
لماذا توقف فهمي هويدي عن الكتابة؟

علاء عريبى
17 مارس 2018
لماذا اختفى الكاتب فهمى هويدى؟، هل صدرت تعليمات بمنعه من الكتابة؟، هل صحيفة الشروق طلبت منه التوقف عن الكتابة لها؟، هل قرر هويدى الانسحاب بهدوء تجنبا لحرج منعه؟، هل يمر – لا قدر الله - بحالة صحية مرضية؟
قبل عدة شهور فوجئنا باعتذار الكاتب فهمى هويدى عن عدم الكتابة منسوبا لجريدة الشروق، الاعتذار جاء فى جملتين، الأولى: "الأستاذ فهمي هويدى يبدأ اليوم أجازته الصيفية"، والثانية: "ويتوقف عن الكتابة فى الشروق".
معظمنا عطف الجملة الثانية على الأولى، واعتقد أن الكاتب فهمي هويدى قرر التوقف عن الكتابة خلال أجازة الصيف، وأنه سوف يستأنف عموده اليومي بإذن الله بعد عودته من الأجازة.
يومها توقعت أن الأجازة إجبارية، فالجملة الثانية من الاعتذار واضحة، لكن يومها لم أستطع تحديد: هل توقف بإرادته عن الكتابة للشروق أم أن الشروق هى التى طلبت منه عدم الكتابة لها، وحاولت الاستفسار من بعض الأصدقاء، وكانت الإجابة بأن الرجل يقضى أجازة الصيف، وبعون الله سيعود لقرائه مرة أخرى.
مرت الأيام، وانتهت شهور الصيف، ودخل فصل الشتاء وقارب على الانتهاء، ولم يعد فهمى هويدى، كما أنه اختفى تماما من الساحة، فقد طالت الأجازة وامتدت لأكثر من ثمانية أشهر، القضية إذن ليست فترة راحة، بل قضية حرية تعبير، أو أنه - لا قدر الله - يمر بمشكلة صحية، خاصة وأنه قد بلغ من العمر 80 سنة.
للأمانة قد نختلف مع أيديولوجية فهمى هويدى، وقد لا نتفق مع الكثير مما يكتبه، وقد نرى انحيازه المسبق فى كتاباته، لكن فى النهاية هويدى من الكتاب الذين يقدمون رؤية يمكن متابعتها، والاشتباك معها، وخلال الفترة الماضية شارك برأيه فى تحليل وتوصيف المشهد السياسى، واشتبك مع العديد حول بعض القضايا الهامة، وقد كان هويدى، وهو الأهم، يمثل الرؤية الأخرى للمشهد السياسي، وتغيبه قصرا أو لتجنب الحرج هو جزء مما تمر به البلاد من تضييق على حرية التعبير، وإقصاء وحجب الرأى الأخر، وتغليب للصوت الواحد الذى يبرر، ويوصف، ويشرح، ويجمل، ويروج للنظام الحاكم.
فهمى هويدى من الكتاب الذين يجبروك على احترام رأيه، اختلف، اعترض، ارفض رؤيته وتحليله ومنطلقاته، وقياساته، لكن فى كل الحالات نحمل له قدرا من الاحترام والتقدير، لثقافته ورصانته وجديته وإيمانه بما يكتب.
جريدة الشروق مُطالبة بأن توضح لنا: لماذا اختفى فهمى هويدى؟، هل لعدم قدرة الجريدة على تحمل كتاباته؟، هل لتلقيها تعليمات بإقصائه؟، هل لأنه قرر تجنيب الجريدة تبعات ما يكتب؟، هل توقف بسبب ظروف صحية؟