هل ظهر ترامب متناقضا مع المؤسسات الأمريكية في الأزمة القطرية ؟

في تغريدات تعكس موقفا مغايرا للمؤسسات الرسمية الأمريكية حيال أزمة قطع عدة دول للعلاقات الدبلوماسية، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "خلال زيارتي الأخيرة للشرق الأوسط قلت إنه لا يمكن أن يستمر تمويل الفكر المتطرف، فأشار الزعماء إلى قطر ..انظر".

 

حديث ترامب جاء غير متوافق مع البيت الأبيض حول وجود اتصالات مع عدة دول في الشرق الأوسط لحل الأزمة دبلوماسيا، وبالمثل أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن مقاطعة دول عربية لدولة قطر "لم يكن لها تأثير" ولا يتوقع أن يكون له أي تأثير على العمليات العسكرية الأميركية في قطر.

 

تغريدات ترامب فتح مجالا للتساؤل حول الدور الذي يلعبه ترامب في الأزمة، بالشكل الذي وصفه دبلوماسي سابق بـ "قاعد بيهزر"، في حين رأى آخر أن ترامب يضرب عرض الحائط بأسس الحكم في أمريكا.

 

 

 

قاعد بيهزر

 

وقال السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية السابق، إن تغريدات ترامب الأخير عبر عن مجموعة أفكار خاصة بالمنطقة العربية، إذ أنه يحتقر العرب، ويرى أن البترول ليس من حقهم.

 

وأضاف مرزوق لـ "مصر العربية"، أن التغريدات التي تتناقض مع تصريحات المسؤولين في الإدارة الأمريكية، توحي بأن ترامب "قاعد بيهزر"، ووضع جدول خاص بالتعامل مع المنطقة العربية وتحديدا دول الخليج.

 

وتابع أن سياسة ترامب جاءت بسبب ما وصلت إلى المنطقة العربية من انحطاط، والكل يتسابق على رضاء أمريكا وإسرائيل.

 

وأشار إلى أن كل ما يحدث في المنطقة يتعلق بخطة تقسيم الدول العربية، من خلال إشعال نار الخلافات والفتن في المنطقة، بغرض حماية إسرائيل التي الرابح الوحيد من كل الخلافات الجديدة.

 

 

لغط شديد

 

من جانبه، قال السفير إبراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية السابق، إن تصريحات ترامب حول قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، تثير اللغط الشديد.

 

وأضاف يسري لـ "مصر العربية"، أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات وتتحرك بناء على استراتيجية وسياسات محددة، ولكن ترامب يحاول تغيير تلك القواعد من خلال تصريحات التي لا تتوافق مع هذه الرؤى.

 

وتابع أن ترامب أحدث اضطرابات في السياسة الأمريكية، فضلا عن ضمان الأموال التي حصل عليها من السعودية ومن ثم خرج ليحدث الفتن.

 

وشدد على الولايات المتحدة لم تشهد رئيسا مثل ترامب على مدار تاريخها، خاصة وأنه يضرب بكل أعراف الحكم في أمريكا عرض الحائط.

 

لعبة مصالح

 

وعلق الدبلوماسي السابق السفير ناجي الغطريفي، على تغريدات ترامب بقوله: "أمريكا دولة كونية.. ولديها مصالح في كل دول العالم وهى معقدة".

 

وقال الغطريفي لـ "مصر العربية"، إنه من الصعب التنبؤ بموقف أمريكا من تهدئة الأزمة والتدخل لاحتوائها أم قد تسير على نفس خطوات السعودية والإمارات.

 

وأضاف أن هناك وضع دولي جديد على الساحة، وهو يرتبط بمكافحة الإرهاب، وهناك اتهامات لقطر بالضلوع في دعم جماعات متطرفة، وبالتالي فإن التعامل سيكون بحذر.

 

وتابع أن موقف أمريكا حتى الآن غير واضح تماما، فهناك مؤسسات تدعم التهدئة واحتواء الأزمة، ولكن ترامب موقفه أبعد عن هذا التوجه إلى حد ما، والأيام المقبلة ستكشف ما تريد الولايات المتحدة.