محلل إسرائيلي: السيسي يضغط على ترامب لاعتبار الإخوان إرهابية فهل يرفض عبد الله؟
قال "يوني بن مناحيم" المحلل الإسرائيلي للشئون العربية، إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يضغط بشدة حاليًا خلال زيارته لواشنطن على الرئيس الامريكي دونالد ترامب للإسراع في سن الكونجرس تشريعا يعتبر جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا، بزعم أن هذا سوف يساعده كثيرا في الحرب على الإرهاب.
لكن "بن مناحيم" خلص في مقاله المنشور على موقع "نيوز1” الأربعاء 5 أبريل بعنوان "الرئيس ترامب والإخوان المسلمين"، إلى أن ترامب لن يتعجل في إعلان قراره وينتظر رأي الملك الأردني عبد الله الثاني الذي يزور البيت الأبيض هو الآخر هذه الأيام، متوقعا رفض الملك مشروع القرار كون الجماعة تحظى في بلاده بتمثيل سياسي.
وختم بالقول إن الرئيس الأمريكي قد يتراجع عن إدراج الجماعة في قائمة الإرهاب، ويكتفي بإدراج أجنحتها في المنطقة كحركة حماس، أو التنظيمات المحلية في مصر.
إلى نص المقال
أحد المواضيع الهامة التي ينوي الرئيس ترامب بحثها مع الزعماء العرب الذين يزورون البيت الأبيض هذا الشهر، هو الحرب على الإرهاب الإسلامي المتطرف، واعتزام الإدارة الإعلان عن جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي.
السيناتور الجمهوري تيد كروز تقدم بالفعل للكونجرس بمشروع قرار للإعلان عن الجماعة كتنظيم إرهابي. في عهد إدارة أوباما جرى تجميد مشروع مماثل طرح على مائدة الكونجرس.
طرح الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يعد مقربا من الرئيس ترامب الموضوع أمام الرئيس الأمريكي وطالبه بالإسراع بعملية التشريع في الكونجرس.
تعاني مصر من مشكلة الإرهاب الشديد منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكم في 2013، تنفذ جماعة الإخوان بالتعاون مع حماس وتنظيم داعش بشمال سيناء عمليات إرهابية في البلاد لإسقاط النظام وإعادة الرئيس المعزول محمد مرسي الذي تجرى محاكمته للحكم.
قاد الرئيس السيسي عملية حظر جماعة الإخوان، واعتقل بعض قادتها وحوكموا بتهمة ارتكاب عمليات إرهابية، وفر البقية وحصلوا على ملاذ سياسي في تركيا وقطر.
يختلف الوضع في الأردن عن الوضع في مصر، فهناك لدى جماعة الإخوان حزب رسمي يمثلها يسمى “جبهة العمل الإسلامي” يحظى بـ 16 مقعدا في البرلمان.
إستراتيجية الملك عبد الله هي احتواء جماعة الإخوان. ورغم كونها حركة معارضة شرسة إلا أنا لا تعمل بالإرهاب. لذلك على الأرجح سوف يعارض الملك عبد الله فكرة الإعلان عنها كجماعة إرهابية، إذا ما سئل من قبل الرئيس ترامب.
قامت جماعات تابعة للإخوان المسلمين كحركة حماس وحركة النهضة في تونس بخطوات استباقية وقبل دخول الرئيس ترامب البيت الأبيض، أعلنوا عدم ارتباطهم بالإخوان المسلمين، وأنهم حركات إسلامية مستقلة، للحيلولة دون فرض الولايات المتحدة عقوبات ضدهم حال إقرار التشريع في الكونجرس.
ليس من المستبعد أن يكون توقيت نشر الميثاق السياسي الجديد لحركة حماس، الذي يحاول إظهارها كجماعة أكثر اعتدالا، وليست معادية للسامية، مرتبطا هو الآخر بالمباحثات المرتقبة في الكونجرس حول مشروع قانون اعتبار جماعتها الأم تنظيما إرهابيا. تدعم كل من تركيا وقطر جماعة الإخوان علانية بالمال والدعم السياسي.
لدى جماعة الإخوان المسلمين علاقات أيضا بإيران، رغم كونها جماعة سنية وإيران شيعية. تتلقى حركة حماس والجهاد الإسلامي في غزة المال والسلاح من إيران، ويجب التذكير أيضا بزيارة محمد مرسي لإيران في بداية حكمه لمصر.
يتخوف التنظيم الدولي للإخوان المسلمين جدا من نوايا إدارة ترامب تجاه الجماعة، وبحسب مصادر في الحركة فقد أنفقت أموالا طائلة واستأجرت جماعات ضغط وشركات استشارات إستراتيجية للعمل لصالحها في أروقة الإدارة الجديدة لمنع مشروع القرار في الكونجرس الذي يقضي باعتبار الجماعة إرهابية.
تقول مصادر في الجماعة أن “الإخوان” مرت بتجربة مماثلة قبل سنوات في بريطانيا، هناك شُكلت لجنة لفحص الموضوع بمشاركة خبراء، وأدت نتائجها في نهاية الأمر لاعتبار الجماعة شرعية وقانونية تماما.
إدارة ترامب بصدد قرار صعب، تقول تقارير عناصر الاستخبارات إن الجماعة تنفذ فعلا عمليات إرهابية في مصر وأن التنظيمات الإرهابية الأكثر قوة كالقاعدة وداعش وحماس قد خرجت من رحم “الإخوان المسلمين”.
كذلك يضغط الرئيس المصري السيسي على الرئيس ترامب للإسراع في سن القانون بالكونجرس، ويزعم أن مثل هذا التشريع سوف يساعده كثيرا في الحرب على الإرهاب.
في الأيام الماضية ظهرت بوادر على أن الرئيس ترامب لا يتسرع في دفع مشروع القانون في الكونجرس، بل وربما يتراجع عنه، ومن غير المستبعد أن يكون في انتظار الانتهاء من جولة اللقاءات مع الزعماء العرب من أجل بلورة موقفا نهائيا في الأمر.
وفقا لتقرير في صحيفة الحياة نشر 4 أبريل يدرس الرئيس ترامب إدراج أجنحة جماعة “الإخوان المسلمين” فقط بقائمة الإرهاب، أو التنظيمات المحلية في مصر.
يخشى ترامب من ردود أفعال حكومات عربية، تحظى جماعة الإخوان فيها بتمثيل في الحكومة أو البرلمان. وفقا لمصادر أمريكية سيتم حسم المسألة خلال الأسابيع القادمة.