واشنطن بوست: باستقبال السيسي.. ترامب ينقلب على أوباما وجورج بوش
"بزيارة السيسي، تنفذ إدارة ترامب تحولا حادا في السياسة الخارجية الأمريكية"
هكذا عنونت صحيفة واشنطن بوست تقريرا حول زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لواشنطن استجابة لدعوة من نظيره دونالد ترامب.
وأضافت: "كل من أوباما وجورج بوش الابن كانا ينتهجان خطة متوازنة بين الترويج لحقوق الإنسان والحاجة إلى الاصطفاف مع مصر لمصلحة الأمن القومي"
وإلى فقرات من المقال
عندما يستضيف الرئيس ترامب نظيره السيسي يوم الإثنين، سيكون أمامهما أجندة مزدحمة: الحرب ضد الإرهاب، الحروب المتعددة في الشرق الأوسط، أزمة اللاجئين، واقتصاد مصر الفقير، لكن ليس من المحتمل أن يناقشا، على الأقل علنا، محنة آية حجازي.
حجازي عاملة إغاثة تحمل الجنسية الأمريكية، وحبسها النظام المصري منذ حوالي 3 سنوات، ووجهت إليها اتهامات بارتكاب انتهاكات ضد أطفال كانت تسعى لمساعدتهم من خلال منظمتها غير الربحية.
وينظر إلى الاتهامات الموجهة ضد حجازي بالزائفة بشكل كبير.
إدارة أوباما لم تستطع أن تمارس ضغوطا للإفراج عن حجازي، بالرغم من استقبال مصر 1.3 مليار دولار مساعدات سنوية عسكرية.
بيد أن أوباما عبر عن اتجاهه من خلال عدم دعوة السيسي لزيارة البيت الأبيض.
وتحت إدارة السيسي، انتشر القمع. وزجت القوات الأمنية المصرية بعشرات الآلاف في السجون وارتكبت انتهاكات حقوقية، تتضمن التعذيب والاختفاء القسري لمنتقدين ومناهضين.
والآن أصبحت حجازي رمزا للتحول الحاد في سياسة الإدارة الأمريكية تجاه السيسي، من خلال وضع التعاون الأمني فوق حقوق الإنسان، واعتبار ذلك البارومتر الرئيسي للارتباط مع القادة الاستبداديين.
وفي الداخل المصري، تحارب مصر داعش في شمال سيناء، وتبذل تأثيرا إقليميا في أزمات متعددة مثل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والحروب في سوريا وليبيا واليمن.
زيارة السيسي تأتي بعد موافقة إدارة ترامب على استئناف مبيعات الأسلحة إلى البحرين ،وإلغاء شروط حقوق الإنسان التي كانت قد وضعتها إدارة أوباما.
البحرين، التي قمعت بشكل وحشي النشطاء وأغلبية الشيعة، تمثل حليفا أمريكيا حيويا آخر في الشرق الأوسط، وموطنا للأسطول الخامس الأمريكي.
ولم يذكر بيان البيت الأبيض الجمعة أي إشارة إلى السجل الحقوقي لحكومة السيسي.
وقال البيان: “ترامب يستهدف إعادة ترسيخ الالتزام الأمريكي العميق بأمن واستقرار ورخاء مصر".
وتابع البيان أن السيسي دعا إلى إصلاح واعتدال الخطاب الإسلامي، وبدأ إصلاحات اقتصادية شجاعة وتاريخية، وسعى إلى إعادة ترسيخ الدور القيادي الإقليمي لمصر.
زيارة السيسي إلى البيت الأبيض، تعد الأولى من رئيس مصري منذ 2009، وينظر إليها باعتبارها تبرئة لحكمه وقد تمهد الطريق لمزيد من القمع ضد المصريين، بحسب منتقدين.
وطالب منقدو الزيارة إدارة ترامب بضرورة إفراج السيسي عن حجازي والتعهد بضمانات أكثر لمنظمات المجتمع المدني.
من جانبها، قال سارة مارجون، مديرة مكتب هيومن رايتس ووتش بواشنطن: “إذا كان ترامب ملتزما بمبدأ "أمريكا أولا" في سياسته الخارجية، ينبغي إذن أن يتأكد من خروج الأمريكيين من السجون المصرية".
وتابعت: “ منح السيسي فرصة زيارة للبيت الأبيض يمثل نفوذا ضخما. مجرد فتح الأبواب للرئيس المصري دون إلزامه بشيء أمر صادم، لا سيما عندما تكون المصالح الأمريكية في خطر".
كل من أوباما وجورج بوش الابن كان ينتهجان خطة متوازنة بين الترويج لحقوق الإنسان والحاجة إلى الاصطفاف مع مصر لمصلحة الأمن القومي.
وضغط بوش على الرئيس مبارك، الذي عزلته ثورة الربيع العربي عام 2011، لتنفيذ إصلاحات ديمقراطية.
وكان أوباما قد اتخذ مؤقتا قرارا بتعليق مساعدات أنظمة الأسلحة إلى مصر بعد أن قتلت القوات الأمنية أكثر من 800 محتج في القاهرة في 14 أغسطس 2013.
وامتنع مسؤولو إدارة ترامب عن التعليق إذا ما كان الرئيس الجديد سيبذل ضغوطا على نظيره المصري في حقوق الإنسان.
لكن مسؤولا أمريكيا ذكر بشكل عام: “نهج الرئيس هو التطرق إلى هذه الأنواع من القضايا الحساسة سرا، ونعتقد أن هذه هي الطريقة الأكثر فعالية للترويج قدما لتلك الأمور، والحصول على نتائج إيجابية".
وردا على سؤال حول حجازي، قال مسؤولو البيت الأبيض إن الرئيس على علم بقضيتها لكنهم لم يعلقوا إذا ما كان ترامب سيثير القضية مع السيسي مباشرة.
وواصل مسؤول أمريكي: “سننظر إلى أفضل السبل لمناقشة هذا، لتعظيم فرصة الوصول لنتيجة إيجابية".
والتقى ترامب السيسي في سبتمبر، قبل شهرين من انتخابات 2016، وتحدث الثنائي هاتفيا بعد 3 أيام فحسب من تقلده الرئاسة.
وعلاوة على ذلك، كان السيسي الرئيس الأول الذي يهنئ ترامب على فوزه بالانتخابات، ووصف الرئيس الأمريكي السيسي بأنه "رجل رائع".