محلل إسرائيلي: المصالح ترمي السيسي في أحضان ترامب
قال موقع "nrg” العبري إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبعكس سابقه أوباما ينوي استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ"احترام شديد"، فالحرب المشتركة والمصالح المتداخلة سوف تدفع كل واحد منهما إلى حضن الآخر، ولن يكترث الرئيس الأمريكي الآن لمسائل مثل انتهاك نظام السيسي حقوق الإنسان في بلاده، بحسب الموقع الإسرائيلي.
وأكد أن الاستقبال "الدفيء" المتوقع اليوم للسيسي في البيت الأبيض يمكن أن يصرف الأنظار الإعلامية والشعبية بالوليات المتحدة عن تبني ترامب عدد من المشاريع السياسية الفاشلة، وكذلك التحقيقات في مسألة علاقاته بروسيا والكرملين.
على النقيض من أوباما الذي أعطى ظهره لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي وتضامن مع المعارضة، وأراد إدارة العالم بألوان واضحة وفقا لتوجه أيدولوجي يتماشي والروح الليبرالية، تفضل الإدارة الجديدة دارسة الواقع من زاوية رؤية مختلفة تماما.
وتتبع المحلل الإسرائيلي "إيلي كلوتشتاين" العلاقات المصرية الأمريكية منذ خطاب الرئيس السابق أوباما بجامعة القاهرة عام 2009، وصولا لثورة 25 يناير 2011 قائلا :”لدى تعامله مع تلك الاضطرابات الإقليمية،ظلت القيم والأيدولوجية الأهم بالنسبة للرئيس أوباما، الذي وجد نفسه مضطرا لدعم الحسم الديمقراطي للشعب المصري بانتخاب "الإخوان المسلمين"لقيادة البلاد، أيضا عندما كان واضحا ثمن مثل هذا الموقف. إضافة إلى ذلك: عندما أُطيح بالإخوان على يد الجيش الذي بدا أنه خشي من تحول القاهرة لجناح إسلامي متدين آخر على طريقة داعش بالشرق الأوسط، رفض أوباما القبول بالواقع مرة أخرى، وقرر أن وصول الرئيس السيسي للحكم غير شرعية".
“رغم المحاولات في نهاية فترة أوباما لإذابة الجليد بين الجانبين، أدارت الإدارة منذ الانقلاب ظهرها للقاهرة بمفاهيم مختلفة، بما في ذلك إلغاء التدريبات العسكرية وصفقات السلاح، والإدانات الدولية العلنية. المصريون الذين لم يردوا طبعا بسعادة على إبداء الاحتقار الأمريكي، أو تحديدا على تعليق المساعدات العسكرية لبلادهم،ردوا على أوباما بما يستحقه. بما في ذلك من خلال تفتيش وزير الخارجية جون كيري باستخدام كاشف معادن قبل أحد لقاءاته مع السيسي".أضاف المحلل الإسرائيلي.
واعتبر " كلوتشتاين" أن كل هذا أصبح الآن من الماضي، فمع انتخاب ترامب كان واضحا أن الوضع يتغير، والدليل على ذلك يمكن تلمسه حتى قبل دخول الرئيس الأمريكي الجديد للبيت الأبيض، عندما نجح طاقمه في ديسمبر في التأثير على السيسي لسحب مشروع قرار يدين إسرائيل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
ولفت إلى أن ثمة صفات مشتركة تجمع السيسي وترامب، بدء من ميلهم للمباهاة بالصدام مع المنظمات الليبرالية والإعلام، مشيرا إلى أن ترامب وبعكس سابقه، لم يتطرق علانية لمسألة انتهاك حقوق الإنسان في مصر، كون المسألة على الأرجح لا تزعجه كثيرا.
وقال :”حتى إن كان انتهاك حقوق الإنسان في مصر يقض مضجع الرئيس الأمريكي في كل ليلة، فإن اختلاف الأسلوب بينه وبين أوباما، لا يجعل هذه المسألة تقف في طريقه لدفع مصالح أخرى، أكثر أهمية بالنسبة له".
ورأى المحلل الإسرائيلي أنه في حين كان أوباما أسير الليبرالية السياسية فإن ترامب يركز على الواقعية السياسية، لذلك فإن المصالح المهمة لبلاده كما يراها، تسبق علاقاته الشخصية، ومشاعره والأهداف الأخرى الأقل مركزية.
لكن كيف يستفيد السيسي وترامب من بعضهما البعض؟، يقول " كلوتشتاين":” يلعب الرئيس المصري دورا محوريا في مخططات ترامب، المعني باستغلال موقعه كرئيس أكبر دولة في العالم العربي وزعيم بارز بين السنة لدفع مسائل بعينها. على سبيل المثال، يعتبر السيسي محورا رئيسيا في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، في وقت يتزايد تأثيره سواء على حماس أو السلطة الفلسطينية بقيادة أبو مازن. ويتزايد دوره كونه رئيس إحدى الدولتين اللتين تربطهما معاهدة سلام مع إسرائيل".
“كذلك، يخصص السيسي جزءا كبيرا من وقته للحرب في جبهتين ضد تنظيم داعش الإرهابي، الأمر الذي ينسجم جيدا مع أحد الأهداف الرئيسية للرئيس الأمريكي، المعني بالقضاء تماما على الجهاديين في سوريا والعراق. يحتمل أيضا أنه من خلال استئناف العلاقات مع القاهرة تستطيع قوات الأمن الأمريكية تعلم شيئا أو شيئين عن الحرب على داعش”، زاد المحلل الإسرائيلي.
ومضى يقول :"لدى القاهرة أيضا الكثير لتربحه من اللقاء في البيت الأبيض: تنطلق المصلحة المصرية من الرغبة في الاستعانة بالولايات المتحدة في إعادة ترميم الاقتصاد المصري الفاشل، الذي يقف على سيقان دجاجة، وكذلك من حاجة نظام السيسي للحصول على سلاح حديث من الأمريكان يزيد من قوته في الحرب ضد مسلحي داعش".
كذلك فإن العلاقات الجيدة مع واشنطن يمكن أن تدفع السيسي للأمام أيضا على الساحة الدولية، انطلاقا من "هيبته" كوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين.
وفي نهاية تحليله رأى " كلوتشتاين" أنه من غير السابق لأوانه معرفة كيف سيدير ترامب علاقات بلاده مع القاهرة بشكل ذكي، خاصة في ضوء نيته إجراء تقليصات ضخمة على المساعدات الخارجية التي توزعها واشنطن على عدد من الدول بينها مصر، في وقت بات فيه المصريون في أمس الحاجة لتلك المساعدات لتعافي اقتصادهم.