والجوع ينهش الأحياء..

12 يوما من القصف.. لا حياة في حلب

كتب: أيمن الأمين

فى: العرب والعالم

13:01 26 نوفمبر 2016

 

12 يوما من القصف والعدوان الروسي والأسدي على شرقي حلب أحرق المدينة وحوَّلها لكومة من الركام، قصف لم يرحم أحد، حول كل شيء في المدينة لمجرد ذكرى أليمة.

 

الأيام في حلب متشابهة، قصف بالليل وحصار بالنهار، الأحياء تفترش شوارعها بجثث الأطفال والنساء، والحدائق والمتنزهات تحولت إلى مقابر جماعية، والمشافي والمدارس لم يعد لها وجود.. هكذا حلب والتي تقصف لليوم الثاني عشر بلا هوادة.

 

المقاتلات الروسية والأسدية لم تتوقف عن قتل وإراقة دماء أهالي حلب، ففي 12 يومًا فقط فقدت حلب قرابة 1000 شخص بين قتيل وجريح، ودمار في الأبنية السكنية والمحال التجارية، حتى الأشجار لم تسلم من بطش الروس.

 

وبالموازاة مع ذلك، تتزايد أعباء الحصار على نحو 300 ألف شخص محاصر في الأحياء الشرقية لحلب، وبات السكان المحاصرون لا يجدون ما يسدون به رمقهم، حتى اضطر بعضهم إلى "نبش القمامة بحثا عن طعام، ويجمعون الحطب أيضاً من الأبنية التي تعرضت للقصف"، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.

ويزداد وضع السكان المحاصرين سوءاً مع قدوم فصل الشتاء، ونقص الغذاء والدواء والوقود.

 

وواصل طيران نظام بشار الأسد، وسلاح الجو الروسي، الغارات الجوية العنيفة على أحياء حلب، ما تسبب بسقوط ضحايا من المدنيين، فيما تعاظمت معاناة السكان المحاصرين شرق حلب وبات الحصار يهدد حياتهم.

 

وارتفعت حصيلة ضحايا المدنيين في مدينة حلب لأكثر من 200 شخص، بينهم نساء وأطفال، في اليومين الآخرين، في قصف للطيران الروسي ونظام الأسد على مناطق متفرقة في حلب المحاصرة وريفها. حيث قتل113 شخصًا بينهم 7 نتيجة القصف الذي استهدف معمل جويد للتغليف في بلدة المنصورة بريف حلب الغربي، كما سقط 12 آخرون في بلدة تقاد.

أما في حلب المدينة، التي تعاني أحياؤها حصارًا خانقًا، تزامنًا مع حملة جوية عنيفة، فقد سقط خمسة أشخاص في حي الشعار، وخمسة في كرم حومد، وخمسة في الصاخور، وخمسة في المشهد.

 

وقتلت الغارات الروسية والسورية أيضا، 44 مدنيا في مدينة حلب، كما سقط ضحايا مدنيون في غارات بإدلب وريف دمشق فضلاً عن تعطل مستشفى، كان آخر آمال السوريين للعلاج.

 

فائق بكرو، أحد أهالي حلب، روى لـ"مصر العربية" بعضا من المشاهد المرعبة التي يتعرض لها أهالي مدينته المحاصرة، قائلا: "آلاف الأسر لا تزال عالقة في حلب الشرقية، الحصار والتجويع يفتك بالجميع، والمجاعة مصير حتمي.

 

وأوضح أحد أهالي حلب أن المدينة المحاصرة تحولت لكومة من الركام، الحياة لم تعد موجودة، فلا مكان في حلب إلا للموت، مضيفا: "القنابل العنقودية والغاز السام والصواريخ المحرمة دوليا قتلت الجميع.

وتابع: "الناس هنا يأكلون من الزبالة، ما في طعام ولا شراب، نموت من الجوع، وللأسف انتزعت الرحمة من قلوب العالم.

 

موفق النعمان أبو صغر الخبير العسكري السوري قال إن نظام الأسد مصر على تطبيق سياسته المعتادة مع المناطق المحاصرة القائمة على "الجوع أو الاستسلام"، وهو الآن يطبقها في حلب، ويريد تقسيم والمدينة وفصل حلب الشرقية عن حلب الشمالية.

 

وأوضح النعمان لـ"مصر العربية" أن الوضع في حلب كارثي، أيام قليلة وستسقط المدينة، قائلا: "لولا إصرار المعارضة على الاستسلام رغم فرض الحصار والتجويع، لكانت سقطت حلب منذ أشهر.

 

وأشار إلى أن المعارضة تتجه لفتح جبهات قتالية جديدة، لإيقاف التقدم الأسدي والروسي، ولفك الحصار عن المدينة، كما حدث في محركة تحرير حلب قبل أشهر.

من جانبه، قال محمد عارف شريفة عضو مجلس المدينة الذي تديره المعارضة إن المنظمات الخيرية والأهلية ليس لديها أغذية لتوزعها على المحتاجين و"الجوع بدأ يظهر في بعض الأسر."

 

وأضاف أنه يوجد شعور بعدم الرضا بين بعض المدنيين خصوصاً في المناطق الأشد فقرا لأنهم لا يجدون عملا أو دخلا والأسعار مرتفعة. وفقا للسورية نت.

 

من جهتها، قالت الأمم المتحدة إن آخر حصص غذائية وزعتها في حلب كانت في 13 نوفمبر الجاري. وقال يان إيجلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، يوم الخميس، إن المعارضة السورية وافقت على خطة لتسليم مساعدات إنسانية ومعدات طبية لكن المنظمة تنتظر موافقة من روسيا ونظام الأسد.

وأضاف قائلاً ردا على سؤال عما إذا كانت توجد أي خطة بديلة: "من نواح كثيرة فإن الخطة البديلة هي أن يموت الناس جوعا". وقال إنه لا يمكن السماح بحدوث ذلك.

 

ويشار إلى أن أعداد المدنيين تجاوزت الـ1000، بين قتيل وجريح، منذ بدء الحملة الجوية لنظام الأسد في الخامس عشر من الشهر الحالي نوفمبر.

 

ويشنّ النظام السوري قصفاً عنيفاً على الأحياء الشرقية في حلب المحاصرة، أدّى إلى مقتل وجرح مئات المدنيين خلال الأيام الماضية، في حين دمرت الغارات آخر مستشفيات المنطقة، وأجبرت المدارس على إغلاق أبوابها.

 

ويعيش في أحياء حلب المحاصرة نحو 300 ألف مدني يعيشون في وضع بالغ السوء، حيث يزداد الوضع سوءاً مع استمرار القصف والحصار الخانق المفروض على المدينة منذ مطلع سبتمبر الماضي.

 

 

اعلان