فيديو| والدة المتهم بتفجير الكنيسة: لن أصدق حتى أرى جثمانه.. ولولا المخبرون ما ترك المنزل

كتب: عبد الغني دياب - عربي السيد

فى: تقارير

03:13 13 ديسمبر 2016

عطفة صغيرة مفتوحة على ممر ضيق، يأخذك لمنزل ريفي، ربما يرجع بناؤه لما يزيد عن عشرين عامًا، بوابة حديدية تنبئ عن حال سكان الدار، التى تقول السلطات إن إرهابيًا كان يسكنها، وفجر نفسه أول أمس الأحد بالكنيسة البطرسية بالقاهرة، بينما الأسرة ترفض تصديق الرواية الرسمية التى قالها رئيس الجمهورية.

 

ساعة ونصف تحديدا هي الفاصلة بين العاصمة(القاهرة) وقرية "منشية عُطيفة" التابعة لمركز سنورس بالفيوم، التى تسكن فيها أسرة محمود شفيق محمد مصطفي، المتهم بتفجير الكنيسة البطرسية، الذى راح ضحيته 25 قتيلا و49 مصابا، بحسب بيانات رسمية، التقينا هناك بوالدته التى تشكك في الرواية الرسمية.


 

من خلف نقابها الأسود، تقول السيدة التى يقارب سنها الخمسين عاماً، إنها لن تصدق أن ولدها هو من نفذ التفجير حتى ترى جثمانه وتتأكد بنفسها.

 

وتضيف أنها لا تستبعد أن تكون التهمة ملفقة لابنها، وقام بها آخر وتريد الحكومة إلصاقها به.
 

وتروي الأم حكاية ابنها الذى صار حديث العامة والخاصة، في الساعات الأخيرة من منتصف أمس الاثنين، بأنه ألقي القبض عليه في العام 2014، وهو عائد من درس خصوصي بمركز سنورس، التابع لمحافظة الفيوم، هو وأحد أصدقائه.

 

وبحسب السيدة لفقت السلطات لابنها قضية بالتظاهر وحمل السلاح، والانضمام لجماعة إرهابية إلا أنه أفرج عنه بعد 50 يوما تحديدا.
 

لكن الأمور لم تتوقف عند قرار النيابة العامة بالإفراج عن محمود شفيق، فكما تقول والدته كانت تحضر للمنزل قوة شرطية بين اليوم والآخر، للبحث عنه وكان ينصرف قبل حضورهم.

 

في ديسمبر الماضي أبلغ محمود شفيق أسرته بحسب الرواية التى ذكرتها والدته لـ"مصر العربية" أنه سيغادر المنزل، حتى لا يقع في يد الأمن مرة أخرى، ولا يعرض شقيقاته البنات للإحراج بدخول رجال المباحث وأفراد الأمن عليهن بين الحين والآخر.

 

وتستطرد السيدة، أنها لم تر ابنها منذ هذا التوقيت إلا أنه كان يطمئن عليها بين الحين والآخر عبر اتصال هاتفي، كان يأتيها كل أسبوعين تقريبا، كاشفةً أن آخر مرة هاتفها كان قبل 15يوما تحديدا.

 

الحديث الذى دار مع والدة المتهم لم يكن هادئا على الإطلاق، فبعد دقائق من الحديث، بدأت السيدة في لملمة دموعها من خلف النقاب، لتكمل حكاية ابنها الذى لم يتجاوز 22عاماً، بأنه لا يمكن أن يُقدم على مثل هذا الفعل، فهو من أوائل الثانوية العامة، وحصل على المركز الخامس على مستوى المحافظة، وحاليا يدرس في الفرقة الثالثة بكلية العلوم.


وتضيف أنه لولا المطاردات الأمنية ما كان ليترك ابنها القرية، مرجعة أسباب القبض عليه لوشاية أدلى بها بعض المخبرين الموجودين بالقرية. على حد قولها.

 

السيدة التى صعقت من كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم وهو يكشف عن تفجير ابنها للكنيسة البطرسية تشير إلى 3 فلذات من كبدها خلعت اليوم، فلم يقتصر الأمر على اتهام الأب الأوسط بين الثلاثة الذكور بتنفيذ التفجير، فحضرت قوة من مباحث أمن الدولة واصطحبت أخاه الأكبر محمد شفيق أول أمس الأحد.


 

وتقول السيدة إن ابنها الأكبر يعول أسرتين بعد موت زوجها الذى كان يعمل صولًا في الجيش المصري قبل عام ونصف، مشيرة إلى أنه متزوج وأنجب قبل شهور طفلين توأم وبعد أن غادر أخوه المنزل أصبح هو المسؤول عن أسرته التى تسكن في الطابق الثاني من البيت إضافة لأمه وثلاث بنات أخريات يعيشن مع الأم.

 

لكن الأمور لم تتوقف على هذه الحد فبحسب الأم قبض على شقيقه الأصغر في فبراير الماضي هو الآخر رغم أنه جندي بالقوات المسلحة ولم ينهِ فترة تجنيده الإلزامية حتى الآن.

 

وتنفي السيدة تهمة الإرهاب عن أسرتها مستدلة بالزوج الذى كان يعمل بالجيش، والابن الذى كان يخدم بالقوات المسلحة حتى ألقى القبض عليه.

 

وبخصوص المكالمات التلفونية التى كانت تتلقاها السيدة من ابنها المتهم تقول إنه لم يكن يشرح فيها أى تفاصيل عن حياته خوفًا من أن يكون الهاتف مراقب أمنيًا، كانت عبارة عن رسائل للاطمئنان وفقط.

شاهد الفيديو:

اعلان