«إياكم والنهج الفاشل».. واشنطن تصادر من فلسطين حق «رفض صفقة القرن»

كتب: أحمد علاء

فى: العرب والعالم

13:59 01 فبراير 2020
لم تكتفِ الإدارة الأمريكية بالبنود المجحفة التي وردت في خطة السلام المعروفة إعلاميًّا بـ"صفقة القرن"، لكنّها صادرت على الجانب الفلسطيني حق الإعراب عن الاستياء من الصفقة.
 
السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، كيلي كرافت، حذَّرت الفلسطينيين من التعبير عن استيائهم من خطة السلام الأمريكية في المنظمة الدولية، وقالت إنّ هذا الأمر لن يؤدي إلا إلى تكرار ذات النهج الفاشل للعقود السبعة الماضية، وفق تعبيره.
 
التحذير الأمريكي يأتي ردًا على تصريحات السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور الذي قال يوم الأربعاء الماضي، إنّه من المقرر أن يلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمة عن الخطة أمام مجلس الأمن الدولي خلال الأسبوعين القادمين، وعبر عن أمله في أن يصوت المجلس على مشروع قرار بهذا الشأن.
 
 
ومن المؤكّد أن الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض "الفيتو" ضد مثل هذا المشروع، ما يسمح للفلسطينيين بالتحول بمشروعهم إلى الجمعية العامة بالأمم المتحدة، المؤلفة من 193 عضوًا، حيث سيكشف التصويت هناك عن مدى قبول المجتمع الدولي لخطة إدارة ترامب للسلام في الشرق الأوسط.
 
ونقلت وكالة "رويترز" عن السفيرة الأمريكية قولها: "إذا كان الرد الأولي للفلسطينيين على الخطة متوقعًا، لماذا لا يأخذون هذا الاستياء ويستخدمونه بدلا من ذلك في المفاوضات؟.. نقل هذا الاستياء إلى الأمم المتحدة لا يؤدي إلا إلى تكرار ذات النهج الفاشل للعقود السبعة الماضية.. دعونا نتجنب تلك الشراك وبدلا من ذلك نعطي السلام فرصة".
 
وأضافت كرافت: "الولايات المتحدة مستعدة لتسهيل إجراء المحادثات، ويسعدها لعب أي دور يساهم في دفع خطة السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل".
 
 
من جانبها، قالت بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة إنّها تستعد لمساعي الفلسطينيين في سبيل تحرك في مجلس الأمن، موضحةً أنّها تعمل على إفشال هذه الجهود وستقود حملة دبلوماسية منسقة مع الولايات المتحدة.
 
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن يوم الثلاثاء الماضي، خطته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقال إنّ الخطة هي مسار قوي للأمام، مؤكدًا سعي بلاده لحلول واقعية تجعل المنطقة أكثر استقرارًا.
 
وأضاف أنّ "خطته تؤّكد بقاء القدس عاصمة غير مجزأة لإسرائيل"، لافتًا إلى إنشاء لجنة مع إسرائيل لجعل خريطة السلام واقعية.
 
وأشار ترامب إلى أنّ الشعب الفلسطيني يستحق حياة أفضل، مؤكّدًا أنّ خطة السلام تتضمّن دولة فلسطينية متصلة الأراضي، مشدِّدًا على أنّ "القدس العاصمة الموحدة لإسرائيل"، وقال: إنّ خطته قد تكون الفرصة الأخيرة للفلسطينيين للحصول على دولة مستقلة.
 
 
وأوضح أنّ خطته للسلام تتألف من 80 صفحة وهي الأكثر تفصيلا على الإطلاق، وتابع: "خطتي ستمنح الفلسطينيين عاصمة في القدس الشرقية، حيث سنقوم بافتتاح سفارة لنا فيها.. من المنطقي أن نقوم بالكثير من أجل الفلسطينيين وإلا فلن يكون الأمر منصفًا".
 
ولفت إلى تشكيل لجنة مشتركة لتحويل خريطة الطريق الخاصة بالسلام وفق خطته إلى خطة تفصيلية للسلام، وقال: "العديد من الدول تريد المشاركة في توفير 50 مليار دولار لمشاريع جديدة في الدولة الفلسطينية المستقبلية".
 
وردًا على الصفقة المرفوضة على صعيد واسع، يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعًا طارئًا اليوم السبت في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة؛ لبحث سبل مواجهة ما يسمى "صفقة القرن"، وكافة المخططات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، ولطرح الموقف الفلسطيني الرافض لها.
 
 
وكشفت تقارير أنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن سيطرح خطة سلام بديلة في كلمته خلال الاجتماع.
 
وأوضحت الجامعة العربية أنّ الاجتماع سيعقد للاستماع إلى بيان رئيسي وتاريخي من الرئيس محمود عباس، ولكلمات من وزراء الخارجية العرب، كما سيصدر عقب الاجتماع قرارٌ يعبر عن الموقف العربي إزاء الصفقة التي هي ليس بخطة، ولكنها "طلب استسلام".
 
وتقدمت فلسطين بمشروع قرار لرفض "صفقة القرن"، وعدم التعاطي معها بأي شكل من الأشكال، ومن المتوقع من كافة الدول العربية أن تتبنى وتوافق على مسودة القرار ليصبح قرارا بالإجماع، ولكي يتم التحرك بعد ذلك على شكل أوسع.

اعلان