بوليصة الرئيس التأمينية
علاء عريبى
03 مارس 2018
يبدو أن فكرة التأمين الاجتماعى والصحي على العمالة المؤقتة والمهمشة سوف تنتهي إلى بوليصة تأمين تتكسب منها البنوك وشركات التأمين على حساب باسم الفقراء.
منذ اليوم الأول الذي تحدث فيه الرئيس عن تأمين اجتماعي وصحي للعملة المؤقتة، أعلنت البنوك عن وجود شهادات تأمين بجنيهات بسيطة شهريا، تصرف قيمتها وأرباحها بعد سنة، وثلاث، وخمس سنوات، مثل أي بوليصة تأمينية تصرف قيمتها فى حالة العجز أو الوفاة، وبعد انتهاء مدتها تنتهي علاقة الشركة بالمؤمن عليه، تصرف له قيمة الشهادة أو تجدد فى حالة موافقته.
هذه النوعية من الشهادات تعرف فى شركات التأمين الحكومية والخاصة بـ "بوليصة التأمين"، تتنافس الشركات فيها على جذب العملاء بسبب المكاسب والأرباح التى تحققها من جمع الأموال وتشغيلها بفوائد مرتفعة، وفى هذه البوليصة يتساوى الإنسان مع السيارة، والمنزل، والمصنع، واليخت، والحيوان، والسفينة، والبضائع، والمحلات. يؤمن على الجميع لفترة معلومة.
قبل سنوات طالبنا بإدخال العمالة اليومية والمؤقتة والفلاحين فى منظومة التأمين الاجتماعى والصحي، من خلال اشتراك شهري بسيط يسدد فى الجمعية الزراعية، مكتب البريد، قسم ونقطة ومركز الشرطة، عندما يصل العامل أو الفلاح أو البائع المتجول سن الستين يصرف له ولأسرته معاش شهري ييسر لهم معيشة آدمية، يمكن أن يبدأ الاشتراك التأميني بخمس أو عشر جنيهات، ترتفع حسب مقدرة العامل أو البائع أو المزارع، ويصرف المعاش للأسرة في حالات: الوفاة، العجز، الغياب القسرى.
المتعارف أن هذه الفئة من العمالة تعيش هى وأسرها على قوت يومها، وعندما يمرض رب الأسرة أو يصاب بالعجز تخرج الزوجة إلى سوق العمل أو يترك الأولاد المدارس لتحمل مسئولية توفير احتياجات الأسرة.
وطالبنا أيضا بإدخال هذه الفئات ضمن مشروع التأمين الصحي عن طريق التأمينات، تستخرج له بطاقة صحية هو وأسرته، يتمكن من خلالها الكشف وصرف الدواء من مراكز ومستشفيات التأمين الصحي، وذلك من خلال اشتراك شهري رمزي خمس جنيهات.
وعندما دعا الرئيس إلى التأمين اجتماعيا وصحيا عن هذه الشرائح من المصريين، الذين يبلغ تعدادهم أكثر من نصف تعداد السكان، اعتقدنا أن الرئيس يهدف إلى إدخالهم المنظومة التأمينية السائد، لكن للأسف الشديد، خرج فى اليوم نفسه بعض قيادات البنوك، وتحدثوا لوسائل للإعلام عن التأمين المؤقت المتمثل فى بوليصة محددة الاشتراك والمدة.
وللأسف أيضا عندما كرر الرئيس منذ يومين الحديث، اتضح أن رئيس الحكومة قد تبنى فكرة البنوك وشركات التأمين، وفهمنا من الحوار الذى دار فى العالمين بين الرئيس والحكومة، أن بوليصة التأمين تكسب، وأنه لا تأمين صحي أو اجتماعي على هذه الشرائح، وإن كل الحكاية جمع بعض الأموال من هؤلاء الفقراء خلال فترة عملهم، بعد انقضاءها، وانتهاء المشروع، وتسريح العمالة، تعود ريمه لعادتها القديمة، والرابح من البداية وإلى النهاية البنوك وشركات التأمين، والعمال، والباعة، والفلاحين، لهم الله.