ترامب يلمح إلى إمكانية التخلي عن سياسة "صين واحدة"
ألمح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى إمكانية تخلي إدارته المقبلة عن الإلتزام بسياسة "صين واحد" التي ترسم طبيعة العلاقات بين واشنطن وبكين منذ نحو 4 عقود.
جاء ذلك في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، مساء الأحد، والتي تطرق خلالها إلى احتجاج بكين على قيامه باستقبال مكالمة هاتفية من رئيسة تايوان، تساي اينغ وين، في الثاني من الشهر الجاري.
وردا على احتجاج بكين على اتصاله برئيسة تايوان، قال ترامب: "لا أريد أن تملي علي الصين ما يجب أن أفعله".
وأضاف: "أتفهم تماما سياسة صين واحدة لكن لا أعرف لماذا علينا الالتزام بهذه السياسة إذا لم نبرم اتفاقا مع الصين يتعلق بأشياء أخرى بما في ذلك التجارة".
وجدد ترامب اتهامه لبكين بعدم التعاون مع واشنطن في مجال أسعار صرف العملات.
وقال: "نتأثر جداً بخفض قيمة العملة الصينية"، معتبراً أن هذه السياسة النقدية لبكين تسمح بتحفيز الصادرات الصينية في مواجهة نظيرتها الأمريكية.
ولفت إلى أن "الصين تفرض رسوماً على منتجاتنا عبر الحدود، بينما لا نفرض نحن رسوماً على بضائعهم".
وهاجم ترامب السياسة الدفاعية للصين أيضاً، لافتاً إلى أن بكين "تبني حصنا هائلًا في بحر الصين الجنوبي".
وتمثل جزر بحر الصين الجنوبي الغني بالنفط والغاز الطبيعي والموارد السمكية، موضع نزاع بين تايوان والصين وبروناي وماليزيا وفيتنام والفلبين، منذ وقت طويل، وتدعي الصين امتلاكها حقوقاً على كامل بحر الصين الجنوبي، وتحاول بناء جزر اصطناعية هناك.
ومدافعاً عن نفسه بشأن تلقى مكالمة هاتفية من رئيسة تايوان، قال ترامب إنه كان من المهين عدم الرد على اتصال اينغ وين، التي كانت تريد تهنئته بفوزه في الانتخابات.
وأكد أنه "أُبلغ بهذا الاتصال قبل ساعات فقط على تلقيه، وليس قبل أشهر أو أسابيع".
وردًا على هذه تصريحات ترامب هذه، حذرت صحيفة صينية اليوم الإثنين، من أن "سياسة الصين الواحدة غير قابلة للتفاوض"، مؤكدةً أن التخلي عنها قد يدفع بكين إلى تقديم الدعم لأعداء الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية في مقال لا يحمل توقيعاً نشر على موقعها الالكتروني، أن "سياسة الصين الواحدة لا يمكن المساومة عليها"، واصفاً ترامب بأنه "جاهل في الدبلوماسية تماماً كطفل".
وحذر المقال من أنه إذا دعمت الولايات المتحدة استقلال تايوان وزادت مبيعات الأسلحة للجزيرة، فإن الصين قد تقدم الدعم "لقوى معادية للولايات المتحدة".
وتساءلت الصحيفة: "ما الذي يمنعنا من دعم القوى المعادية لواشنطن بشكل علني أو سري؟".
كانت مكالمة ترامب مع رئيسة تايوان أول اتصال من نوعه مع تايوان من رئيس أمريكي منتخب أو رئيس أمريكي في السلطة منذ أن حول الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الاعتراف الدبلوماسي من تايوان إلى الصين عام 1979 واعترف بتايوان كجزء من "صين واحدة".
وترى بكين، التي تعتبر تايوان "إقليما منشقا"، أن ترامب خرق بهذا الاتصال الهاتفي المباشر أحد مبادئ الدبلوماسية الأمريكية منذ أربعين عامًا.