تأجيل «عمومية الصحفيين».. تحصيل حاصل أم تكتيك انتخابي؟
بقرار بدا متوقعا لكثيرين من أعضائها، انتهت نقابة الصحفيين إلى تأجيل عقد جمعيتها العمومية التي تشمل إجراء انتخابات التجديد النصفي إلى السابع عشر من مارس الجاري، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني للحضور بواقع 50%+ 1 من عدد أعضاء النقابة المقيدين بجداول المشتغلين، البالغ عددهم نحو 8600 عضو، حيث كان يلزم حضور 4300 عضوا على الأقل إلا أنه لم يحضر سوى 1173.
ويشترط لانعقاد الجمعية العمومية بعد أسبوعين حضور ما لا يقل عن ربع عدد أعضائها من المقيدين بجداول المشتغلين.
مشهد متكرر، وتفاصيل تشابهت مع غيرها كثيرا على مدار السنوات الماضية، فما إن يتم الدعوة لجمعية عمومية في الجمعة الأولى من مارس للمشاركة في انتخابات التجديد النصفي التي تشمل ستة من مقاعد أعضاء المجلس بالإضافة إلى مقعد النقيب، حتى يبدو الإقبال متفاوتا بين ضعيف ومحدود، ثم ينتهي اليوم بالتأجيل لمدة أسبوعين لعدم بلوغ النصاب.
ورغم تباين تفسيرات الأعضاء لهذا التأجيل المتكرر إلا أنهم أجمعوا على أن التأجيل أمر متكرر ومألوف لهم.
الكاتب الصحفي، عبد المحسن سلامة، المرشح لمنصب نقيب الصحفيين، أرجع الفشل في عقد الانتخابات خلال أول جلسات الجمعيات العمومية إلى قانون النقابة الحالي، والذي وصفه بأنه جائر ومُعذب ويصعب عملية الانتخابات، إلى جانب كونه كفيلا بإسقاط النقيب “حسب حديثه”.
وقال سلامة، لـ "مصر العربية"، إن المشكلة في قانون النقابة إذ يمثل عائقا أمام اكتمال الجمعية العمومية من المرة الأولى، إلى جانب عقد الجمعية العمومية يوم الجمعة وهو يوم إجازة الصحفيين في الغالب.
وحول تصوره لتعديل القانون، أوضح سلامة، أنه لابد من تعديل القانون وحينها لن يكون هناك يوم جمعة للجمعية العمومية، ولن يتم إجراء الانتخابات خلال أيام الإجازات، متابعا: في ناس تعبانة وكبيرة في السن ليه تستنى كل ده، المفترض الناس تيجي تسجل وتنتخب واللي عايز يمشي هو حر".
فيما وصف الكاتب الصحفي، مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، ضعف الإقبال الذي أدى إلى التأجيل، بــ"تكتيك متنافسين، مشيرا إلى احتمال حضور صحفيين إلى مقر النقابة دون تسجيل أنفسهم بالكشوف.
واستطرد مكرم، في حديثه لـ "مصر العربية"،: كل من الطرفين المتنافسين يعلم أن الجمعية لن تكتمل من المرة الأولى، لذلك فهم يعتمدون على المرة الثانية التي تجرى بعد أسبوعين، وكذلك نظرا لكثرة أعداد الصحفيين أعضاء الجمعية.
كما استنكر محمد سعد عبد الحفيظ، مدير تحرير جريدة الشروق، ومرشح لعضوية مجلس نقابة الصحفيين تحت السن، قلة أعداد الصحفيين الحاضرين للتسجيل بالجمعية العمومية العادية.
وأضاف عبد الحفيظ، في تصريح لمصر العربية، أنه كان يتمنى أن يستشعر الصحفيون الأزمة التي تحيط بمهنتهم وينتفضوا لحضور الجمعية العمومية، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، معتبرا أن " كسل" الصحفيين للنزول من منازلهم يوم الجمعة لأنه إجازة، السبب الرئيس خلف تأجيل الجمعية العمومية.
ورأى الكاتب الصحفي، إبراهيم حجازي، أن عدم اكتمال الجمعية العمومية منذ المرة الأولى هو ما يحدث في الغالب، مشيرا إلى أنها أصبحت "عادة" أكتر منها موقف تتخذه الجماعة الصحفية.
وأكد حجازي، لـ " مصر العربية"، أن توجيه الاتهامات إلى قانون النقابة في فشل الجمعية العمومية مزايدات انتخابية لايجب طرحها، بالرغم من أن القانون بحاجة لتعديل لأنه أصبح قديما ولا يواكب الظروف الحالية للمهنة وأوضاعها.
ولفت إلى أن النقابة ملكا للصحفيين وبحاجة لتقديم الخدمات في طل الظروف الصعبة التي تواجهها الجماعة الصحفية من ارتفاع أسعار الطباعة، وأوضاع اقتصادية صعبة وكل هذه المشاكل يمكن حلها بالتضافر والتوافق.
وتدور المعركة الانتخابية حول منصب النقيب بين سبعة مرشحين أبرزهم النقيب الحالي يحيى قلاش والكاتب الصحفي عبد المحسن سلامه، فيما يتنافس على مقاعد المجلس سبعين صحفيا من مختلف المؤسسات الصحفية المصرية.