محاكمة شهيد

محاكمة شهيد

 

اعتدنا على فترات متقاربة أن تخرج علينا سلطة عباس بعجائب جديدة غير التي نعرفها منذ توقيع معاهدة الاستسلام المعروفة بـ أوسلو في13 سبتمبر 1993، والتي منحت لمن وقعها اسم "سلطة الحكم الذاتي والإداري المحدودة"، داخل اتفاقية العار، ومهمتها الرئيسية والوحيدة هي إنزال أشد أنواع العقاب والتعذيب على المقاومة الفلسطينية، بهدف حماية أمن الاحتلال الصهيوني. 

 

ليست هذه المرة الأولى التي نفقد فيها شهيدا داخل ما يعرف بحدود السلطة الفلسطينية في المنطقة (أ) والتي تقع مسؤولية حمايتها في يد قوات دايتون التي أتي بها عباس بناء على أوامر أسياده من الصهاينة لتكون سيفاً مشهراً في وجه المقاومة الفلسطينية، فبالأمس القريب فقدنا الشاب محمد الفقيه بنفس الطريقة التي تم اغتيال باسل الأعرج بها قبل أيام، حيث تقوم سلطة عباس بإفساح الطريق، وإرشاد قوات الاحتلال عن مكان إقامة الشباب المقاوم وتؤمن لهم دخول المكان، وإطلاق الرصاص لعدة ساعات بشكل مكثف حتى يسقط الشهيد، وتقوم قوات الاحتلال الصهيوني بمصادرة الجثمان والمقايضة عليه لتحصيل عشرات الآلاف من الشواقل مقابل الإفراج عنه.

 

ليست هذه المرة الأولى التي نفقد فيها شهيدا داخل ما يعرف بحدود السلطة الفلسطينية في المنطقة (أ) والتي تقع مسؤولية حمايتها في يد قوات دايتون.

 

 

هو مسلسل العمالة والتواطىء مع الاحتلال لن ينتهي طالما بقيت هذه السلطة التي يتحكم فيها أبو مازن وقوات دايتون؟ فكل أسبوع يسقط شهيد أو اثنين بنفس الطريقة، وطبعاً يسبق هذا السيناريو اعتقال من جانب الشرطة الفلسطينية للمناضلين بتهمة حيازة أسلحة أو أي تهمة أخرى تزعج أمن الاحتلال، أو أمن سلطة عباس، وبعد الإفراج عنه يتم الإرشاد عنه وتسليمه لعصابات الصهاينة لتصفيته.

 

هذا السيناريو متكرر في الحياة الفلسطينية، أما الجديد الذي خرج علينا به عباس وعصابته هو عقد جلسة محاكمة للشهيد باسل الأعرج، ويوم الجلسة حضر والده وتم الاعتداء عليه بالضرب حتى نُقل إلى المستشفى في حالة إعياء، وتظاهرت الفتيات قبل الشباب يهتفون ضد هذه السلطة، وتم الاعتداء عليهم جميعا بالضرب، والسب، والشتم بأفظع الألفاظ من جانب قوات عباس التى لم تخجل من عقد محاكمة لشهيد..!

 

وكان باسل الأعرج تم اعتقاله في منتصف  العام 2016 هو ومجموعة من رفاقه بتهمه حيازة أسلحة لتنفيذ عملية ضد الاحتلال.. نعم أصبحت مقاومة الاحتلال تهمة لدى عباس وعصابته...!وتم إلقاء القبض عليهم ولكنهم أضربوا عن الطعام حتى تم الإفراج عنهم، وحقيقة الأمر هو ليس إفراج بل هو فخ من عصابة عباس لتسليمه إلى عصابات الصهاينة ليصبح الأمر بيد عمر لا بيدي، وبالفعل دخلت عصابات الصهاينة لتغتال باسل داخل حدود سلطة عباس وبتسهيل منها، بعد ساعات من المقاومة المنفردة من جانب الأعرج إمام قوات مدربة ومسلحة على أعلى مستوى، وتم إلقاء القبض على رفاقه، وإصابة عدد من المواطنين.

 

وبعد اغتيال الأعرج استمرت سلطة عباس تحاكمه، أي عار هذا؟ وكيف يتم الإفراج عنه ثم الإرشاد عن مكانه، ثم إعادة محاكمته أو عقد جلسة حكم لانتهاء التهمة باستشهاد المتهم؟ إلا تخجلون؟ إلا ترحلون؟

 

لم يعد حلمنا التحرر من الاحتلال الصهيوني فحسب بل التحرر من فساد السلطة وأعوانها أولاً.

 

سوف يأتي يوم ليس ببعيد وتجمع كل القوى الفلسطينية شملها وتتوحد في وجه فساد هذه السلطة والتخلص منها فالشرفاء داخل السلطة كثر، ولكنهم مكبلين اليدين و القدمين كباقي الشباب بسبب سلاح عباس الذي يعد أشد فتكا عليهم من سلاح الصهاينة لأنه يعيش بينهم، ومصوب نحو صدورهم، ومن يعارض أو يخرج برأي يكون مصيره سجون عباس لا سجون الاحتلال.

 

لم يعد حلمنا التحرر من الاحتلال الصهيوني فحسب بل التحرر من فساد السلطة وأعوانها أولاً، يوم تحرر فلسطين من العملاء والفاسدين ستتحرر من الصهاينة على الفور.