الباييس: في لقاء السيسي.. ترامب يتجاهل حقوق الإنسان
لم تكن حقوق الإنسان أولوية لدى دونالد ترامب، الذي لم يهتم بالسجون المزدحمة بالمعارضين، وادعاءات التعذيب وقمع الحريات المدنية، والتقى الرئيس الأمريكي اليوم الاثنين بأذرع مفتوحة، نظيره عبد الفتاح السيسي، في محاولة لإعادة تنشيط العلاقات الثنائية، التي تجمدت في عهد باراك أوباما.
تحت هذه الكلمات نشرت جريدة "الباييس" الإسبانية زيارة حول زيارة الرئيس السيسي للولايات المتحدة.
"دعونا نفتح طريقا طويلا ورائعا" هكذا أعرب ترامب الذي أسس لمستقبل مشترك لإعادة التسليح ومكافحة الإرهاب، خلال استقباله السيسي بالبيت الأبيض.
وتقول الصحيفة "حصد المشير السيسي انتصارا عن طريق دخوله البيت الأبيض، كأول رئيس مصري يدخل المكتب البيضاوي في زيارة رسمية منذ عام 2009. والتي تجنبتها إدارة أوباما لسنوات".
عدم الاستقرار الإقليمي والتجاوزات، جعل واشنطن تبتعد مسافات، ورغم رفع بعض القيود عام 2015، ظلت هذه المسافات موجودة.
وتضيف الباييس "تعيش مصر، أياما مظلمة، بالهجوم على الإسلام الراديكالي إلى أبعد من الاضطهاد لحركة معارضة، والتضييق على الحقوق المدنية واستقلالية الصحافة والحرية الدينية".
كل هذا اختفى من جدول أعمال اليوم، كما أكد البيت الأبيض بالفعل، أن ترامب يفضل عدم مناقشة قضايا حقوق الإنسان علنا، ولكن نقلها إلى "مستوى أكثر سرية".
سحب الأشواك من طاولة الأعمال، جعل الرئيس الأمريكي على استعداد لمراجعة النقاط الثلاث الأكثر أهمية له: الإرهاب، وإنشاء درع مضاد لإيران في الشرق الأوسط وبيع أسلحة إلى "أعلى مستوى".
وضع الزعيمان كل من "داعش" و"القاعدة" في دائرة الضوء، وهو النقطة الاستراتيجية، بالنسبة لترامب والتي تمثل العدو الأكبر، والتي وعد أكثر من مرة بمسحها من على وجه الأرض.
"السيسي أيضا يحشد لاستئصال ومطاردة للإرهابيين، ولكن لا يخفي رغبة صعبة لتلبية طلبه بإعلان واشنطن جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية"، تضيف الباييس.
نقطة رئيسية أخرى لترامب وهي الإنجاز الأكبر من خطته لمنطقة الشرق الأوسط، بحثه على بذل مزيد من الجهود الدبلوماسية، بدعم من إسرائيل، لانضمام البلدان ذات الأغلبية السنية مثل مصر والسعودية والأردن إلى جبهة معادية لإيران. وتحقيقا لهذه الغاية، عقد كل من الملياردير صهره جاريد كوشنر، في الآونة الأخيرة اتصالات مكثفة مع القادة العرب. وكانت ردود السيسي جيدة وفقا للبيت الأبيض.
وفي حرص منه على استعادة الأرضية المفقودة مع إدارة أوباما، يسعى الرئيس المصري لإعادة توجيه العلاقات الثنائية وفتح الأبواب أكثر حماسة أمام شراء الأسلحة الثقيلة (F-16 المقاتلة والدبابات M1A1) التي تشكل المبدأ الأساسي لمحاربة داعش في شبه جزيرة سيناء.