عادل صبري وترخيص الحي!

عادل صبري وترخيص الحي!

علاء عريبى

علاء عريبى

08 أبريل 2018

 

قبل أشهر، زارت مباحث المصنفات الفنية مقر موقع "مصر العربية"، ويومها أو في اليوم التالي عرفت بالمصادفة بهذه الزيارة، وهاتفت الصديق عادل صبري لكي أستفسر منه عن علاقة المصنفات الفنية بموقع صحفي، وعرفت أنها ليست الزيارة الأولى، وقد سبق وزاروا مقر الموقع أكثر من مرة على مدار العامين السابقين. 

 

وقال لي: إنهم يفحصون البرامج المستخدمة على أجهزة الكمبيوتر، إن كانت أصلية أم مقلدة، وأكد يومها أن جميع البرامج أصلية، ونقدم مع كل زيارة الأوراق الخاصة بها، وأتذكر جيدا أنني سألته:

 

ــ اشمعنى أنتم، جميع الصحف بها برامج على أجهزتها، ولم نسمع أن المصنفات الفنية ذهبت في زيارة إلى مقراتها؟

 

ــ قال: أهي تلاكيك!

 

ــ قلت له: الخوف يكونوا من أمن الدولة!

 

ــ قال: وخوف ليه، احنا ما عندناش حاجه نخفيها، ما نفكر فيه نكتبه وننشره على الملأ.

 

خلال المكالمة طلبت منه أن ينتبه لما يكتب وينشر، ربما دس أو أخطأ أحدهم في خبر أو معلومة تسبب مشاكل هو في غنى عنها.

 

بعد شهر أو أكثر فوجئت بحظر الموقع داخل مصر، وقرأت يومها في بعض المواقع الخبرية، أن سبب الحظر هو عدم الحصول على ترخيص، واتصلت بعادل:

 

ــ إيه الحكاية؟

 

ــ مش عارف، كل أوراقنا سليمة

 

ـــ قلت: اتصل بنقيب الصحفيين، وبمكرم محمد أحمد

 

ــ قال: اتصلت بهما، وما فيش حد عارف حاجة، ولا سبب الحظر، ولا الجهة التي حظرت!

 

وبعد شهر أو أكثر، فوجئت بمداهمة قوة لمقر "مصر العربية"، واصطحاب عادل صبري إلى قسم الشرطة بعد تشميع المقر، وقيل: لعدم حصوله على ترخيص من الحى!

 

بعد عدة ساعات، قررت النيابة العرض باكر، وانتهى باكر بقرار حبس عادل صبري 15 يوما، بتهم من بينها تهمة دهشت لها جدا، وهي انضمام عادل صبري لجماعة محظورة أو متطرفة، وهي بالطبع جماعة الإخوان، وسبب دهشتي أنني أعرف عادل صبري منذ 30 سنة، بدأنا معا في جريدة الوفد، فكنا ضمن الجيل الذي أسس العدد اليومي، وأذكر أن عادل من بين الزملاء الذين انضموا إلى حزب الوفد وحمل ومازال يحمل عضويته، ولم أسمع يوما أنه انضم لجماعة الإخوان أو أي جماعة أخرى، كما عرف عن عادل صبري أنه رجل عملي يسعى خلف رزقه بطرق شريفة.

 

لهذا عندما سمعت بقرار حبسه، تذكرت الفنان القدير عبد المنعم مدبولي في مسرحية "هاللو شلبي"، (تأليف يوسف عوف، وإخراج سعد أردش، سنة 1969)، بعد أن اكتشف صاحب الفندق، وهو الفنان القدير نظيم شعراوي، أنهم لم يكسبوا كثيرا من الأموال، سأل عبد المنعم مدبولي: ما الذي تكسبوه بعد كل هذا التعب، أشار مدبولي رحمة الله بيده إلى صوت تصفيق الجماهير، وقال له: هو ده اللي بيكسبه الفنان.

 

وهذا ما يسعى خلفه بالفعل الصحفي من خلال مهنته، يعيش بالكاد وعلى حد الكفاف، ويتحمل من أجل المواطنين والوطن والدولة، الإهانة والحبس والتشكيك في ذمته ووطنيته، وفي نهاية المتمة لا يتذكره أحد!