في ذكراها السادسة..
بالفيديو| 25 يناير في خطاب السيسي.. 30 دقيقة للشرطة و6 للثورة
« ثورة يناير».. يوم اجتمعت فيه مناسبتا "عيد الشرطة" و "ثورة 25 يناير"، وكان لكل منهما خطاب منفصل عن الآخر ألقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي على الشعب.
إِكْليل من الزهور وضعه السيسي على النصب التذكاري لشهداء الشرطة، في ذكرى عيدهم الـ 65، أمس الثلاثاء، ألقى بعدها خطابا لمدة 30 دقيقة، احتفالا بهذه المناسبة وسط حضور أعضاء المجلس الأعلى للشرطة بحضور المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء ووزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار.
وصباح اليوم، الأربعاء، أذاعت القنوات الإعلامية الرسمية وغير الرسمية كلمة مسجلة للسيسي مدتها 6 دقائق، احتفالا بالذكرى السادسة لثورة 25 يناير.
سياسيون، اعتبروا أن المدة القصيرة التي تحدث فيها السيسي عن الثورة مقارنة بتلك التي تحدث فيها عن عيد الشرطة، تعكس أنه لا يؤمن بـ 25 يناير ولكنه يقول ما لا يفعل، فيما رأى آخرون أن تحدث الرئيس في خطابين منفصلين عن الثورة وعيد الشرطة أمر جيد ليعطي كل مناسبة حقها.
في كلمته عن ذكرى الثورة قال السيسي :"شعب مصر العظيم نحتفل اليوم بالذكرى السادسة لثورة الشعب المصرى فى الخامس والعشرين من يناير عام 2011، تلك الثورة التى عبرت عن رغبة المصريين فى التغيير، وتطلعهم إلى بناء مستقبل جديد لهذا الوطن، يعيش فيه جميع أبناء الشعب كراماً تحت راية العلم المصرى الخفاق".
وأضاف الرئيس، أن ثورة يناير ستظل نقطة تحول فى تاريخ مصر، و عندما انحرفت الثورة عن مسارها واستولت عليها المصالح الضيقة والأغراض غير الوطنية، فكانت ثورة الشعب من جديد فى يونيو 2013، لتصحح المســار ويسـترد هــذا الشعـب حقـه فى الحفاظ على هويته وتقرير مصيره، وكفاحه ليتصدى لجماعات الإرهاب والظلام، بينما يخوض فى ذات الوقت، معركةً كبرى للتنمية والإصلاح فى الاقتصاد والسياسة وكافة أوجه حياة المجتمع".
وانتهى الرئيس عند هذا الحد من ذكر الثورة وتطرق إلى حديثه عن إصلاح الأوضاع الاقتصادية، مؤكدا أننا سائرون على الطريق الصحيح، بعد استكمال البناء المؤسسي لأركان الدولة من دستور وبرلمان وتعزيز لمبدأ الفصل بين السلطات واحترام سيادة القانون وإعلاء قيم المواطنة والتعايش المشترك، والاستمرار في مواجهة الإرهاب.
أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية، يقول إن ثورة 25 يناير ليست في قناعات السيسي، وفي خطابه بمناسبة ذكراها السادسة يقول ما لا يؤمن به، مستشهدا بالوقت المستخدم في حديثه عنها والذي لم يتجاوز الـ 6 دقائق، واستغراقه في الحديث بالاحتفال في عيد الشرطة لمدة 30 قيقة.
وأضاف دراج، لـ "مصر العربية"، أن مضمون الخطابين "عيد الشرطة والثورة" يعكس عدم اعتراف السيسي بثورة 25 يناير، ويعتبر أن 30 يونيو هي الثورة، لأنها هي من جاءت به إلى الحكم.
وعلق دراج، على حديث السيسي عن انحراف الثورة لتحقيق مصالح ضيقة وتصحيح المسار في 30 يونيو قائلا:" الثورة انحرفت بعد 30 يونيو لأنها هي من أعادت النظام العسكري وسيطرة القيادات العسكرية على مقدرات البلاد".
في حين رأى طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن خطاب الرئيس عن الثورة رسالة جيدة، موضحا أنه يقصد بالحديث عن انحراف الثورة لتحيق مصالح ضيقة، المصالح الحزبية والفصائلية والشخصية التي أدت في النهاية إلى عدم إنجاز أهداف الثورة، حتى جاءت ثورة التصحيح في 30 يونيو لتعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.
وبعدما وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة، أمس الثلاثاء، احتفل الرئيس وسط أعضاء المجلس الأعلى للشرطة، بالذكرى الـ 65 لعيد الشرطة، ليستهل خطابه قائلا :"ده يوم صعب عليا أوي..بس عارف أن انتوا قدمتم كل ذلك لأجل خاطر مصر".
ولمدة 30 دقيقة قدم السيسي التحية لأسر شهداء الشرطة، وتحدث عن بطولات وتضحيات رجالها الذين بذلوا كل غال ونفيس من أجل أن يحيا الوطن كريما مروفوع الرأس، وجهودهم للمضي على طريق الإصلاح والبناء والتنمية، وترسيخ دعائم المواطنة الكاملةوالحريات السياسية والاجتماعية والشخصية والحفاظ على سلامة واستقرار الوطن.
وأشار السيسي، إلى أن المصريين عندما خرجوا يوم 26 يوليو 2013، كانوا يعلمون حجم التحدي الذي نواجهه، ومضى 40 شهراً بينما نخوض معركة شريفة شجاعة نبيلة ضد عدو خبيث شرير، وفي هذه المعركة يتلقى الجيش والشرطة الرصاص في صدورهم فداءً للمصريين، الذين يشاركون في هذه المعركة بالصبر والصمود والوعي.
ولفت السيسي، إلى ضرورة احترام كل مؤسسات الدولة والحفاظ عليها، الجيش والشرطة والقضاء والبرلمان والدستور، لأنها هي ضمانة الحفاظ على الدولة المصرية.
أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية، انتقد حديث الرئيس عن الشرطة، معتبرا أنها أصبحت أسوء في عهده مما كانت عليه أيام وزير الداخلية حبيب العادلي، الذي قامت عليه ثورة 25 يناير.
وأردف، أنه بعد ثورة 25 يناير كانت الشرطة تحاول أن تستعيد نفسهال تكسب ثقة الشعب، ولكن بعد مجيء حكم جماعة الإخوان المسلمين والسيسي، أعادوا الشرطة لسابق عهدها، لافتا إلى أن المؤشرات تقول إن الشرطة لم تتقدم خطوة إلى الأمام في ظل حكم السيسي.
حمدي قشطة، القيادي بحركة شباب 6 إبريل، رأى أنه من الطبيعي أن يستفيض الرئيس في احتفاله بعيد الشرطة، لأنه يعتبرها هي الأداة التي تحمي حكمه ويستخدمها في القمع والقبضة الأمنية.
وتابع:"أي أحد يصل إلى السلطة يحاول أن يكسب الشرطة إلى صفه، فالإخوان قالت بعد وصولها للحكم إن الشرطة كانت في القلب من ثورة 25 يناير، لذا نتفهم ما يفعله السيسي من احتفاله وتعظيمه وتمجيده للشرطة".
فيما رأى طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن فصل الرئيس بين خطابي الثورة وعيد الشرطة، شيء جيد وأنه أعطى كل مناسبة حقها سواء على مستوى الثورة أو عيد الشرطة، ولم يخلط الأمور بل أحدث توازن بينهم.
وأشار فهمي، إلى أن البعض يقول إن الرئيس لا يهتم بالثورة، لذا حرص هو على إلقاء كلمة منفصلة عن ذكرى 25 يناير، مضيفا أن خطاب عن الشرطة كان شامل وتطرق فيه إلى دور القوات المسلحة ومؤسسات الدولة في إصلاح البلاد ومكافحة الإرهاب.
ونوه، إلى أن هناك حالة جدل عبثي حول ثورة 25 يناير، رغم أن دستور 2014 المعمول به حاليا حسم الأمر وأقر بالثورة، وأكد على ذلك في ديباجته .
وجاء في ديباجة الدستور :" فى العصر الحديث، استنارت العقول، وبلغت الإنسانية رُشدها، وتقدمت أمم وشعوب على طريق العلم، رافعة رايات الحرية والمساواة، وأسس محمد على الدولة المصرية الحديثة، وعمادها جيش وطنى، ودعا ابن الأزهر رفاعة أن يكون الوطن "محلا للسعادة المشتركة بين بنيه"، وجاهدنا - نحن المصريين- للحاق بركب التقدم، وقدمنا الشهداء والتضحيات، فى العديد من الهبَّات والانتفاضات والثورات، حتى انتصر جيشنا الوطنى للإرادة الشعبية الجارفة فى ثورة "25 يناير – 30 يونية" التى دعت إلى العيش بحرية وكرامة إنسانية تحت ظلال العدالة الاجتماعية، واستعادت للوطن إرادته المستقلة.
شاهد الفيديو..