ترامب وافتتاح السفارة

ترامب وافتتاح السفارة

علاء عريبى

علاء عريبى

24 فبراير 2018

 

ماذا لو افتتح ترامب سفارة بلاده فى مدينة القدس خلال شهر مايو القادم؟، ماذا لو احتفل مع الكيان الصهيوني بمرور 70 سنة على اغتصاب واحتلال فلسطين بافتتاح سفارة بلاده؟

 

عندما أعلن الرئيس الأمريكي عن رغبته فى نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، كتبنا أكثر من مقال، ووجهنا فيها سؤالا إلى جميع القادة والعرب: ماذا لو قرر ترامب بالفعل نقل السفارة إلى القدس؟

 

أيامها توقعنا هروبهم من المواجهة، ودفع بعض رجالهم فى الإعلام إلى الحديث عن القدس الشرقية والقدس الغربية، وأننا كعرب نتمسك بالقدس العربية المحتلة، ولا يعنينا كثيرا القدس التى بناها الكيان الصهيوني، وبالفعل صدقت توقعاتنا، وتهرب الحكام وتخفوا خلف بيانات الشجب والإدانة، وزامنوا البيانات بالحديث عن مشروع أمريكي للمصالحة، وشغلوا العامة بصفقة القرن، وماذا عن نقل السفارة؟، تم طيه فى الأدراج!

 

اليوم بعد إعلان الإدارة الأمريكية عن اعتزامها فتح السفارة في شهر مايو القادم تزامنا مع احتفالات الكيان الصهيوني بمرور 70 عاما على اغتصاب فلسطين، اليوم أصبح السؤال: ماذا لو افتتح، وليس ماذا لو قرر نقل السفارة؟، ما هو موقف الأنظمة العربية من احتفال الرئيس الأمريكي بمرور 70 سنة على احتلال فلسطين؟، ماذا لو افتتح مقر السفارة الأمريكية في القدس؟

 

المتوقع، بل من المؤكد أن الرئيس الأمريكي سوف يفى بوعده، وفى شهر مايو المقبل سوف تحتفل إدارته بفتح السفارة فى القدس، وقد يقوم ترامب بزيارة المنطقة والمشاركة فى الاحتفالات باحتلال الأرض العربية، وإمعانا فى الكيد قد يقوم بزيارة بعض البلدان العربية خلال هذه الزيارة، ربما قبل توجهه إلى إسرائيل، وربما بعد افتتاح السفارة والاحتفالات.

 

والمؤكد أن الحكام سوف يهرولون لاستقبال ترامب فى المطار، ويزفون موكبه بالخيول والرقصات الشعبية والورود احتفاء بزيارته الميمونة، وقد يصاحب انتهاء الزيارة وعود ترامب إلى بلاده تصريحات رئاسية أو أميرية أو ملكية حول المصالحة، ومشروع سلام، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.

 

وماذا عن افتتاح السفارة؟، بعون الله وفضله لن نسمع أو نقرأ تصريحا عربيا منسوبا إلى وزارة أو حكومة يتضمن موقفا عربيا موحدا، ولا يتوقع أحد أن الحكام العرب سوف يردون على افتتاح السفارة بسحب سفراء بلادهم من واشنطن، أو حتى تخفيف أعضاء سفارتهم، ولا يتوقع أيضا أن تعلن بعض البلدان وقف التجارة البينية مع أمريكا، ولا تجميد صفقات الأسلحة التي أبرمت بمليارات الدولارات، ولا سحب بعض الودائع العربية من البنوك الأمريكية.

 

الذي يعتقد أو يتوقع أو يظن أن الحكام العرب سوف يتنازلون عن قرارات الشجب والإدانة فهو واهم، والأسباب كثيرة ومتنوعة، أهمها الخوف على مقاعدهم، وبفضل الله سوف يتركون، كالعادة، الشعب الفلسطيني يواجه النار بمفرده، وأقصى ما يمكن أن تتوقع من فخامة ومعالي وجلالة حكامنا، هو دفع البعض للحديث عن تمسكهم (الحكام) بقرارات الأمم المتحدة، وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وربما يصاحب هذه التصريحات التبرع ببعض الدولارات لأهالينا في الضفة وغزة والله الموفق.