قوات المعارضة تتوحد
قصف لا يتوقف وقتلى بالمئات .. إلى متى تصمد حلب الشرقية؟
"مقبرة ضخمة" تحذير أطلقه مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، ستيفن أوبراين، بأن هذا سيكون مصير حلب الشرقية إن إذا لم تتوقف المعارك، مع استمرار عدم إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان.
وقال خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن إن 25 ألف مدني فرّوا من شرق حلب منذ السبت الماضي.
ومنذ أن بدأ النظام السوري وحلفاؤه الروس والإيرانيين والميليشيات الشيعية العراقية واللبنانية الحملة الشرسة منتصف شهر نوفمبر على حلب الشرقية إحدى أكبر معاقل المعارضة المعتدلة باستخدام القصف العنيف خلفت مئات القتلى والجرحى في ظل عدم وصول المساعدات والأدوية، بهدف تركيعها، ويبقى السؤال الأهم إلى متى تستطيع المدينة الصمود؟
"القنابل العنقودية، والفسفورية، والفراغية والصواريخ المظلية، والبراميل المتفجرة، والغازات السامة والقصف المدفعي، والمروحيات" كلها وسائل يستخدمها النظام السوري والروسي في محو مدينة حلب لاستئصال المعارضة.
جيش حلب
وكمسعى للتوحد اتفقت فصائل المعارضة السورية المسلحة على حلِّ نفسها وتشكيل كيان موحد باسم "جيش حلب"، بقيادة أبو عبد الرحمن نور قائدا عاما وأبو بشير عمارة قائدا عسكريا.
وترفض المعارضة بأي حال من الأحوال الاستسلام أو الانسحاب من حلب الشرقية التي يصمم النظام السوري على حسمها عسكريا لصالحه معتبرا أنها الفيصل في الحرب السورية الدائرة منذ 5 سنوات.
استهداف النازحين
وفي حلب لا حرمة لأحد سواء كان طفلا أو امرأة أو شيخا، محاربا أو مسالما، فرغم إدعاء النظام السوري والروس بتوفير ممرات آمنة لنزوح المدنيين إلا أن غارات النظام جاءت لتزمق أشلاء العائلات النازحة من حي جب القبة في مدينة حلب المحاصرة.
وأظهر فيديو مقتل الكثير من النازحين أثناء محاولة فرارهم من حلب، والذين قد يصل عددهم إلى أكثر من 20 شخصا معظمهم من النساء والأطفال والمسنين.
قادرة على الصمود
وفقما يعتقد ميسرة بكور رئيس مركز الجمهورية للدراسات وحقوق الإنسان السوري فإن حلب الشرقية تستطيع الصمود إلى أطول وقت ممكن، ولكن للصمود عوامل ومقومات كثيرة، وهي شبه منعدمة في حلب "الشهيدة".
وعدد في حديثه لـ"مصر العربية" المقومات أولها إمدادات السلاح الواصلة للثوار في أحياء حلب وسبب انعداهما تحيد تركيا بسبب إغراقها بملفات كثيرة داخلية مثل "الإرهاب " وخارجية يتعلق بالوضع في سوريا والموصل في العراق وتنامي نمو التنظيم المتطرف حزب العمال الكردستاني وتفرعاته في المنطقة وسيطرتهم على مناطق واسعة في سوريا والعراق وما يتلقاه من دعم غربي بجانب موقف الاتحاد الأوروبي من تركيا.
السبب الآخر مايشاع عن تقارب بين الرئيس الأمريكي المنتخب دونلاد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأمر الذي يجعل تركيا تدور في حلقة مفرغة خاصة بعد محاولتها التقارب مع روسيا بسبب الموقف الأمريكي منها.
الفيتو الأمريكي
ويكمل بكور:" مازال الفيتو الأمريكي على الدعم العربي الخليجي تحديدا قيد التنفيذ الصارم ولا رغبة لدول الخليج في مناكفات مع أمريكا في المرحلة الانتقالية".
ولفت إلى ضيق المساحات التي تسيطر عليها الثورة ما يجعل حرية التحرك والتنقل محدودة ومقيدة في أماكن ضيقة ما يضعف التخطيط الاستراتيجي والانتقال إلى أعمال تكتيكية للحفاظ على الأرض في انتظار تغير ما في الموقف الدولي.
وتابع المحلل السوري:" مشكلة قلة الموارد بسبب الحصار وزيادة عدد النازحين من الأحياء التي سقطت بيد الروس وإيران خلقت واقعا جديدا ومشكلة كبيرة تحتاج لموارد لإدارتها من تأمين المساكن والدواء والغذاء لهم".
تغير المشهد برأي بكور يكون بقرار دولي أو تمرد عربي على فيتو أمريكا يسمح بتزويد المعارضة بأسلحة فتاكة "مضاد طيران" مع تحريك جبهتي حماه والساحل.
واستطرد:" ماذا لو تم الضغط على الأردن التي توافقت مع إسرائيل وروسيا لتحييد جبهة درعا وتم فتح تلك الجبهة ستنقلب الموازين على الروس في دمشق أقلها سحب جنود من حلب لتغطية جبهة الجنوب بدرعا".
وعن استهداف النازحين قال بكور:" نظام دمشق من لديه استراتيجية واضحة انتهجها منذ الثمانينيات خاصة في حماه بسحق كل من يفكر بالاعتراض على نظامه".
ورأى أن النظام ليس بحاجة لمزيد من الإرباك يعيق تقدمه في حلب مثل إيواء نازحين وتقديم خدمات لهم في وقت يعاني من تقديم مقومات الصمود لمن سماهم "مرتزقته" من ماء وطعام وسكن.
سقوط مرتقب
اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري رجح سقوط حلب الشرقية بيد النظام السوري في غضون أيام، مؤكدا أنها لم تعد تستطيع المقاومة طويلا في ظل الهجمة الشرسة عليها والصمت الدولي.
وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أن سقوط حلب يعني انتصارا كبيرا للنظام السوري، وربما يعني الشروع في إحلال نظام جديد لأن الغرب لن يقبل باستمرارية بشار الأسد.
وأكد أن حلب بالنسبة للنظام السوري وحلفائه هي أكثر من نصف الحرب، فهو يعلم أن فلول المعارضة في باقي المحافظات ستكون ضعيفة والقضاء عليها سيكون أسهل ومسألة وقت.