حصار وإبادة بأسلحة محرمة
بتواطؤ أمريكي .. حلب تمحى من الخريطة
بينما ينشغل العالم بماذا سيفرز اختيار مرشح الحزب الجمهوري دونلاد ترامب رئيسًا لأكبر دولة في العالم الولايات المتحدة الأمريكية تباد مدينة حلب السورية بتدمير غالبية مبانيها، إضافة لأنهار الدماء اليومية التي ينزفها أهلها، في ظل صمت دولي كبير.
حلب الشرقية أبرز معاقل المعارضة المعتدلة تتعرض لحصار وقصف يومي مكثف من أجل إخضاعها لسيطرة نظام بشار الأسد بمعاونة روسيا وإيران والميليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية، حتى يمتد القتال لمحافظة إدلب المعقل الأخير للمعارضة.
الطيران الروسي والسوري لم يفرق بين مبنى وآخر، فالمستشفيات في حلب أصبحت أهدافا مباشرة للقصف الجوي، فمنذ يومين تم استهداف 3 مستشفيات بينهم مستشفى للأطفال، وفقا لاتحاد المنظمات الإغاثية الطبية السورية.
توقف المستشفيات
وأعلنت مديرية الصحة في مدينة حلب، شمالي سوريا، عن توقف العمل داخل كل المستشفيات، جراء القصف الممنهج والمستمر على المدينة منذ عدة أسابيع.
و بلغ عدد ضحايا القصف الجوي على أحياء حلب الشرقية شمالي سوريا 106 مدنياً خلال 72 ساعة الماضية علاوة على و 190 جريحا، ومن بين حالات القتل الاختناقات بسبب القصف ببراميل متفجرة تحتوي على الغاز السام.
وتتحدث المواقع السورية عن سقوط 80 قتيلا اليوم وهو اليوم الثالث للتصعيد العسكري الكبير في حلب.
أسلحة محرمة
"القنابل العنقودية، والفسفورية، والفراغية والصواريخ المظلية، والبراميل المتفجرة، والغازات السامة والقصف المدفعي، والمروحيات" كلها وسائل يستخدمها النظام السوري والروسي في محو مدينة حلب لاستئصال المعارضة.
صحيفة "إيزفيستيا" الروسية كشفت أن "حزب الله" ضاعف مجموع وحداته العسكرية بمقدار مرة ونصف المرة في سوريا، حيث لواء آخر من مقاتليه إلى سوريا، وتوجهت القوة العسكرية الجديدة إلى ضواحي مدينة حلب.
الطريق إلى إدلب
هذه القوة لن تكون مهمتها السيطرة على حلب وحسب ولكن وبعد انتهاء عملية السيطرة على المدينة، ستشارك هذه القوة في الهجوم على مدينة إدلب، المعقل الرئيسي للمعارضة المعتدلة.
وبحسب الصحيفة فإن بعد تمكن الجيش السوري من إحكام الطوق على أحياء حلب الشرقية، وصد محاولات كسر الطوق كافة، يجري تشكيل قبضة ضخمة من أجل تطهير المدينة وضواحيها، وتطوير الهجوم بعد ذلك إلى مدينة إدلب.
وفي هذه الغضون حذرت الأمم المتحدة من التدهور الشديد للوضع الإنساني في مدينة حلب بسبب انقطاع إمدادات الغذاء والدواء في ظل الحصار، والحملة العسكرية الجوية والبرية الجديدة على المدينة.
"السكان المحاصرون في شرق حلب يواجهون لحظة قاتمة جدًا في ظل انعدام المساعدات الغذائية والطبية، واقتراب فصل الشتاء، وتوقع هجوم واسع النطاق قد تشنه قوات النظام السوري والمجموعات المسلحة المتحالفة معها" كان هذا ما قاله يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالأمس.
وترفض كل الأطراف دخول القوافل الإغاثية في المناطق المحاصرة بحلب، وتكتفي روسيا بالموافقة دون تطبيق على الأرض.
ويعيش في أحياء حلب المحاصرة نحو 300 ألف مدني يعيشون في وضع بالغ الصعوبة.
حرب إبادة
تيسير النجار المحلل السياسي السوري رأى ما يحدث في حلب وغيرها حرب إبادة ليست حديثة ولكن تجري على مراحل.
وأشار في حديثه لـ"مصر العربية" أن النظام الروسي والسوري يريدان محو حلب حتى يصلوا لإدلب ومن ثم القضاء عليها.
وعن سلبية الموقف الأمريكي المفترض أنه داعم للمعارضة المعتدلة قال النجار إن أمريكا عادت خطوات للوراء لحساب روسيا.
صفقة أمريكية
التفاهم الروسي الأمريكي يقضي بحسب المحلل السوري على الاتفاق بأن شرق الفرات يكون بامتياز للتحالف الدولي الذي تقوده أمريكا وغرب الفرات لروسيا وحلفائها.
وذكر أن ريف دمشق يتعرض لقصف هو الآخر أشد من حلب، مبينا أن النظام السوري والروسي يتعاملان بمنطق الاستسلام أو الإبادة لا خيار ثالث.
ودلل النجار على حديثه بأن المناطق التي عقدت هدنة مع النظام الروسي مثل درايا ومضايا والزبداني والمعظمية ما زالت تتعرض للحصار وتموت جوعا.
زكريا عبدالرحمن الخبير السياسي السوري رأى أن إبادة حلب نتاج طبيعي للصفقة الأمريكية بتسليم حلب لروسيا، بل تسليم الملف السوري بالكامل لموسكو.
شرق أوسط جديد
وأكمل أن أمريكا وروسيا يمهدان لشرق أوسط جديد بتمزيق الممزق، وموسكو تخدم التوجه الأمريكي.
ورأى أن ترامب جاء ليعلن صراحة عن الاتفاق الأمريكي بالتحالف مع روسيا والتقارب معها على حساب المعارضة المعتدلة والشعب السوري، والحجة ستكون محاربة الإرهاب خاصة تنظيم داعش.
وأعلن البيت الأبيض اليوم الجمعة أن أوباما وزعماء أوروبيين عبروا -في ختام محادثات ببرلين- عن قلق بالغ إزاء الوضع الإنساني في حلب، وطالبوا بوقف الهجمات على الفور