موقع إسرائيلي: لماذا يمنح ترامب حضنا حميميا للسيسي؟
شن "يوآف كرني" مراسل موقع "جلوبس" الإسرائيلي هجوما لاذعا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لاستقباله نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، صاحب السجل السيء في مجال حقوق الإنسان على حد قوله.
وتحت عنوان "حقوق الإنسان، ليس هذا الأسبوع من فضلك"، وصف "كرني" سلسلة اللقاءات التي يجريها الرئيس ترامب في البيت الأبيض مع السيسي والملك الأردني عبد الله وكذلك الرئيس الصيني "شي جين بينغ" بـ"أسبوع الطغاة في البيت الأبيض".
وقال إن "اللطف" الذي تعامل به ترامب مع السيسي، وإغراقه بعبارات المديح والإطراء ليس بالأمر المعتاد حتى وإن جاء في إطار المودة في الدبلوماسية الدولية، فتلك العبارات مفاجئة في حد ذاتها بالنظر إلى شكل نظام السيسي.
ربما لأن وصول ترامب للبيت الأبيض في حد ذاته كان مرصوفا بتحدي كافة القواعد المسلم بها، الأمر الذي جعل الجنرال السيسيي يأتي على هواه ، فهو أيضا يكسر كل المسلمات.
وأضاف "كرني":لدى الولايات المتحدة بالطبع أسباب شرعية للرغبة في نجاح السيسي، وتفضيله على بديل الإخوان المسلمين. السؤال هو ما إن كانت مضطرة لمنحه حضن حميمي مثل هذا، وغض الطرف تماما عن ممارساته. لقد زج بـ 40 ألف مواطن في السجون (وفقا لمنظات حقوقية في مصر)، وتوفي 90 شخصا داخل النزنازين، غالبا نتيجة التعذيب والإهمال".
إطراء ترامب على السيسي يثير الدهشة أيضا- من وجهة نظر المحلل والمراسل الإسرائيلي- على خلفية البرود الواضح الذي أبداه الرئيس الأمريكي تجاه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي زارته الشهر الماضي، حين تهرب بشكل واضح من مصافحتها أمام عدسات الكاميرات.
وتساءل :”لماذا يفضل الرئيس الأمريكي ديكتاتور شرق أوسطي على زعيمة أكبر ديوقراطية في أوروبا. حتى وإن كان لديه أسبابه لدعم الطاغية العسكري المصري من منطلق المصلحة الوطنية للوايات المتحدة، فلم يكن مضطرا لجعل العلاقات سيئة مع أكثر الحلفاء المقربين والمخلصين لأمريكا في الغرب".
واعتبر "كرني" أن"حقوق الإنسان لا تلعب دورا رئيسيا في السياسة الخارجية لدونالد ترامب. وأن شعار "أمريكا أولا" ليس دعوة لحب البشرية. صحيح أن البيت الأبيض ألمح هذا الأسبوع أن وضع حقوق الإنسان في مصر جرى بحثه بتكتم بين ترامب والسيسي، لكن نائب وزير الخارجية لشئون حقوق الإنسان في إدارة أوباما، توم ملينوفيسكي، ذكَر أمس محاوره في الإذاعة أن العلانية هي جزء أساسي في الحرب من أجل حقوق الإنسان".
وختم مقاله قائلا :”السؤال هو كم من الوقت سيستمر هذا الوضع المؤقت. هل ينوي الجنرال السيسي العودة وبناء الحريات، أم أنه مثل فلاديمير بوتين، توصل لاستنتاج أن الديمقراطية الغربية لا تناسب بلاده؟ على أية حال، عاجلا أم آجلا سوف يعود السيسي ليجد نفسه في قائمةالخارجية الأمريكية المخصصة للأشخاص السيئين".
الخبر من المصدر..