بأنها تناولت التهجير الناجم عن الحروب ومشكلة الأطفال الباعة على الطرقات.
وعن الجائزة، قالت: "منحتني المشاركة في هذه الجائزة فرصة للتعبير عن فكرة لا تغيب عن بالي، كما أعطتني وزملائي المشاركين مجالًا للتعبير عن آمالنا للجيل الحالي والجيل القادم في قالب القصة، حتى تصل إلى الصغار الذين يملكون مفاتيح التغيير للمستقبل".
وألقت الرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية، كلمة، جاء فيها: "ثورة الاتصالات والمعلوماتية جعلت المعارف والعلوم جميعها في متناول طفل اليوم، ليصبح "كائنا كوزموبوليتيا" مثله في ذلك مثل فئات الناضجين، ما داموا جميعهم يستطيعون البحث والتنقيب في الشبكة العنكبوتية، واختبار المعارف والعلاقات العابرة للحدود والمحيطات".
وأوضحت أنه حين قررت مؤسسة شومان تأسيس جائزة خاصة بأدب الطفل، كانت تعي تماما التحديات الكبيرة التي تواجه الكتابة للطفل في العالم العربي، وأن كثيرًا مما هو موجود غير صالح للعصر الذي نعيش فيه، بعدما استطاعت معارف الطفل أن تقفز قفزات كبيرة، وتحرق مراحل كثيرة خلال العقدين الأخيرين.
وتساءلت قسيسية عن كيفية قيادة طفل اليوم إلى الشغف؟ وكيف نؤسس لعلاقة متينة بينه وبين الكتاب؟ وكيف نحميه من جميع دروب الإلهاء التي تتكاثر حوله باستمرار؟.
وحول إمكانية ربط الطفل بالكتاب، أكدت قسيسية ضرورة منح الطفل أدبا جيدا يلبي حاجاته النفسية والاجتماعية والمعرفية، ويجعله فخورا بعلاقته مع الكتاب، كمصدر للمعرفة والترفيه، بالإضافة إلى تأسيس صناعة حقيقية في كتاب الطفل، ورفع معايير جودته في الشكل والمحتوى.
من جهتها، دعت العين هيفاء النجار، رئيسة الهيئة العلمية للجائزة، إلى إيلاء الكتابة للطفل أهمية كبرى، في ظل انعدام البوصلة أحياناً، والتيه الذي يعيش فيه كثير من الأهل تأتي القصة لتكون وسيلة تنوير وتغيير ودعامة حقيقية في بناء شخصية الطفل وإشباع حاجاته النفسية والمعرفية.
وبينت العين النجار، أن للقصة تأثيراً كبيراً في القارئ؛ فهي مجال حي للتعلم والمتعة والتحليق بأجنحة من الخيال إلى عوالم لم تطأها قدم، وتمنح الطفل مشارف النضج الفكري بالواقع المحيط به بأسلوب يتواءم وقدراته العقلية، كما أنها ترتقي بذائقته الجمالية.
وحملت النجار، الكُتاب، أهمية البحث والاستقصاء والقراءة، وأن يختاروا موضوعاتهم بعناية فائقة، وينتخبوا مفرداتهم بحرص شديد، وينسجوا أعمالهم الأدبية بأناة وصبر، ويطرحوا الأسئلة التي تحرض الأطفال على البحث وتستفز فضولهم ليطرحوا هم أنفسهم أسئلتهم دون خوف ولا مواربة.
وأثناء تقديمها للحفل، أوضحت سارة القضاة، مديرة المشاريع الثقافية في المؤسسة، أن قصص الأطفال هي أولى مساعينا لبناء جيل مثقف قوي ومتماسك، ونحن نكتب ونروي القصص لأبنائنا وبناتنا لتساعدهم على تطوير فكر إبداعي ومبتكر، وتعلمهم أن الفكر الحي يأتي من خلال توليد مجموعة من الأفكار والحلول الممكنة، بدلًا من البحث عن إجابات جاهزة، وتساعدهم على التطور من منظور نقدي".
والجائزة؛ أنشئت العام 2006؛ للإسهام في الارتقاء بالأدب الذي يكتب للأطفال، ولتحقيق الإبداع والتطوير المستمرين فيه، ولتنمية روح القراءة والمطالعة لديهم، ودعم مسيرة الطفولة العربية.
أما "شومان"؛ مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار المجتمعي.